الفصل الثالث والثلاثون ج1

12.1K 495 157
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الثالث والثلاثون

في إحدى المطاعم الراقية التي دعت تمارا ابنتها إليها سمعتها تكتم شهقة خافتة تقول بصوتٍ مرتجف

((أمي أشعر أن قلبي محطم، هل هكذا سنفسخ خطوبتنا وتنتهي علاقتنا للأبد؟))

ناولتها تمارا منديلا لتمسح دمعتها التي سقطت مغافلة لها وقالت

((نعم حبيبتي، وستتجاوزين الأمر سريعا عندما يتقدم لك رجل آخر ثري لا يعرف الكذب والخداع له طريقا))

تنهدت سهر بحُرقة قلب وقالت

((لكن أمي.. أخشى ألا أتمكن من نسيانه فقد أدمنت على وجوده، وهذا ما جعلني أتساهل في بقائه بالعمل معي في نفس المطعم))

أظهرت تمارا تعاطفا مزيفا وقالت

((إنه إدمان سيء، أضراره أكثر من فائدته، انسيه))

غمغمت سهر ببؤس ووهن

((أمي لا أظن أني أستطيع تجاوزه بسهوله، لماذا لا أعود له فقط بما أن الألم باقي لي في كلا الحالتين!))

اكتسبت نبرة تمارا الصرامة وهي تأخذ واجهة المرأة الحكيمة التي تستمد كلامها من خبرتها المكتسبة من الحياة

((تفكير خاطئ، حبك له كالتدخين، قد يظن المدخن أن استمراره في التدخين عذاب، وانقطاعه عنه عذاب آخر فتخفت إرادته ويستمر بالتدخين، غافلا أن العذاب الناتج عن انقطاع التدخين هو عذاب مؤقت ينتهي عند انتهاء آثار الانسحاب، وسرعان ما سيبدأ حياة صحية ونظيفة خالية من أذى التدخين))

لم يسبق وأن حظيت سهر في الماضي بأي نقاش جدي يخص أي موضوع مع أمها إذ أنها أكثر إنسانة في الحياة لا تهتم إلا بالمظاهر الخارجية والثروة أمام مجتمعها الراقي.. لكن الآن شعرت حقا أن كلامها مفيد جدًّا.. وقد بدأت إدراك ما ترمي له..

طبطبت تمارا بكفها فوق يدها بخفة وقالت مشددة إزرها

((فترة وستنسين ذاك الكاذب المنقب عن الذهب قصي وستسمحين للرجل الثري المناسب الدخول إلى حياتك..))

ثم استحالت ملامحها لأخرى مبتهجة وهي تردف بحماس

((علينا أن نتجهز للحفل الخيري الذي ستقيمه مدام روزانا، حتى يعلم كل من في مجتمعنا الراقي أنك على وشك فسخ خطبتك))

=============================

سجن النساء..

قامت الحارسة باقتياد شيرين إلى حيث ينتظرها أحد الزُوار..

احتلت الصدمة شيرين للزائر غير المتوقع ووجدت نفسها ترسم ابتسامة بينما تجلس مقابله

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن