لا تنسو التصويت ❤️❤️
طالعت رتيل بفخر غرفة يزيد التي جهزتها في الأيام السابقة وقامت بتنسيقها بنفسها.. لقد اهتمت بتفاصيلها وجعلتها ملائمة لتوفر له المساحة الكافية للعب ومناسبة لاحتياجاته.. وبألوانه المحببة.. ولم تنسَ أن تملأها من تلك الرسوم التي تخص إحدى شخصيات الأبطال الخارقين التي باح إليها بحبه لها..
هدر الحاج يعقوب بيزيد الذي يضعه بحُنو فوق حجره
((هل تحب جدك يا يزيد؟))
هزّ يزيد رأسه إيجابًا بصمت وسعادته الطفولية تلفه جراء الشكل النهائي لغرفته فعاد الجد يسأله وهو يمسح بيده فوق شعره الأسود المموج
((هل لا زلت غاضبا من جدك على ردة فعله غير المقصودة في ذلك اليوم؟))
هز يزيد رأسه نافيا فابتسم يعقوب برضا ثم قال بحنو
((أحسنت فجدك يحبك ولا يتحمل حزنك منه، أنتَ غالي هنا يا يزيد))
كان يعقوب راضيا تماما عن تغاضيه عن مسألة تسلل رتيل ودارين بين الحين والآخر بيزيد لأمه.. فقد توقف الصغير عن البكاء والسؤال عن أمه جزئيا رغم تباطئ تكيفه وتأقلمه هنا.. ففي نهاية المطاف هو لا يريد إلا أن يعتاد حفيده مكانه الأصلي هنا..
أنزله يعقوب أرضا ثم اعتدل واقفا وقال بينما يناول رتيل ظرفا مليئا بالنقود
((رتيل يا ابنتي أكرمك الله اذهبي للتسوق مع هذا الصغير واشتري أي شيء تقع عينيك عليه، واشتري أيضًا لفهد وباسم بالمثل فهم لا يقلان غلاوةً عندي منه))
غادر الحاج يعقوب الغرفة بهدوء.. فناظرت رتيل يزيد الذي جلس أرضا مع ابنيها فهد وباسم يشاركهم اللعب في المكعبات الملونة.. ثم سألته بمرح
((هل أنتَ سعيد لأنك تعيش كأكثر فرد مدلل هنا؟))
أجابها يزيد بحزن لمع في عينيه
((قليلا.. فقد اختفى أبي من حياتي وأمي لم أعُد أراها إلا خفية.. لو كنت أعرف أن هذا ما سيحدث لم أكن لأتمنى أن تكشف الحقيقة وأعيش هنا))
تفاعلت رتيل مع حزن الصغير وشعرت بقلبها يذوب حزنا عليه.. ربما عليها أن تجعله يرى والدته خفية أكثر من ذلك..
جفلت على دخول الحاجة زاهية حاملة "حلة" يتصاعد منها البخار.. فهرولت لتحملها عنها وتضعها فوق المفرش على الطاولة..
نظرتْ زاهية بفرحة ليزيد وقالت وهي تجذب يده نحوها
((أنتَ تحب هذا الحساء الشهي، أعددته لك بالمطبخ بنفسي))
بدأت تسكب زاهية الحساء وتضع أول طبقٍ ليزيد تحت أنظاره وتقول
((سأصنع لك رغيف الزبدة والسكر الساخن أمام الفرن في وقت لاحق وستحبه صدقني))
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
عاطفيةرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...