الفصل الحادي والاربعون ج2 (الأخير)

11.1K 411 76
                                    


كانت ياسمين ترتب الملابس في رفوف الخزانة عندما شعرت فجأة بيد تمسك بذراعها وبلمح البصر تستدير بكلها بقوة طفيفة، ليحضنها في صدره.. لم يمهلها أن تستوعب حضوره.. لكنها تعلم أنه هو.. من رائحة عطره.. من لمساته..

بتلقائية تامة كانت تلف ذراعيها حوله تحتضنه كما يحتضنها بحب وكأنها لم تره عند مغادرته للعمل صباحا..

تبسّم بهيام وهو يغمر أصابعه في ملمسه مخمنًا أي نوع بلسم شعر استخدمت ليفوح عطره من شعرها الكثيف المُسرح ناعمًا والذي استطال حتى منتصف ظهرها هكذا! فهي غدت تولي شعرها اهتماماَ خاصاَ..

رفعت ياسمين وجهها له وعيناها تشتاقان متعة النظر لحبيبها خفيف الروح والذي صارت لها معه حياة جميلة، ومشاعر منعشة حدّ الإدمان.. فمعه فقط أصبحت تشعر أنها تحيا بعد أن كانت مهمشة، سعيدة بعد أن كانت تعيسة..

قال ينتشلها من بؤرة خواطرها

((سأذهب للاستحمام وأريد أن أخرج على رائحة الغداء الشهية))

ابتسمت له بحنو وهي تعلمه

((إنه جاهز فاستعجل فقط لنأكله بصحبة العائلة))

.

.

وبعد الانتهاء من تناول الغداء بمعيّة العائلة.. دخلت ياسمين لجناحها لتجد مَازن كالعادة أمام البلايستيشن ينافس هدى التي كبرت وأضحت أكثر نضجًا، تهذيبًا.. كانت نحيلة الجسد بشعر داكن وقصة صبيانية، وطول قامة كأكثر سمة واضحة ورثتها من والدها..

فابتسمت بحنو لمرأى الحماس بينهما وهَنا الصغيرة تجلس في حجر والدها وتهتف عاليا مشجعة إيًّاه..

انتبه مَازن لوجودها فحانت نظرة منه اتجاهها ليقول بنبرة دفاعية ونظره مركز على شاشة اللعب أمامه

((لم أجلس سوى ربع ساعة على البلايستيشن))

تقدمت نحوهم لتقول بنبرة مرحة

((وهل قلت كلمة اعتراض! يمكنك اللعب بقدر ما تشاء يا حبيبي))

تنحى تركيز مَازن عن اللعبة قليلا ليناظر ياسمين قائلا بنبرة ذات مغزى

((شكرا لك يا ياسو لأنك أحببتني رغم عيوبك))

ضيّقت عيناها تصحح له بنفس المرح

((تقصد عيوبك أنت؟))

انزلقت شفتاه عن ابتسامة جانبية وهو يرد بثبات

((لا، لا، قصدت فعلا عيوبك أنتِ))

تجهمت ملامحها فجأة له وأخرجت لسانها فردها لها قبل أن يعيد تركيزه للشاشة ويجد هدى على وشك أن تربح.. وفعلا هزمته هزيمة ساحقة ثم قفزت مكانها هاتفة بانتشاء الانتصار..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن