عندما يتحدث الإنسان الحديث عن الشرّ الإنساني، يقول "البشرية"، وعندما يتحدّث عن الخير يقول "العلم" أو "التقدم" أو أي شيء يعبده، فمثلًا: سلوك "البشرية" السيء تجاه المملكة الحيوانية هو سبب فيروس كورونا، أو: "نحن" السبب في انتشار كورونا، أو مثلًا: "نحن" نقتل بعضنا بعضًا، أو "البشرية" سبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، أو "البشرية" سبب انقراض الأنواع الحيوانية.
ثم فجأة:
"التقدم" يجعل حياتنا أسهل، "العلم" يكتشف لقاحًا لكذا وكذا ويقينا الموت، "التقدم" هو حل النزاعات، "التكولوجيا" تمكننا من الانتقال السريع والآمن، "اكتشاف جديد" لكذا وكذا.
وكأن العلم لم ينتج الأسلحة، ولا المصانع التي تملأ الدنيا تلوثًا، ويكأن التقدم الرأسمالي (التكنولوجي) ليس هو السبب.
فالعلم طبعًا أداة محايدة، والتقنية أداة مفيدة، هل لديك مشكلة؟، القها على "البشرية"، هذا الكل الهلامي الذي يكون سبّه بمثابة سبّ اللاشيء، ويكون إلقاء اللوم عليه بمثابة لوم العنقاء على اضطراب سواحل أمريكا.
ثم يفاجئك بأنه "إنسانوي!"، كما قال ألبير كامو: ""غالبًا ما يصحب المشاعر الإنسانوية، كراهية عامة للإنسان نفسه Misanthrope ، فإعلان حب الإنسانية ليس إلا وسيلة يتجنّب بها المرء أن يحب أناسًا بعينهم"باختصار، إليك دليل العيش في العالم الحديث:
كل ما تتزنق، وتحسّ أن وضعك متأزم لكنك غير قادر عن التنازل عن امتيازات العالم الحديث، الحلّ سهل: العن البشرية، ثم اذهب واستمتع بحياتك.الغازي محمد التليجرام
٩/٦/٢٠٢٠
أنت تقرأ
رقائق
Non-Fictionمقولات، حكم، خواطر، نصائح، عادات، عبادات، علوم .. الخ كل شيئ اعجبني لم تكتبه يدي بل رأيته أضعه هنا فالشكر لقائلها/لقائلتها 💜