الفصل التاسع ج1

16.3K 523 175
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل التاسع

حضر وليد لمكتبه مبكرًا قبل وصول أحد الموظفين عنده بعد أن أعلم مُعاذ بالمجيء.. كانت عيناه محمرتان قليلًا لأنه قضى ليالٍ طويلة دون نوم تقريبًا.. ليالٍ لا تُنسى وستبقى مختومة في ذاكرته بختم أبدي..

نهض بمجرد سماع طرقات ابن عمه على باب مكتبه حيث كان منتظرًا يتأهب للقائه ويرتب كلماته التحذيرية..

سمح له بالدخول وتقدم خطوة وراء الأخرى منه بينما يغمغم بابتسامة مريبة

((كيف حالك يا ابن عمي العزيز والرائد المحترم))

لم يكن مُعاذ مرتاحًا لوجه وليد أو ما سيقوله إلا أنه أجابه بنبرة هادئة ودودة

((أهلًا بكَ يا وليد، أنتَ عزيز عليّ أيضًا، كيف هو حالك؟))

اشتد وجه وليد الذي وقف أمامه قائلًا بصوت واضح مرتب الأفكار

((أنتَ تعرف بأني لا أحب المقدمات أو تضييع الوقت.. فهل ندخل في الموضوع مباشرة؟))

رد مُعاذ وهو يعقد حاجبيه بشدة محاولًا التخلص من ذلك الشعور المقيت الذي انبعث بداخله للتو ((ادخل به))

صمت وليد للحظات ثم قال ساخرًا وهو يناظر دلوف شخص آخر المكتب

((انظر ها قد جاء مُصعب، جميل جدًّا فهو معني أيضًا بحديثي..))

اقترب مُصعب اللاهث من شقيقه.. فهو وبمجرد أن أنهى مكالمته مع أخيه حتى سارع الوقت في ارتداء ملابسه ثم هبط درجات السلم بخطوات مكتومة الى الطابق الأرضي ومنه الى المَرْأَب ليغادر البيت دون أن يشعر به أحد..

تفاجأ مُعاذ من حضوره.. ثم تساءل متغضن الوجه

((ما دخل مُصعب؟))

قال وليد وهو يرمقه بنظرة ذات مغزى

((كيف ما دخله؟ أليس هو السبب في موت يحيى!))

اهتزت حدقتي مُصعب بنفي وهم بأن يصرخ برفض اختنق في حلقه وتلجم للحظات مصعوقًا قبل أن يقدر على الهمس أخيرًا ((ماذا!))

كان مُعاذ يرفرف بعينيه في محاولة عقيمة ليستجمع ما يتناهى لسمعه قبل أن يثور وقد عرف بأن وليد لا ينوي على خير الآن

((توقف عن هذا الهراء، مُصعب لا دخل له بشيء.. إنه قضاء الله وقدره))

أخفض وليد نظره لحظة ثم أعاده لوجه مُصعب المضطرب قائلًا بنبرته المريبة

((لا اعتراض على قدر الله، ولكن هناك أسباب ولا أحد ينكر بأن مُصعب المسؤول، ألم يطلب من يحيى بنفسه أن يذهب لأرض والده ويعرف سبب العراك الذي حصل هناك؟ لو لم يطلب مُصعب من ابن عمنا أن يذهب هناك لم يكن ليواجه ذاك المصير المؤسف!))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن