الفصل الاربعون (قبل الأخير) ج1

14K 618 96
                                        

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الأربعون ((ما قبل الأخير))

في الغرفة الصفية..

مسح مَالك على صفحة وجهه يحاول دفع الإجهاد عنه ونسيان ما حدث بينه وبين سمية مُؤخرا والتركيز في إعطاء مقرر المادة التي يُدَرسها للطلاب..

بدأ يكتب على السبورة الأسئلة قبل أن يشعر بوخزة على ظهره ناتجة عن ضربة قلم ألقي عليه من الخلف.. تلاها مباشرة سماع صوت ضحكات مكتومة من الطلاب!

عضَّ مَالك على شفتيه بغيظ وهو يشد قبضته الممسكة بالقلم اللوحي!

حسنا.. لا ينكر أنه بسبب ما يمر به من مشاكل عاطفية كان نزقًا في الحصة الصيفية وعصبيًا ويرهقهم بالواجبات المنزلية والتمارين كلما أزعجه أحد بكلمة! لكن أبدًا لا يحق لأحد منهم أن يقلل من احترامه ويرميه بالقلم كما حدث منذ لحظات، خاصة أنهم بالمرحلة الثانوية ولم يعودوا أطفالًا..

جحُظت عينا مَالك بخطورة واستدار للطلاب الذين سارعوا بمسح علامات الشماتة والسخرية من وجوهم وادعاء البراء..

ابتسم مَالك بتشنج لهم ابتسامة ما قبل العاصفة.. وقرر أن يتظاهر أنه لم يأبه أن أحدهم ألقى بقوة القلم على ظهره.. فأظهر هدوءً بالغا دون انفعال.. ثم فاجئ طلابه

((كنت أريد كتابة أسئلة مهمة لامتحان الغد للتسهيل عليكم، لكن قررت أن أتراجع وأكلفكم الآن بامتحان مفاجئ آخر غير امتحان الغد.. هيا أخرجوا أوراقكم..))

أصدر جميع الطلاب شهقة مذهولة غير مصدقة، وهمهمات امتعاض وحنق وقبل أن يعترض أحدهم، قال مَالك دون أن تنحسر ابتسامته الشريرة

((هيا يا أعزائي أخرجوا الورقة، كل دقيقة تمر في النقاش أو الصدمة ستخصم من وقت الامتحان))

أخرج الطلاب بقهر وإحباط أوراقًا فارغة بينما جميعهم يتطلعون في وجه الطالب الذي ألقى القلم على مَالك بعدوانية ولوم، فعرف مَالك هوية الطالب المذنب ليصدر صوتا متهكمًا.. لكن لم تكن عنده أي نية لعقابه هو دون الباقي.. فقد كان البقية يغطون فعلته..

حتى أن واحدًا من الطلاب نبهه بفظاظة حانقا

((أستاذ ألم تقل بأنك ستخصم علامة لأي شخص يتحدث لأكثر من دقيقتين باللغة العربية بدلا من الإنجليزية! هيا اخصم علامات لنفسك))

ازدادت ابتسامة مَالك المستفزة اتساعا وهو يقول

((لا أملك دفتر علاماتي، لكن ربما قد أعلم المدير أن يخصم من راتبي دينارا واحدا فقط))

استدار مَالك للسبورة وبدأ يكمل كتابة الأسئلة على السبورة بينما يكتب من خلفه باقي الطلاب بوجوه متكدرة قبل أن يجد نفسه يغمض عينيه وهو يشد على أسنانه معيدا التفكير بما يفعله..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن