الفصل السابع عشر ج2

13.7K 584 245
                                    

جناح مُصعب ونورين..

استلقت نورين على السرير تستند بجسدها لظهر السرير تقرأ الرواية الغامضة تلك التي طلب منها مُصعب قراءتها..

بعد أن أنهت الجزء المقرر الذي حددته لتقرأه هذا اليوم، أغلقت الكتاب ووضعته جانبا ثم مالت إلى مُصعب النائم بجانبها ومدت كفها تتحسس وجهه بحنان وشفتاها ترسمان ابتسامة دافئة..

رفعت حاجبيها عاليا عندما صدح صوت رنين هاتفه..

تناولته بيدها وبالأخرى هزت كتف مُصعب الذي تململ قائلا بصوتٍ ناعس حانق

((ماذا تريدين أيتها العفريتة!))

قالت بدهشة وهي تهزه بشكل أقوى

((إنه رقم دولي.. استيقظ.. هل تعرف أحد في الخارج؟))

ببطء اعتدل مُصعب نصف جالس يتمطى بتكاسل ثم تناول الهاتف منها يجيب بصوتٍ ناعس أجش

((مرحبا.. من معي؟))

ابتعدت نورين عنه لتأخذ حماما صباحيا منعشا أما مُصعب فجاءه صوت أنثوي من الجهة الأخرى للهاتف

((مرحبا يا مُصعب))

سرت رعدة باردة كالثلج عبر جسده يستدرك صاحبة هذا الصوت.. حتى شعر بأطرافه تتجمد وقد تيقظ كل ما فيه.. فتمتم بحذر وبطء

((رشا؟ هل هذه أنتِ؟))

تسمرت يد نورين التي كانت تهم بفتح باب الحمام ما إن تناهى هذا الاسم إلى سمعها وشحب وجهها.. ما إن مرت ثانية أو اثنتين حتى انتفضت كالملسوعة تركض للسرير وتجلس بجانبه واضعة أذنها على الهاتف الذي يضعه مُصعب بقرب أذنه..

التفت مُصعب لها يحدجها بنظرات مقتضبة وهو يضع الهاتف إلى جهة أذنه الأخرى بعيدا عنها متسببا بسخطها دون أن يعير الاهتمام إلا للتي يحادثها.. فعادت رشا تقول بنفس نبرة صوتها الناعم

((نعم أنا رشا.. كيف حالك يا مُصعب؟))

أجابها بصوتٍ فاتر أجوف وهو يعدل من جلسته

((أنا بخير يا ابنة العم))

خيم الصمت للحظات والتردد يعصف بأنفاسها قبل أن تتنهد بحسم وتقول أخيرا

((أعرف أني آخر شخص قد تود سماع صوته.. لكن أنا..))

بتر كلماتها المرتبكة وهو يسألها مباشرة ببرود

((لماذا لم تأتي مع والدتك لعزاء أخيك يحيى يا رشا؟))

عاد التردد يشوب أنفاسها لتتحجج في النهاية بوهن

((صدقني كنت احترق هنا عندما وصلني خبر وفاته دون أن أكون قادرة على العودة للبلاد وحضور عزائه على الأقل، لكن ما باليد حيلة! أنا لا أستطيع العودة هنا))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن