الفصل الرابع والعشرون ج1

13.5K 654 447
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الرابع والعشرون

ترّجلت رتيل من سيارة الأجرة التي أوصلتها أمام العنوان المنشود بهيئتها الفوضوية ووجهها الشاحب الملطخ بدموعها..

رفعت عباءتها تهرول باتجاه القصر بينما تنظر من خلفها بين كل ثانية وأخرى وأنفاسها تصدر منهكة من صدرها..

شهقت بذعر ما إن لمحت مُؤيد يصل بسيارته بعد أن استطاع اللحاق بها! وبالمقابل انتبه عليها مُؤيد فهرول هو الآخر يلحقها بخطوات مترنحة بسبب ألم قدمه دون أن يهتم بإغلاق باب السيارة خلفه أو سحب المفتاح حتى..

انكمشت ملامح رتيل التي شوهها الذعر وهي تزيد من سرعة ركضها.. تركض بأقصى سرعة.. وبكل ما أوتيت من طاقة.. دون أن تنظر خلفها أبدًا.. قلبها يكاد يقع بين قدميها كأنها هاربة من شيطان لا إنسان.. والخوف تعشش في كل أنحاء جسدها يتفاقم من صخب خفقات فؤادها المكلوم..

رباه.. لم تره يومًا بهذه العصبية والجنون!

ماذا سيفعل بها الآن عندما يدركها؟

دفعت باب القصر شبه المفتوح لتتوغل للداخل بقوة مثيرة الجلبة والتساؤلات لكل من يراها.. حتى أن حماتها لمحتها وتعجبت لمرآها فصرخت رتيل دون أن تتوقف عن الركض

((إنه خلفي.. سيلحقني الآن.. لن أستطيع التوقف!))

أطلقت رتيل صرخة مرتعبة عندما سمعت صوت زعيقه وهو يدلف للداخل وراءها.. فدخلت جناح والديّ مُؤيد الذي كان أقرب لها من جناحها وصفقت الباب خلفها بإحكام..

اتسعت عينا زاهية ثم تطلعت للخلف، لمُؤيد الذي توقف مكانه مُتأوهًا بألم يُلامس قدمه قبل أن يتقدم للأمام بينما يجر قدمه الأخرى جرًا متحاملا على ألمه بخطوات بطيئة إنما ثائرة.. هاتفا عاليًا

((لقد رأيتك يا رتيل.. لا تختبئي.. افتحي الباب))

بهُت وجه زاهية مغمغمه مكانها

((يا إلهي ما هذه الصدفة الفظيعة!))

خرج يعقوب من الغرفة ووقف بجانب زوجته متسائلا

((أين كان كل من رتيل ومُؤيد؟ وماذا يحصل معهما؟ لم يصرخان؟))

شعرت زاهية بالتوتر يجتاحها واحتارت إذا ما كان عليها اللحاق بابنها أو الشرح لزوجها الذي عاد يهتف بقلق وامتعاض

((ماذا يحدث يا زاهية؟ أجيبي))

أطلقت الحاجة زاهية تنهيدة بائسة ثم قالت بعجل

((أخبرتني رتيل بأن حالة عمتها خطرة وطلبت مني أن تغادر لساعات قليلة لتفقّد حالها، وتوسلت كثيرا أمامي ألَّا أخبر ُمُؤيد حتى لا يغضب، وأنا ضعفت أمام توسلاتها وسمحت لها بالخروج))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن