الفصل السادس والثلاثون ج2

13.1K 564 166
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

في الصالة..

كانت رتيل تمسح الغبار عن أثاث الصالة بينما زوجها المصون متمدد على الأريكة يتصفح هاتفه بهدوء تام قبل أن ينتفض جالسًا فجأة ويغمغم باستياء

((أصدقاء مزيفون جاحدون حقًا! والأمَّر أنهم يتعمدون عدم إدراج هذه الصور على حساباتهم الشخصية حتى لا أعرف! من يظنون أنهم يخدعون!))

توقفت رتيل عما تفعله وسألته

((لم أفهم عليك؟ ماذا حدث مع أصدقائك بالضبط؟))

أجابها بغضب عارم منفلت

((تخيلي رأيت صدفة على مجموعة في موقع التواصل الاجتماعي صورا لأصدقائي في عدة رحلات للبحر ذهبوا لها الأشهر الماضية دون إخباري! حتى لا أقرعهم بالعتاب!))

كان حقا بقاؤه طوال هذه المدة يسبب له إحباط وكآبة فظيعة، إذ أنه معتاد على صوت صخب المدينة بكل ما فيها من تحركات الناس وأبواق السيارات ووسائل النقل وحتى صرخات الأطفال وكل ما ينبض بالحياة في الشارع! لكن رتيل لم تتأثر بما يقوله وعادت تمسح الغبار لتسمعه يغمغم مردفا

((خونة والله خونة! بدلا من أن يفكروا بتنظيم رحلة لمكان قريب تستطيع ساقي المُصابة تحمل عناء السفر له كي يروحوا عن نفسي المهمشة من الجلوس في البيت!))

صدر من رتيل صوتًا فيه رنة سخرية لم تنجح تماما في كتمه فالتفت نحوها يحدق بها صارخا

((أيتها اللئيمة! أستطيع الشعور بابتسامتك المتشمتة بي دون رؤية وجهك! أنتِ لا تشعرين بنفسي المنهارة من هذا السجن المحبوس فيه منذ بداية إصابة لقدمي))

انحسرت ابتسامة رتيل ثم التفتت تقول بملامح تتقلص دلالة على الألم

((على الأقل أنتَ بعد مدة ستزيل الجبس عن قدمك وتعود لحياتك العادية في الخارج، أما أنا سأظل سجينة هذه الجدران لمدة قد تكون أبدية، فقط لأن زوجي يرى أني كامرأة محترمة لا يجب أن أخرج من البيت))

ظل ينظر لها ويفكر لكل ما تقوله لكن من منطلق منطقي وحيادية الحكم بينما تكمل هي بمرارة لاذعة

((لا أستطيع ألا أتشمت بك، بل أنا مستمتعة برؤيتك محروم من العمل والخروج والتنزه ورؤية البشر والاختلاط مع أحد غير الولدين كما ترغمني أنا أن أعيش هذا طوال حياتي معك..))

فغرت رتيل شفتيها لتلتقط أنفاسها بصعوبة ثم همت بمغادرة المكان وقد شعرت أنها لا تطيق رؤية وجهه في هذه اللحظة.. تعسفه معها وتزمته هو ما دفعها أن تخطأ خطأ عمرها بالوثوق بامرأة كغنوة كمتنفس من السجن الذي تعيشه معه! لكنه ازدرد ريقا جافا ثم قال بغتة بصوتٍ باهت استوقفها مكانها دون ن تستدير

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن