الفصل الخامس عشر ج1

14.1K 490 135
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الخامس عشر

في منزل وليد الفاره والواسع تم حفل خطوبته بشيرين وعقد قرانهما فيه.. على أن يقام حفل زفاف ضخم بعد أسابيع أمام القرية بأسرها.. على عكس هذا الاحتفال البسيط الذي ضم بعض من معارفهما..

تطلع وليد لشيرين يختلس النظر لها.. يعرفها منذ مدة طويلة وكانت خطيبته لسنوات.. لكن الآن فقط بعد أن عقد قرانه بها وصارت حلاله.. مد يده يضعها فوق يدها الناعمة وارتعاشه لذيذة تمر بأوصاله.. مهما كان هناك من غضب وانتقام وتوعد يضمره في صدره لها بعد زواجهما.. إلا أن إحساس الراحة الذي يشعر به في هذه اللحظة لا يقدر بثمن.. أخيرا سينالها وستصبح ملكه قولا وفعلا..

ألبس وليد شيرين خاتمها ببطء.. ثم تطلع لها وثغره يميل مبتسما بزهو.. تبدو فاتنة بثوبها الزاهي وتفاصيله الذهبية.. أما الكحلة التي خطتها فوق جفونها فقد أكملت مظهرها الملكي..

حدق في سواد الليل على رموش عينيها الخضراوين.. ليخيل إليه أن الليل في محراب النهار مستقر فيهما.. فيضيع الزمان والمكان من حوله..

خرج من ضياعه فيها عندما شدت يدها التي يمسكها هادرة بوجوم

((هذا يكفي، حرر يدي))

جلست شيرين باقتضاب على المقعد الطويل المذهب في حين مال وليد بوجهه منها وكأنه ينوي تقبيل وجنتها إلا أنه همس في أذنها بصوتٍ أجش غاضب دون أن تنحسر ابتسامته الرجولية الجذابة

((أزيلي واجهة العبوس حالا من على ملامحك يا كحيلة العينين، أنتِ وسط حفل عقد قرانك لا عزاء))

أدارت شيرين وجهها قليلا تنظر إلى عينيه القريبتين من عينيها ثم رسمت ابتسامة عريضة متشنجة وهدرت من بين أسنانها

((حسنا سأبتسم الآن أمام الناس، فقط من أجل مظهري))

لكن سرعان ما تنهدت وانحسرت ملامحها المتكلفة بمجرد أن ذهب وليد بحماس منطفئ نحو الصالة التي يجلس فيها الرجال.. وهي بقيت مكانها جالسة دون أن تتحرك أو تنطق بشيء للمهنئين والمدعوين حتى ينتهي هذا الحفل.. لم تكن مبتهجة أو ضجرة.. لكن كان هناك خدرٌ يسري في روحها.. لا تصدق بأنها فعلا قد عقدت قرانها على وليد وستصبح زوجته.. وكل ما فعله بها في الماضي هو ووالديّه سيبقى معلقا على أغصان أعصابها، خاصة وأن ذاكرتها تأبي محو تلك الأحداث التي أزهقت روحها في الماضي وأقسمت مرارا ألا تنساها..

.

.

مال مُؤيد لأخيه مَالك متسائلا

((لماذا لم يحضر مُعاذ أو مُصعب حفل عقد قران وليد رغم أن زوجة مُصعب جاءت مع أمي وزوجتي؟))

هز مَالك الذي بدا شاعرا بالملل بانتظار انتهاء هذا الحفل كتفيه ثم هدر

((ربما مشغولين، وربما سيعوضان الأمر على وليد في حفل زفافه، فحفل قرانه هذا على الضيق))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن