لا تنسو التصويت ❤️❤️
في مطعم الفريال.. ليلا قبل موعد إغلاق المطعم..
كان قُصي منهمكا في تنظيف الأرضية بقوة كأنه يفرغ غضبه المكتوم في المسح..
الخطة كانت التقرب من سهر والبوح لها بسره والأسباب التي أرغمته على الكذب عليها قبل عودة أبيها من السفر! لكن ما حدث أنه الحال انتهى به يعمل وينظف من الصباح الى المساء ولا يجد وقتا للتحدث معها.. وبراتب زهيد..
قمع قصي خواطره على صوت السيدة فريال صاحبة المطعم تزمجر في المراهق الذي يعمل عندها صارخة
((ابتعد من هنا أنت وورقتك النقدية المزيفة يا نور قبل أن أحطم عظامك))
هتف نور بدفاعية من بين بكائه الحار
((ولكن بعد أن أعطيتِ لي راتبي الأسبوعي ذهبت إلى ذلك الرجل وطلبت منه أن يصمدهم لي بورقة نقدية واحدة، وهو من أعطاني القطعة من فئة الخمسين دينار هذه))
غمغمت به فريال بغضب
((أيها الأحمق عندما أعطاك ورقة من فئة خمسين دينار مقابل دنانيرك الأربعين مُسامحا إيَّاك بالفرق كان عليك معرفة أن هناك خطب ما من تصرف الرجل وأن نقوده غالبا مزيفة ومزورة))
انفجرت الينابيع المالحة من عيني نور وتساءل
((والآن ما العمل؟ هذه النقود كنت سأعطي منها جزءً كبيرًا لأمي المريضة))
قالت فريال باشمئزاز خالي من أي تعاطف إنساني
((لقد غادر الزبون على عجلة بسيارة الأجرة بمجرد أن أعطاك المال المزور، ولا سبيل لعودته أو معرفة أين يقطن، اذهب أيها الأحمق من أمامي قبل أن أطردك))
تنهد قصي وهو يناظر نور يجلس على الأرض غارقا بدموعه كالفتيات بعد أن خسر راتبه الأسبوعي.. ورغم ريبته وتوجسه من هذا المراهق لسبب يجهله إلا أنه طالبه بهدوء
((أعطيني يا نور ورقة الخمسين لأرى إذا ما كانت مزيفة أم لا))
حاول نور أن يتوقف عن بكائه وقام من مكانه بإحباط يتسع العالم واقترب من قصي وأعطاه الورقة النقدية..
تناول قصي الورقة منه ثم رفعها بيديه إلى مصدر الإضاءة يضيق عينيه يدّعي أنه يحاول معرفة زيفها من عدمه ثم اصطنع ابتسامة لنور مبشرا
((إنها ليست مزيفة بل قديمة بعض الشيء، سأبدلها لك بورقة الخمسين التي استلمتها اليوم))
أبعد نور يده التي كان يمسح بها دموعه ثم انفجرت أساريره بفرحة عارمة وقال هاتفا بلا تصديق
((شكرا لك يا قصي.. شكرا لك..))
ناوله قصي ورقة الخمسين خاصته وقال
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Cintaرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...
