الفصل السادس والثلاثون ج1

11.8K 512 192
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل السادس والثلاثون

في سجن النساء..

هتفت شيرين بذهول أسرها للطبق الذي تمَّ تقديمه هنا

((هل هذا لحم ما يقدمونه هنا؟))

قالت إحدى زميلاتها في الزنزانة

((إنها من عماشة زاد الله من فضلها))

عقدت شيرين حاجبيها وتساءلت

((من هي عماشة؟))

تحَّلت رفيقتها بالجِدية وهي تقول

((عماشة اسم معروف لكل العاملين في سجننا، من أبسط حارس الى أعلى مسؤول في السجن يعرفون بأنها امرأة طيبة بل منهم من أصبح صديقا وقريبا منها، فقد ترددت على سجننا هذا فوق العشرين مرة..))

تدلى فك شيرين وتساءلت بانشداه

((دخلت السجن عشرين مرة؟! ما شاء الله..))

((نعم إذ أنها ما تلبث أن تخرج من السجن اليوم مثلًا حتى تعود إليه في الغد كما دخلته بعد أن تدَّعي أنها تعاطت موادًا ممنوعة وتسلم نفسها إلى أقرب مركز للشرطة كي يقتادوها إلى السجن، وإذا ما أعلن عن خروجها من السجن تؤكد لرفيقاتها في الزنزانة أنها ستعود بعد أسبوع أو شهر.. وما تلبث أن تعود فورا ولا يفاجئ أحد بعودتها، حتى سريرها يظل على ما هو عليه وتُترك ملابسها في السجن أيضًا))

أخذت رفيقتها شقفة خبز وغمستها بالطبق قبل أن تضعها بنهم في فمها ثم قالت وهي تمضغ الطعام

((لو كنت مكانها لفعلت نفس الشيء.. فهي امرأة بلا عمل أو شهادة وإدارات السجون لا توفر لها مهنة تعيش منها بعد خروجها السجن حتى لا تعود إليه.. أما هنا فتعيش عيشة الملوك كما أنها تجني الكثير من الأموال لقاء عملها في السجن..))

كان الذهول وعدم التصديق جليا على شيرين، خاصة وانه لا يوجد وظيفة لها في السجن قد تجلبها هذه الأموال الطائلة إلا لو كانت تهرب هنا موادًا ممنوعة وترشي الشرطة!

أكملت رفيقة زنزانة أخرى مُشيدة

((الأمر كله توفيق من الله فهي تتقيه وتزكي عن مالها وتصلي وتصوم وتذبح الذبائح وتوزع على العنابر وكل السجن يأكل من خيرها بارك الله فيها..))

هزًّت شيرين رأسها ببلاهة لعلاقة هذه السجينة التاريخية مع الموظفين في السجن، حتى أنها تساءلت كم أحدا عاصرت منهم! حيث يظهر أن هذا السجن شهد تغير الكثير من القيادات والمسؤولين، وكذلك تقاعد الكثير من العسكريين في حين ظلت هي دائمة فيه..

سَرَت قشعريرة في جسد شيرين لتقول بابتسامة متشنجة

((أتمنى أن أعرف أكثر عن عماشة هذه! ولكن ليس بوسعي إلا أن أدعو الله أن يرأف بحالها ويهديها إلى الصراط المستقيم، الآن سأتفقد تلك الصغيرة هناك لأتأكد من أنها أكلت من اللَّحم خاصتها))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن