الفصل الحادي والثلاثون ج2

13.8K 638 248
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

في زنزانة شيرين المنفردة كانت جالسة على سريرها تحدق باستمتاع بمُعاذ من نافذة الباب الفولاذي بينما يحدث ابنته على الهاتف إذ أنه لا يواجه أي مشكلة بالرد على اتصالات عائلته أو حتى أصدقائه هنا أمامها فقط أثناء نوبة الحارسة أم محمود..

هل ستكذب نفسها إن قالت بأنها لم تعد تريد مغادرة هذه الزنزانة المنفردة بعد أن بدأ مُعاذ يخصص لها يوميا من وقت فراغه ساعة لا يريد خلالها أي أحد منهما أن تنتهي ليتجاذب معها أطراف الحديث دون الاقتصار على موضوع محدد كأنه فقط يحاول تقوية الأواصر بينهما.. فيعرفها على اهتماماته وأفراد عائلته حتى شعرت أنها تعرفهم منذ زمن بعيد..

وهي بدورها تحاول أحيانا سؤاله بعض الأسئلة العادية لكن في المجمل تكون منصتة جيدة.. حتى أنها وللسخرية فكل تفكيرها اليومي يكون منحصرا في ماذا سيحدثها في اليوم التالي أو ماذا سيسألها أو ماذا عليها أن تطرح أسئلة عليه..

أغمضت شيرين عينيها تصغي لنبرات صوته الرخيمة التي تنجح بفك حزنها وتضفي السحر على روحها فتشعر أنها تهفو فوق غيمة وردية جميلة مهما كان ما يتحدث به..

أما مُعاذ انتبه على شيرين وشرد ناظرا بها قبل أن تنتشله ابنته من شروده بحنق

((أبي هل تنصت لي أم أني أحدث نفسي؟))

تنحنح مُعاذ وقال لها

((أنا أنصت لك يا دارين ولكن مللت من الإصغاء لقصص إرهاقك في الاعتناء بأولاد عمك الصغار التي كررتها على مسامعي عشرات المرات))

تذمرت له دارين

((هذا يا أبي لأنها تكررت عدة مرات، وأنا مللت بحق الله.. تخيل في الصباح طلبتُ من نعمة أن تصنع الفطور لأولاد عمي فتذرعت بانشغالها بعمل آخر، أما منال زجرتني قائلة بأنها غير متفرغة.. حتى نجوم متعبة طوال الوقت ولا تقوم بشيء.. وخجلت أن أطرق الباب على زوجات أعمامي فاضطررت أن أصنع أنا لهم الفطور ودخلت قاعة الامتحانات متأخرة))

بدا أن مُعاذ يشعر بالضيق حقا على ابنته التي تحمل مسؤولية أكبر منها لكنه هون عليها بقوله

((حسنا ها قد انتهت المدرسة وبدأت العطلة وانتهت معها مشاكل التأخير الصباحي))

أطلقت دارين عدة أنفاس تجيش صدرها تشجع نفسها في الدخول بالموضوع الذي من أجله اتصلت به لتقول

((أبي على سيرة العطلة، هل فكرت بما قلته لك في المرة الأخيرة؟ صديقتي ستقضي العطلة كلها عند جديها في المدينة وستلتحق بإحدى النوادي، أريد أن أمكث في شقتك حتى يتاح لي الذهاب معها لنفس النادي))

عقد مُعاذ حاجبيه وقال بهدوء

((أعرف أني وعدتك أن أفكر في الموضوع لكن لا أعتقد أني سأوافق، لن أشعر بالأمان عليك وحيدة في الليالي التي أقضيها خارج شقتي))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن