لا تنسو التصويت ❤️❤️
تعالَ وقع صوت عكاز مُؤيد العالي على البلاط المصقول كأنه يصرخ بدلا عنه مخترقًا الصمت المهيب في مجلس الرجال الذي كان الحاج يعقوب جالسًا بداخله..
جلس مُؤيد مقابل والده بتوتر واضح في ملامحه وهو يغمغم بعبارات السلام ليرد والده السلام عليه ثم يقول بصوته الوقور الحازم
((كيف حال قدمك؟ اهتم بنفسك يا مُؤيد وكن أكثر حيطة، لقد وقع حادثين على نفس القدم))
نكس مؤيد رأسه وعم الصمت المشحون في أرجاء المكان للحظات طويلة أخرى قبل أن يكسره مُؤيد مجددا قائلًا بلا أي مقدمات
((أبي لقد أعدت زوجتي إلى ذمتي، أخاها سيوصلها لشقتي في المدينة ليلًا.. وكنت في الأيام السابقة أخطط أن أبيع شقتي الحالية وابحث عن شقة أكبر لأشتريها))
شيَّد يعقوب على كلامه وابتهل بالخبر
((ممتاز يا مُؤيد، كان عليك من البداية اتخاذ هذه الخطوة فأي حياة هذه التي تجعلك تعيش في المدينة وتترك زوجتك وولديك هنا ولا تزورهم إلا مرة كل أسبوعين.. الآن أنا راضٍ عنك))
أومأ مُؤيد له بصمت ثم قال بوضوح أكبر بما أن والده لم يفهم غايته من هذا الكلام
((ولكن أبي أحتاج دعمًا ماليًا منك فالشقة التي سأشتريها كبيرة ولا يتوفر معي ثمنها كاملا))
ردَّ عليه والده بصوته المهيب المغلف بالحزم
((اشتريها بالأقساط كما فعل مُصعب، هل تعرف أنه انتهى من دقع أقساطها مؤخرا فقط رغم أنها شقة صغيرة؟))
اعترض مُؤيد باقتضاب
((ولكن يا أبي إذا اشتريت الشقة بالأقساط سيكون سعرها أعلى بكثير مما لو دفعت ثمنها دفعة واحدة))
قطب يعقوب حاجبيه ليقول بصرامة
((ليست مشكلتي، لو أنك لم تنفق أموالك في السنين السابقة في دفع ثمن هدايا ونزهات نسائك ومتعتك الشخصية لكانت مدخراتك كافية الآن لشراء الشقة! هل تظنني غافل عن مقدار المال الذي تحصل عليه شهريا من عملك!))
تضايقت ملامح مُؤيد وغمغم
((أبي هل تعاقبني على تلك الرسائل!؟))
صحح له يعقوب مغتالًا أي أمل لمؤيد بإعطائه المال
((أنا لا أعاقبك ولكن اكتشفت فداحة خطئي السابق بعدم العدل في الهدايا والعطايا بين أولادي الخمسة، فعلى مدار السنوات السابقة كنت أهبك أنتَ ومُعاذ أكثر بكثير من باقي إخوتك، صحيح أن مُعاذ لم يسبق وأن طلب مني شراء أي شيء بل قمت من تلقاء نفسي بمنحه سيارة، شقة وأمور أخرى ولكن سيختلف كل شيء الآن، سأهب أي شيء بالعدل بينكم))
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Romanceرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...
