الفصل التاسع والعشرون ج1

12.4K 680 207
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل التاسع والعشرون

بدأ مُعاذ مهامه في هذا المركز الإصلاحي النسائي الذي تم نقله إليه.. فبلده يصر أنه بلد بلا سجون وأن كل الموجود لديه الآن وما اصطلح على تسميتها بالسجون لا تغدو إلا أن تكون "مراكز إصلاح وتأهيل"!

جلس مُعاذ أمام رئيس السجن الذي رحب به وشرح له أكثر عن مهامه هنا.. ثم طلب منه أن يجري معايشة ميدانية لعدة ساعات داخل عنابر السجينات للوقوف على حياتهن داخل العنابر وكيف يتحركن ويقمن فيها..

فاستجاب مُعاذ ملقيا له التحية العسكرية قبل مغادرته..

بمجرد أن توجه لمنطقة العنابر وجد أمامه لافتة كبيرة مكتوب عليها أرقام العنابر.. ثم فُتح له باب ضخم وبمجرد أن وطأت قدمه المكان كان أمامه مدخل طويل تزينه على الجانبين الآيات القرآنية والحكم والمواعظ التي تدعو للصبر وضبط النفس والانخراط في الطريق السليم..

وجهته الأولى كانت نحو العنبر الذي عرف أن شيرين تتواجد فيه لا لشيء إلا ليتأكد من أحوالها.. من بعيد..

بالكاد كبح ابتسامة ترتسم على وجهه محاولًا تهدئة قرع طبول قلبه المتصاب الأهوج لأنه متواجد معها في نفس المكان.. لكن الجلبة العالية وأصوات شجار وصراخ النزيلات أثارت قلقه مما جعله يطلب من الضابطات أن ينبهن النزيلات بدخوله لتفقد الأحوال..

كان قلقا جدًّا من أن تكون شيرين طرفا في هذا الشجار..

كتم أنفاسه لحظة أخيرة ثم دلف من خلال الباب الفولاذي بهدوء.. مجرد رؤيتها واقفة هناك جعلت دقات قلبه تتضارب أكثر لكنه تعمد التظاهر بالحزم والجلد سائلًا دون مقدمات

((ما هذا الذي يحدث هنا؟))

كان يضع عينيه بخضرة عيني شيرين بصرامة بينما يسمع صوت الحارسة تجيبه بصوتٍ مرتبك وهي تشير إليها

((لقد قامت هذه النزيلة المدعوة شيرين بكسر الميكروفون الذي من خلاله نصدر التعليمات للنزيلات))

ببراعة أخفى دهشته مما يسمعه وذهوله..

ما هذا الذي فعلته ولماذا؟

اكتسحه شيء من الغضب منها.. هو مضطر الآن بسبب ما فعلته التعامل معها على حسب ما تمليه وظيفته عليه..

سألها بصوتٍ فظ صارم أقرب للانفعال

((لماذا قمتي بكسره أيتها النزيلة؟))

تصلب جسد شيرين بالكامل وغار قلبها الميت في صدرها.. لكنها ظلت واقفة مطرقة بوجهها.. مضطربة الملامح وساكنة لدرجة مزعجة وغير مبررة..

اختنقت حبال شيرين الصوتية ولم تنساب من شفتيها إلا كلمات متقطعة وفي نبرتها لمحة تضرع

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن