الفصل التاسع ج2

15.1K 546 165
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

مددت رتيل جسدها المتعب فوق السرير.. ليس متعب وحسب بل متكسر وكأنها كانت في صالة رياضية تقوم بحمل الأثقال..

رفع هاتفها تتحدث مع صديقتها غنوة وتشكو لها كيف أن مُؤيد جعلها تنهك نفسها في طهو الطعام للوليمة الخاصة بدعوة أصدقائه دون أن توفر أي جهد ثم أعدت الطعام للعاملين في المزرعة فضلًا عن القيام بأعمال القصر الشاقة والمضنية من ترتيبه ونفضه.. ثم أضافت بصوتٍ باهت من بين تأوهاتها المنهكة

((إذا لم يعد الحاج يعقوب العاملين للقصر فلا أعرف كيف سأعيش هنا ولا أحد يساعدني إلا نجوم!))

جاءها تساءل غنوة

((ألم يساعدك الأستاذ مانع بشيء؟))

تشدق رتيل بسخرية لاذعة على كلام غنوة ثم ضغطت فوق أسنانها من شدة الغضب ورغبتها في ضرب زوجها قبل أن تقول وتفرغ ما في داخلها

((يساعدني؟ عندما لمح في عيني بريق شكوى قام على الفور بعرض محاضرة عليّ عن عائلات أصدقائه.. فرغم أنهم جميعًا ميسورين الحال وأغنياء إلا أنهم لا يملكون خادمات.. أخبرني عن صديق له كان يتباهى أمامه كيف أن زوجته نظفت كل سجاد البيت بالمعقمات، وحملته وحدها حتى سطح البيت وأبهرت الجيران بالسرعة والقوة الخارقة التي تملكها.. ويريد مني أن أصبح مثلها))

خرج من صوة غنوة صوت تحسر وشفقة عليها قبل أن تقول

((إنها خطة منه.. يريد أن ينهكك بأعمال المنزل الشاقة ويتلألأ هذا القصر على حساب صحتك حتى ما تعودي قادرة على فعل شيء بسبب أوجاع ظهرك وأقدامك فيأخذها حجة فيما بعد للزواج من امرأة أخرى غيرك جميلة شابة تستطيع أن توفيه كل حقوقه الزوجية!))

أظلمت عينا رتيل عند هذه النقطة فيما أردفت غنوة كلامها ناصحة بواجهة المرأة القلقة على صديقتها

((أنتِ مسكينة يا رتيل.. أنا أنصحك بالطلاق وبشدة.. انظري للأستاذ مانع الذي يمنع السعادة عنكِ كيف يجعلك تعيشين معه في جحيم! هذا فضلًا عن الحصار والضغط الذي يحيط جوانب حياتك به.. والأنكى هو أنه لا يقدر شيء من تضحياتك))

رغم أن رتيل شعرت بصحة كلام غنوة.. ورغم أنها شعرت بأنها تعبت منه وأن حياتها معه لا تحتمل في ظل رضاه صعب المنال بالنسبة لها.. إلا أن وجهها امتقع عند ذكر سيرة الطلاق.. فالحياة عند مُؤيد أرحم من الحياة عند عائلتها.. فغمغمت لها

((أنا متعبة وأريد النوم.. وداعًا يا غنوة))

أغلقت رتيل الهاتف معها ثم بدأت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يغتم وجهها وتغلقه.. فكل الإعلانات التي تظهر أمامها هي إعلانات تخص المطاعم.. وكأنهم يتعمدون إغاظتها عن معاناتها في المطبخ ويقترحون عليها ما يمكن أن يريحها لكنها لن تستطيع طلبه!

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن