لا تنسو التصويت ❤️❤️
سارعت تعدل شيرين من حال الوشاح حول رأسها عندما نبهتها إحدى الضابطات أن الرائد مُعاذ يريد أن يراها..
ما إن شعرت بقدومه حتى وقفت من مكانها متوترة وهي تنكس وجهها..
فتح مُعاذ النافذة عليها ولم يتحدث في البداية لدقائق.. قبل أن ينطق أخيرا بصوته الرخيم الهادئ
((كيف حالك يا شيرين؟))
رفعت عينيها اللامعتين ببطء له.. ارتجفت شفتاها ونطقه لاسمها بدون أي رسمية جعلها تتجرأ أن تتشبث به كأحبالها المنجية لتهمس بعذوبة صوتها وعذابه
((لقد أخذوني للحبس الانفرادي رغم أني لم أخطأ بشيء، أرجوك اطلب منهم أن أعود للعنبر فالزنزانة المتكدسة أفضل من هذا الانفرادي..))
شعرت في جوف روحها ألما يخنق أنفاسها فيفيض عذابا على وجهها وهي تردف بشقاء قلبها
((شعوري بالوحشة داخل السجن يقل في حال وجود مَن يؤنس وحدتي، ومع وجود رفيقات في الزنزانة يمكنهن مشاركتي الطعام والشراب، والحديث عن حيوات كل منهن فيما قبل السجن! التشارك معهن في أنشطة يومية تقتل الوقت والحنين إلى الخارج، أما هنا كيف سيمضي الوقت وقد انتفت أبسط حقوقي وطرقي في التحايل على الوقت والملل الذي لا ينتهي، أو الذي لا أعرف نهاية محددة له؟))
تعانقت عينا شيرين بعينيه بحرقة وتشتت.. فعلى أقل تقدير يعلم السجناء المحكوم عليهم متى الخروج من هذا المكان القميء، المغلق المظلم! يوجد لهم محرك لمرور الوقت، وانتظار موعد انتهاء العقوبة.. ولكن هي المحبوسة احتياطيا محرومة حتى من حساب الأيام، فلا يوجد موعد محدد لخروجها، ستضيع سنوات عمرها في انتظار انتهاء هذا الجحيم الذي تعيشه هنا أو استيقاظ طه من غيبوبته..
تقبضت يدا مُعاذ بتلقائية وفيض عذابها يغمره برغبة فوضوية إليها.. وحواسه كرجل كلها تتحفز ألما لشقائها.. ليقول أخيرا بهدوء خادع
((أنا أتفهم ما تقولينه فالحبس الانفرادي يساهم في تعميق الشعور بثقل الزمن))
أشاح مُعاذ بوجهه بعيدا عنها وضعفها يصل إليه كنار توهن ثباته.. ثم قال أخيرا
((لا تقلقي هي مسألة يومين أو ثلاثة وستعودين للعنبر الذي دخلتيه في بداية فترة سجنك، لقد حاولت نقلك لزنزانة انفرادية أفضل حالا))
شتتت شيرين نظرها في الزنزانة وقالت صادقة بصوتها المتحشرج
((نعم وفيها نافذة، شكرا لك.. يا.. مُعاذ))
تنهد مُعاذ ثم قال وقد سكن الإجهاد صوته
((المشكلة أن معظم الزنازين الخاصة بالحبس الانفرادي مُصمَّمة بشكل لا يسمح بدخول أشعة الشمس أو الضوء الطبيعي وتقريبا هذه هي أفضل زنزانة انفرادية))
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Storie d'amoreرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...