الفصل الرابع والثلاثون ج1

11.6K 547 137
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الرابع والثلاثون

كانت قاعة الحفل الخيري ممتلئة بموسيقى كلاسيكية تناسب ذوق السيدات الأرستقراطيات صاحبات الطبقة الراقية من نخبة المجتمع..

بدأ قصي يجوب حانقا غرفة ملحقة بقاعة الاحتفال مشية وإيابا، يرخي بيده رابطة عنقه

((لقد أفسدت يا أمي كل شيء، كأنه ينقصني شيء آخر لإفساد علاقتي بعائلة سهر))

أخذت روزانا نفسا عميقا تهدئ به أعماقها الشعثة وقالت

((وهل تريد منها أن تصفع ابني وأحافظ على صمتي؟))

هزَّ قصي رأسه بابتسامة سمجة ثم تشدق بمرارة

((وما شأنك لو صفعتني أو لا.. كله على قلبي مثل العسل، إذا كان لديك حمية على حالي فطالبي بحقي وحق أخي من عمي آكل مال اليتامى))

تغضَّن جبين روزانا بضيق ووقفت مكانها قائلة وهي تمسك حقيبتها الجلدية

((سأذهب الآن لحفلتي الرائعة التي كدت أن تفسدها أنت وحماتك، أتمنى ألا يكون قد فاتني الكثير من مناقشات وأراء النسوة عن تنظيمها المتقن))

تهالك قصي جالسا وغمغم لها بلا أمل

((ارحمي نفسك يا أمي من تلك الأحاديث التافهة، والخوض في ثرثرة فارغة عن نساء تدعين صداقاتهنَّ وأنتن تنافقن بعضكن))

كتف ذراعيه وبدأ يفكر ماذا عليه أن يفعل في حين جاء سؤال والدته الممتعضة

((وما الذي تريده من امرأة مثلي في هذا العمر في أوقات فراغها إلا حضور الاجتماعات والحفلات مع صديقاتي!))

تساؤل أمه أخرجه من صراعاته فرد عليها بكآبة وهو يمسح جبينه من حبيبات عرق تجمعت في غفلة منه

((هناك نوادي بحرية، مراكز لامتطاء الخيل، متاحف ومعارض ومراكز تجارية، مطاعم جديدة تُفتح كل يوم.. ((وأمور أخرى أفضل من إقامة الحفلات الخيرية البعيدة كل البعد عن إفادة الفقراء! وإذا لم تعرفي كيف تتمتعين بهذا المال في حوزتك أعطيه لي وأنا سأحرص على ألا أنفق أي قرش منه إلا على سعادتي))

كان قصي يتحدث بيأس شيء إذ كان لا يفهم لم أمه والنساء من مثيلاتها يهدرن عمرهن ووقتهن على التفاهات والنميمة! لماذا لا يفكرن فقط مثله حيث لا يهمه إلا كيف يحرز أكبر قدر من المتعة كل يوم!

=============================

في الفندق..

كان وليد متمددا.. شاردًا عن السيجارة المشتعلة بين إصبعيه والدخان المتصاعد منها.. عيناه تحدقان في الفراغ وحاجباه معقودان بينما أفكاره تتصارع بعقله عن كيفية وصول الرجل الذي يتتبعه لقتله لكل أرقام هاتفه وأماكن مكوثه..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن