اجتمعت سهر مع والديها حول سفرة الطعام في المنزل تجيب والدتها
((نعم يا أمي ستتزوج شيرين قريبًا، ولكن بدون أن تقيم أي احتفال بسبب حداد العريس على ابن عمه))
همهمت تمارا وهي ترفع الشوكة وتمضغ قطعة اللحم بهدوء.. وبجرد أن انتهت حتى قالت بفضول
((هل حقًا يعمل رائدا؟ متى تعرفت عليه وطلبها للزواج فجأة؟))
أجابتها سهر بنبرة عادية
((نعم أمي إنه رائد رأيته عدة مرات في السابق عندما كان يزور منزل والدها، إنه من القرية التي كانت تسكن فيها في الماضي.. قرية أمها))
بدأ العبوس يتسلل لملامح تمارا فقالت بغبطة
((أوه حقًا؟ هذا جميل، صديقتك فجأة خُطِبت وستتزوج ونحن لا زلنا بانتظار الأستاذ خطيبك حتى يدفع المهر المكتوب بالعقد، ويبتاع فيلا زوجية، ويقيم زفافًا أسطوريًا يليق بكِ))
وضعت سهر شوكتها فوق الطاولة وشبّكت أناملها ببعضهما بارتباك تحاول استعادة رباطة جأشها ثم قالت
((أمي بخصوص هذا الأمر.. أعني.. ألا تعتقدين أن متطلباتك المالية تثقل كاهل قصي وسبب تأخير زواجنا؟))
غطت تمارا عينيها بكفها وهي تطرق برأسها بغضب منبعه الحقيقي شدة التوتر المسيطر عليها بسبب هذا الموضوع.. ولا ينقصها دفاع ابنتها عنه الآن.. ثم عادت ترفع وجهها هامسة من بين أسنانها كأن من أمامها عسيرة الفهم
((أيتها الغبية شخص استطاع شراء ساعة اليد الماسية هذه لي كهدية بلا مناسبة فهل سيكون عاجزًا عن دفع مهر عالي لكِ؟))
قالت سهر متذمرة بحنق
((ولكن يا أمي رغم ذلك لا ينبغي أن تكوني أسيرةً وضحيَّةً للمادة، فأنا لا أبيع نفسي لرجلٍ حتى أغالي في مهري ومتطلباتي، إنما أبحث عن شراكة حقيقيةٍ))
زجرتها والدتها بانزعاج وهي تلوح بيدها أمامها
((أيتها الغبية أنا أضمن لكِ حقك بحياة مرفهة لا تختلف عن حياتك الآن معنا بل تزيد))
علا صوت سهر بإدراك جاد غاضب
((بل تريدين التفاخر والتباهي أمام صديقاتك من المجتمع الراقي))
قالت تمارا بلامبالاة
((نعم، هذا سبب آخر))
خرجت تنهيدة عميقة من فايد والد سهر الذي قرر التدخل أخيرًا والتفت لزوجته يقول بروية وحكمة
((ابنتك محقة يا تمارا، حتى لا تخسري هذا الرجل مستقبلًا تتنازلي عن بعض حظِّ ابنتك وخففي من مهرها، ومتطلباتك المالية الخيالية فيما يخص الزفاف والشقة في سبيل إعانته والوقوف معه، لا تثقلي عليه فيكون في نفسه شيءٌ فيما بعد عليكِ))
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Любовные романыرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...
