التحرش ورد الاسلام

2 2 0
                                    

فيه واحد اسمه أحمد حسام ذكي اغتصب واعتدى على ١٠٠ فتاة..

طيب لو سمحتم ولو عندكم وقت نقرأ هذا الكلام لآخره..

مقاصد العقوبات في الشريعة هي حفظ الضرورات الخمس التي اتفق عليها علماء الأصول والمقاصد، وهي

(الدين والنفس والعقل والنسل أو العرض والمال)

وصيانتها من أن تنتهك.

ولهذا جانبان متكاملان:

١- جانب الوجود: أي بتثبت أركانها وقواعدها.
٢- جانب العدم: بدرء الاختلال الواقع أو المتوقع فيها.

ولو ركَّزْنا تفكيرَنا في الحدود التي شرَّعها الإسلامُ نجد أنها لا تتجاوز هذه الضرورات الخمس على اختلافِ أشكالِها؛ فحدُّ الردة مثلًا شرع للمحافظة على الدين، والقصاص بصورِه المتعدِّدةِ شرع للمحافظة على النفس، وحدُّ الزنا شرع للمحافظة على النسل، وحد السرقة شرع للمحافظة على المال، وعقوبة شارب الخمر شرعت للمحافظة على العقل، وحد الحرابة شرع لحماية الناس والمجتمع من قطَّاع الطريق ولأي إفسادٍ في الأرض بأي طريق وبأي وسيلة.

وهو ما بيَّنه دكتور حمود بن محسن الدعجاني بتفصيلٍ أكبر في مبحثٍ جميلٍ له عن دور العقوبات في حفظ الأمان.

هناك في الإسلام ما يُسَمَّى بحق الله في العقوبة، وهو حق المجتمع ككل في تطبيق العقوبة على الجاني، حفظًا لانتشار المفاسد.

وحتى على مستوى رد الفعل المجتمعي ووصاية الإسلام للمجتمع المسلم -بعيدًا عن تعامل ولي الأمر- فالموضوع محسوم؛ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:

- ما مِن امرئٍ مُسلمٍ يخذلُ امرءا مسلمًا في موضعٍ تنتهك فيه حرمتُه وينتقص فيه من عرضه إلا خَذَلَه الله تعالى في موطنٍ يحبُ فيه نصرتَه، وما مِن امرئٍ مُسلمٍ ينصرُ امرءًا مسلمًا ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يحب فيه نصرتَه.

عبقرية التشريع الإسلامي في قضية العقوبات خصيصًا تكمن في أن نفسيات البشر وردود أفعالهم ليست واحدة، يعني مجنيٌّة عليها خافت من الإعلان، وأخرى سامَحَتْ، وثالثةٌ أُجبِرَتْ على السكوت، ورابعةٌ لم تخف وأعلنت وطالبتْ بحقها.. لذلك كان لا بد من وجودِ عقوبةٍ للمجتمع بغض النظر عن تعامل المعتدَى عليها مع قضيتها الشخصية.

الشطر الثاني والأهم من القضية يأتي في تأخر/ضعف العقوبة، وهذا يفتحُ المجالَ لخطرٍ أكبر؛ إما بتشجيع المرضى على الاستمرار والخوض في البلاوي وهم آمنو الجانب، وإما بردود فعل من الضحايا وذويهم تجعلها فوضى ومذبحة في بعض الأحيان، كَون ردود أفعال الضحايا وذويهم ليست واحدة كما اتفقنا، طبقًا لطبيعك التكوين الإنساني.

أنا عن نفسي لو عندي بنت ولا زوجة وواحد بصلها بصة فيها عُشر معنى من معاني التحرش هاقطع رقبته، هاقطعها حرفيًا وسكِّينة وكدا مش مجازًا، وبعدها نبقى نشوف القانون بقى هيقول ايه ونقعد نقيس شوية في أحبال المحاكم الطويلة.

أي بنت تتعرض لفعل خسيس من ولد تفضحه عيانًا بيانًا، وتسلك كل الطرق القانونية والمجتمعية وتهييج الرأي العام والحكومي عليه، المجتمع حاليًا ماشي بسياسة (اللي صوته عالي يعَدِّي)

بالطبع لا يوجد تعليق مناسب على تبريرات أصدقائه أو مناصريه.. ( لو اغتصب ١٠٠ بنت ففيه على الأقل ٧٠ موافقين) (مش عيال عندها ١٦ سنة هي اللي هتغير الدنيا) ( نفسيته هتتدمر 😂) (عقاب دا مش هيمنع التحرش والاغتصاب) وهكذا..

النوعية دي من الشباب يحتاجون علاجًا نفسيًا بأنهم يتضربوا بالنار في معدتهم، مفيش حل تاني.

هذا الشخص وأمثاله لا بد أن يُشَهَّرَ بهم، ويُعاقبون ولو بالإعدام، وسيرتهم النجسة تلف أرجاء العالم والفضاء.

ونقطة أخيرة: يقتلني الإستغرابُ من أننا في ٢٠٢٠ ومازال هناك بعض الفتيات يُخدَعْن بنظرية (حبيبتي كانت شبهك، وماتت في حادثة تروسيكل محَمِّل روابي).

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن