الفصل الاربعون (قبل الأخير) ج2

14.9K 821 177
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

فتح مُعاذ عينيه صباحا ببطء يتمطى بجسده بحذر حتى لا يوقظ شيرين النائمة على صدره بوداعة واستكانة وشعرها الليلي مبعثرا من خلفها..

جال بعينيه إليها يتأملها مليا وهو يمرر أصابعه على شعرها ويلمسه بظهر أصابعه بنعومة..

أحست شيرين بلمساته التي تعشقها لترفرف بعينيها متكاسلة، فاعتدل جالسا على السرير بجذعه العاري ثم همس بصوت مبحوح وعيناه تمران عليها

((كم هي الساعة الآن؟ متى وقت صلاة الظهر؟))

همست بصوتٍ ناعس وهي تتثاءب

((ربما بعد من ساعة، دعنا ننام أكثر))

كانت شيرين تشعر أنها قابعة في جنته.. إذ أنها بعد أن عاشت أشهر في علاقة جسدية مشوهة مع وليد، حيث كل مرة يقترب منها ينتقص من أنوثتها.. لم تتوقع أن تنجح علاقتها مع مُعاذ.. هذا الرجل الذي عرفت فقط الاكتمال معه وهو يغرقها دائما في فيض متدفق من الحنان الخالص والعاطفة..

تمتم بصوت أجش وقد تلاشى تثاؤبه وارتحل نعاسه

((كنت أستيقظ باكرًا حتى في أيام العطل ومناوباتي الليلة، لكن منذ زواجي بك وقد أدمنت النوم لما قبل الظهيرة بقليل))

ردت مبتسمة وهي تفرك إحدى عينيها تزيل أثر النوم

((أنا كنت معتادة على الاستيقاظ باكرا في أيام عملي، لكن ما عدا ذلك في العطل أقضي جل وقتي متوسد السرير))

اتسعت ابتسامة شيرين برضا أنثوي وهي تراه يبعد بأصابعه شعرها المتناثر حول وجهها هامسا بغرام

((تبدين جميلة))

تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل فضحك مُعاذ بخفوت لتتوه في ضحكته ثم في عينيه ونظرته.. وتلقائيا انحنت بوجهها لتلثم باطن كفه بحركة ارتعش له قلبه..

ردت شيرين له كلمات حب شغوفة بنفس الهمس ليشعر بالنعيم حقًا وقد أنارت قلبه تماما منذ زواجهما..

ولم يقطع هذا المشهد العاطفي إلا هاتفه الذي ضج رنينا عاليا.. التقطه مُعاذ واستبد الذهول فيه لمرأى اسم امه يعلو شاشة هاتفه.. فرد هادرًا

((مرحبا يا أمي، كيف حالك؟ الآن؟))

خرج سؤال مُعاذ مذهولا فكست الحيرة وجه شيرين عن سبب اتصال أم مُعاذ بهذا الوقت المبكر من اليوم واعتدلت جالسة بينما يتابع مُعاذ بعجب

((ولماذا لم تخبريني لأصحبك بنفسي! هل لا زال السائق يتذكر عنوان شقتي؟ حسنًا سأرتدي ثيابي وأتي فورا))

أغلق مُعاذ هاتفه ووضعه جانبا بينما يتجه ملهوفا للخزانة بنزع ملابس منامته هاتفا

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن