الفصل الثامن عشر ج2

13.7K 595 210
                                    

يوم آخر.. وليلة أخرى تمضيها نورين في هذه الشقة الجديدة تجافي مُصعب في النهار وتهجره في الليل فتنام في غرفة منفصلة..

لا يكفي أن هذا العقاب الأنثوي الذي تمارسه ضده عقاب لها أيضًا.. ليهرب النوم من جفنيها طوال الليل بسبب أرقها وإشغال ذهنها بالتفكير بابنة عمه..

فهي منذ أن انفصلت عن النوم بجانبه وهي تحترق اشتياقا لشغف قبلاته.. حنانه الغامر.. عناقه الدافئ.. ذوبانها على صدره..

أكثر ما جعلها تحب مُصعب هو قوة شخصيته.. رزانته.. ثقله كرجل لا يأبه للجنس الناعم.. علاقاته محدودة بجنس حواء رغم أن عمله مختلط.. فلم تحلم إلا أن تكون كامرأة "استثناء" في حياته وفي عينيه على حد سواء..

لكن اتضح بأن مكان "الاستثناء" سبق وشُغل من قبل امرأة قبلها لا يمكن استبدالها..

لم يسبق وأن شعرت في السابق أي تهديد تجاه رشا حتى دون أن تعرف حقيقة مشاعر مُصعب الغامضة تجاهها.. لأنها كانت ضامنة بأنها لا تريد مُصعب في حياتها..

لكن تلك المكالمة التي جرت بينهما جعلتها تتشتت وقلبت تفكيرها رأسا على عقب.. فلهجة ونبرة صوت رشا لم تحمل من النفور أو الحقد شيئا.. بل كانت تتحدث معه بكل امتنان.. لطف.. اعتذار.. مدح..

انقطع حبل تفكير نورين وجفلت قليلا عندما شعرت بباب الغرفة يُفتح فأغلقت جفنيها تدعي النوم..

شعرت به يقترب منها يرفع الغطاء ليدثرها جيدا.. فأخذ قلبها ينبض وأذناها تتلمسان في صوته حنانه وهو يهمس لها

((لا زلتي مستيقظة، صحيح؟))

سرت فيها رجفة وقد شعرت بأنها في أمس الحاجة لتلك اللمسة الحانية خلال أفظع فترات حياتها.. لكنها لم ترد..

مرت لحظات قبل أن يلامس ظهرها بأنامله وقد استبد به الشوق لضمها لصدره اشتاق لنعومتها ودفء جسدها..

عقد حاجبيه وأشعل إنارة الغرفة لا نية له بالسماح لها بالابتعاد عنه ليلة أخرى.. ثم قال بحنق وسخط

((نورين متى سينتهي هذا الخصام السخيف الذي لا أجد له سببا مقبولا؟))

قطبت حاجبيها بألم وهي تعتدل جالسة ثم قالت بخفوت

((هل تجده حقا أمرا سخيفا؟ هل تجد النار والمشاعر السلبية التي تُغرق حياتي هي أمر سخيف؟))

هتف بها بشيء من الانفعالية

((لماذا تسمحين لها بالتسلل إليك؟ كل هذا من أجل تلك المكالمة التي حصلت بيننا؟))

تجهمت ملامحها وأقرت

((نعم تلك المكالمة غيرت الكثير بطريقة رؤيتي لعلاقتك بها وأبصرت عينيّ على الحقيقة التي كنت غافلة عنها))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن