الفصل الثالث والعشرون ج1

13.1K 691 244
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الثالث والعشرون

أطلق وليد نفسا عميقا مُجهدًا ولمحات من ماض بعيد أخذت تتتابع على عقله..

بعد تخرّجه من كلية المحاماة واجه الكثير من المشاكل في عمله عرقلته، كسيطرة المكاتب الدولية على السوق، وصعوبات تحصيل الأتعاب مِمّا جعله ناقمًا على هذه المهنة ويفكر في تركها قبل أن يستطيع أحد المحامين المخضرمين في المجال أن يكتشفه ويدعوه ليكون من بعده محامي عائلته لما رأى منه من ثقافة، خبرة، إدراك، سعة ذاكرة، قوة الشخصية وطلاقة اللسان.. والأهم من كل هذا أنه ينحدر من عشيرة غنية ومعروفة ربّته على الشبع والأصول ولن يدفعه الجشع أو المال يوما أن يغدر بهم..

فاكتفى بالعمل كمحامي لدى تلك العائلة الثرية التي جعلته حامي حماها، وحافظ أسرارها، والواجهة عنها أمام القانون، ووكيلها الناطق في جميع شؤونها المالية، والعارف بكيفية تصريف حقوقها، وميراثها، وتوريثها..

كان أفراد العائلة من جانبهم، يأمنون جانبه، ويطمئنون إلى إجراءاته، وينامون رغدًا وهو السّاهر على ممتلكاتهم، والمدافع عن كرامتهم إنْ تعرّضوا لأي مشكلة، أو لظلم، أو حاول أحد النّيل منهم..

وبعد ثلاثة سنوات استيقظت هذه العائلة على فجيعة اتهام ابنتهم بجريمة قتل خطيبها..

كان واضحا أن الاتهام ملفق لها وأنها ضحية مهووس كان يلاحقها ولا يجد منها إلا الصدّ فتألمت كرامته وقام بنفسه بقتل خطيبها ثأرًا منها..

ولأن هذا المهووس هو ابن عائلة كبيرة.. عائلة من حيتان البلاد استطاع والده باستخدام نفوذه رمي سهام الاتهام نحوها..

بالطبع أمرت العائلة من وليد أن يكون على واجهة فريق الدفاع لتبرئة ابنتهم المكوية بنار الاتهام.. وكان هو طوق نجاتهم بعد الله سبحانه وتعالى.. فوضع كل تركيزه وطاقته ووقته على هذه القضية حتى يكون عند حسن ظن هذه العائلة التي وثقت فيه منذ البداية..

بدأت رسائل التهديد بالقتل والأذى تأتيه كما باقي المحامين المشاركين في الدفاع عن براءة الابنة في هذه القضية والذين استجابوا للتهديدات المثيرة للذعر خوفًا على أنفسهم وأموالهم وعائلاتهم ونفضوا أيديهم عنها قبل أن ينالهم أي سوء لا يُحمد.. إلا هو قد كان مُصرًا على الدفاع عن هذه الابنة حتى آخر رمق..

ليس هو من يجدي معه نفعًا أسلوب التهديد.. حتى لو كلفه الأمر حياته..

حتى أخيرا اكتشف والد المهووس أن هناك طرق أخرى بعيدة عن الترهيب والتهديد يمكنه من خلالها أن يسحب وليد لصفه بل ويكون ورقته الرابحة في هذه القضية.. وهي إغرائه بالمنصب والشهرة والمكانة وإتاحة فرصة لتقدمه المهني في عمله!

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن