لا تنسو التصويت ❤️❤️
الفصل السادس
وصل مُصعب بسيارته عند مزرعتهم البعيدة ليركن السيارة جانب الطريق المُعَبَّد ثم يرتجل هو ونورين منها..
مضى يسير الطريق ونورين خلفه فوق بساط مزرعتهم الأخضر الممتد على مساحة شاسعة بينما الأشجار الخضراء متباينة الأطوال موزعة في كل مكان..
لامست نسمات الهواء النقية المنعشة بشرة نورين التي كانت توزع نظرها في الأرجاء وعينيها لا تتعبان من التحديق والتمتع بسحر هذه المزرعة..
توقف مُصعب عند مسافة بعيدة نسبيًا عند خلية نحل كبيرة مثبتة على شجرة بارتفاع ما يقارب خمسة أمتار عن الأرض.. فتساءلت نورين ونظرها مأخوذ للنحل
((هل خليات النحل هناك هي لكَ؟))
((نعم.. إنهم لي))
ثم أشار إلى صندوق من الخشب الرقائقي حوله شبكة وقال
((تلك هي المصيدة التي صنعتها لجذب سرب النحل))
تساءلت وهي تراه يحدق في خلية النحل
((العسل الشهي الذي نتناوله عادة مع خبز الفطور يأتي من هنا إذن، لكن متى سيحين موعد عملية جني العسل مرة أخرى؟))
((بعد أشهر.. سيكون العسل المخزن في الأقراص العسلية ناضج))
((هل ستبيع لاحقًا هذا العسل؟))
((اهتم بهذه الخلية هنا كشيء يصب في مصلحة الطبيعة والزراعة لا كهواية أو من أجل بيعهم، تربية النحل من الأساس لا تجلب الكثير من المال لما تحتاجه من الكثير من الوقت والجهد والمساحة))
همهمت له ثم أسرعت نورين خلفه عندما بدأ يسير للأمام.. وكلما سارا أكثر تبين لها في نهاية الطريق مَعلَم عبارة عن بركة ماء.. بركة ماء المزرعة.. فاقتربت أكثر من البركة بذهول يجتاحها ثم أخفضت نفسها لتغمر يدها في الماء المنعش.. قائلة وفي عينيها بريق خاص
((كان هناك بركة مشابهة لها في مزرعة جيراننا..))
ثم أكملت ساخرة بشيء من المرح
((لكن مساحة تلك البركة لم تكن تتجاوز أربعة متر مربع وكانت مبنية من الإسمنت وتصب فيها ماسورة ممتدة من أسفل الأرض تلتصق بجدرانها الطحالب الخضراء العالقة في القاع أيضًا))
ابتسم مُصعب الواقف خلفها ابتسامة جانبيه لما قالته لكنه لم يعقب.. بل سألها بعد دقيقة وهو يضع يديه بجيبي بنطاله بينما يقترب منها
((هل كنتِ تنزلين فيها؟))
حدَّقت نورين ببهجة في بريق الشمس المنعكس على سطح الماء كحبات اللؤلؤ من شدة صفاء الماء بمشهد يذهل العقول.. ثم انتبهت لسؤاله لتناظره وتخبره مبتسمة بشجن الماضي
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Romanceرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...
