الفصل الثامن والثلاثون ج2

13.3K 741 213
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

عندما انتهى مُعاذ وشيرين من العشاء الذي ضمّ كل ما هو شهي.. من الرقاق المحشو باللحم، ورق العنب، أنواع سلطات لذيذة، وحساء ساخن.. جلسا أمام شاشة التلفاز يتابعان أحد الأفلام التي اقترحتها شيرين عليه.. والتي شعرت باسترخاء رهيب يجتاحها بعد الوقت الهادئ الذي قضته معه.. حتى أن قرب مُعاذ منها أعاد إليها أريحيتها منه..

وضعت جام تركيزها على الفيلم المعروض على الشاشة والذي لا تعرف كيف تحول من فيلم الأكشن الأفضل لهذا الموسم كما أشيع عنه لفيلم رعب مخيف منع جفنيها أن يرفا قبل أن يأتي فيه مشهد مباغت صادم جعلها تشهق عاليا وتختض مكانها بجزع..

بدأت تتنفس بلهاث خفيف قبل أن تشعر بيديها تمسكان ساعد مُعاذ باستنجاد غريزي..

حانت منها نظرة له لتراه يحدق بها لكنها لم توقف عند ذلك الحد طويلًا، قبل أن تسند رأسها على صدره القريب تطلب أمنًا منه بكل وضوح وأنفاسها الدافئة تستنشق عطر رجولته.. وهو بالمقابل احتواها بين ذراعيه بحنان داعم صامت، يمسح على شعرها برفق..

رفعت يدها على قلبه الصاخب دويًا كقلبها.. وبدون شعور مر شبح ابتسامة على محياها وهي تغرق في رحاب دفئه لتشعر أنها بكيانها تذوب فيه ويتلاشى ارتجاف الخوف من الفيلم ويتحول لارتجاف دقات قلب حالم..

أغمض مُعاذ عينيه.. إنه يضمها.. يحتضنها لصدره.. يحتويها أمانا واطمئنانا تعبث هي فيه كما شاءت، بعد سنوات حرمان عفّ فيه نفسه عن أي أنثى.. فيصرخ قلبه كأنه عاد شابًا في العشرين..

أخرج أنفاسا مرتجفة ثم انفتحت ذراعاه حولها بصعوبة ليبتعد عنها قليلا هامسا بتعابير تشع رجولة وتطلبًا

((هل الفيلم ممل أم أنا الذي لا أستطيع التركيز إلا بك؟))

كان وجهه مقابل وجهها لا يبعد إلا بضع سنتيمترات، فتوهجت عيناها بخضرتهما وهي تراه يتخذهما بوابة فيعبر منها إلى عمق روحها وقلبها بذاك التوق الصريح!

ظلت مشدوهة بالنظر إليه لم تشعر كيف أطفأ التلفاز ولا كيف حملها الى غرفتهما، فقط أدركت حينما ابتسم فوق بشرتها ينهال منها بتملك.. برقة.. بسيطرة..

انكمش جسدها بين ذراعيه.. ليس بسبب تلك التجربة الأليمة التي مرت بها بل في فورة حياء غريزية للمسة أولى منه.. كل لمسة منه ما هي إلا سقيا لأنوثتها المشتاقة كانت قد جفت منذ زمن طويل فجاء هو ليمطرها ويروي أرضا عطشى بينابيع حبا ولهفة لها..

ومهما حاولت أن تقاوم إحساس عاشقة به، كان ينجح في جعلها تضعف وتستجيب له دون موافقة..

كأنها حقا تود هذه العواطف المثيرة التي يضرمها بقلبها، وترغب في أن يحتل روحها ويصهرها فيه.. تريد أن تشعر أنها هذه المرة حقا مع رجل حقيقي تستند عليه فيدرئ عنها خطر الجميع بشهامته وهيبته..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن