الفصل الرابع والثلاثون ج2

13.8K 643 177
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

ليلا..

نهضت هدى من رقادها وتسللت خارج سريرها لتقف أمام جناح والديها.. طرقت الباب عدة مرات وعندما لم تجد أي استجابة حركت مقبض الباب لتتفاجأ بأنه مفتوح..

أقلق فتح الباب مضجع مَازن ليفتح عينيه ببطء وما إن تبين له أن الطارق هو ابنته بعينيها البريئتين اللتين ترمشان بلا توقف، حتى قال بصوتٍ أجش وهو يطالع الساعة الجدارية

((هدهد ماذا تفعلين هنا؟ كم الساعة الآن؟ إنها.. الثانية بعد منتصف الليل!))

قوست هدى شفتيها بطفولية ثم قالت بصوتها الباكي

((أبي هل غضبت مني لأني قلت لأمي عن زيارتك لخالي؟ لقد قلتها بغير قصد))

تدلي فك مَازن حتى كاد أن يقع أرضا وهو يحدق بهيئة طفلته الناعسة وشعرها المجعد الفوضوي! فغمغم بذهول

((هل استيقظت الآن لأنك تذكرتي أنك من أسابيع وشيت بغير قصد لأمك عن أمر زيارتي لخالك؟))

أجابته بخفوت مذنب

((ولأني أيضًا كسرت البلايستيشن خاصتك))

فتحت ياسمين التي تريح وجهها فوق صدر مَازن إحدى عينيها وقالت بصوتٍ ناعس وهي تتمطى

((لا يا هدى ليس هناك أحد غاضب عليك، عودي للنوم))

لكنها ولأنها لم تجد أي رد من والدها أغمضت عينيها ممهدة للانفجار ببكاء.. مما جعل ياسمين تعتدل شبه جالسة وتقول ببؤس

((وما الحاجة الآن لهذا البكاء الذي لا سبب له!))

هرولت هدى راكضة لتتسلق السرير ومن ثم تسقط فوق صدر أبيها محيطة إياه بذراعيها هاتفة

((أبي هل يمكن أن تعانقني حتى أتأكد من أنك لست غاضبا مني))

تطلع مَازن فيها بدهشة وذاب قلبه على رقتها وهشاشة قلبها ثم ناظر زوجته قبل أن يضم هدى بذراعيه ثم يريح ذقنه فوق رأسها هامسًا بصوتٍ أجش

((طبعا لست غاضبا عليك يا ابنة أبيك))

أراح مَازن جسده على السرير وجعل هدى تتوسد جانبه يضمها بذراعه اليمنى.. تجهمت ملامح ياسمين بغيرة غير معلنة من ابنتها التي سرقت زوجها منها، مِمَّا جعلها ترمق مَازن شزرا..

رفع مَازن حاجبيه من نظراتها التي تتأجج بنيران الغضب مِمَّا جعله يقربها منه ويعانقها هي الأخرى بذراعه اليسرى.. فترققت ملامحها.. بشيء من الرضا..

مسحت هدى آثار دموعها وأسدلت جفنيها فبدأ يدندن لها مَازن بنبرة هادئة ناعسة، يغمرها بحنان فياض، يجعلها تطمئن بعد قلق طفولي لتسأله فجأة دون مقدمات

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن