رقائق

الجواز بمراحله

بحب دايما أسأل أهل الخبرة والدين في الحاجات اللي لسه معدتش عليا.. وفي مرة سألت صديق ليا أحسبه على خير وبستشيره.. بقوله اتجوّز إمتى؟
قاللي لازم تبقى عارف معنى الجواز الأول..
- قولتله إيه معنى الجواز؟
- قاللي انهي جواز فيهم ؟
- - قولتله يا عم جاوب على أي حاجة متفضلش ترد على السؤال بسؤال..

قاللي يابني أصل الجواز مش خط بتعديه ولا شريط بتقصه وبعدها تاخد اللقب..
الجواز ليه معنى بيختلف يوم عن التاني.. يعني مثلاً من لحظة كتب الكتاب بيتحفر جواك معنى معين.. لبعد الدُخلة بييجي معنى تاني.. للتعود كل يوم على الصحيان جنب شخص اتحوّل من شخص غريب عنك لأقرب الناس ليك.. وده معنى جديد.. أول ما تسمع كلمة "أنا حامل" بتفهم معاني جديدة عن الجواز.. لما بتتحط في واجبات إجتماعية بين العيلتين بيدخل معنى جديد.. لحظة ما تمسك ابنك أو بنتك ضناك وهما لحمة حمرا بتشد خط وتكتب معاني جديدة خالص من أول السطر.. بعدين كل يوم طفلك بيكبر قدام عينيك بيغير المعاني دي ويشقلبها..

بتجيلك لحظات تقول لنفسك كان مالي أنا بالهم ده والشقى ده ما كنت لوحدي وبطولي .. بس كل ده بيتنسف بمجرد ما طفلك يضحكلك أو تشوفه بيزحف ناحيتك.. لما تسمع مراتك بتتكلم عنك كويس قدام أهلها بتحس بمعنى لطيف للجواز.. ولمّا تخرج مع مراتك الخروجة الدورية بتاعة حاجة البيت بتكره سلسفين المعاني على الجواز.. بس بترجع تاني تفهم إن ده تكليف لا مفر منه ولا مهرب فبتقول آمنت بيك يا رب وتوصل لمعاني الزواج زي ما ربنا وصفه وهيئه في دينه وقرآنه..

لحظة ما ابنك بيقلدك وانت بتصلي.. ولحظة ما ابنك يعمل واجب المدرسة ويوريهولك.. ولحظة ما تبعت ابنك لأول مرة يجيب حاجة من السوبر ماركت.. ووقت ما يطلب منك ابنك أو بنتك حاجة وتجيبها عشان تعمل جو في البيت.. كلها معاني جميلة بتخليني احس أني عندي استعداد اكسر زلط كل يوم وارجع آخر اليوم في حضن مراتي وولادي..

صحيح موضوع معنى الجواز ده نسبي.. يعني بيعتمد على كل راجل كان شايف الجواز إزاي قبل ما يتجوز وإيه أهدافه منه.. إلا إن معظم الرجالة بتتقابل في نفس الخانة بعد 5 أو 6 سنين زواج.. خانة الشخص اللي الجواز غيّره بشكل ما.. غيّر طباعه أو سلوكياته أو غيّر شكله أو غير شغله.. وهكذا..

بالنسبة للستات بقى.. الموضوع عندهم معقد أكتر.. الستات عندهم كل يوم في معنى للجواز.. كل يوم بيطلعوا منه بحاجة.. هتبقى أسعد راجل في العالم لو كنت عند حسن ظن مراتك في معنى الجواز إللي كانت متخيلاه.. وهتبقى اتعس واحد في العالم لو خيّبت ظنها.. ودي حاجة مستمرة وتحدي كل يوم بيومه.. مش مثلا اختبار وبتنجح فيه مرة واحدة.. لأ.. انت كراجل مُلزم كل يوم تبقى عند حسن ظن مراتك وإلا ليلتك سواد يا قرمط.. واليوم اللي بيجلّي هتقولك أنا عمري ما شوفت معاك يوم عِدل يوحد ربنا..

بس في كل الأحوال.. المعنى الاشمل والأجمل بتحسه يوم عيد أو في أي تجمع عائلي.. لما العائلات بتتجمع في بيت العيلة وكل واحد يجيب مراته وولاده وييجي يتلم على طبلية واحدة أو ياكلوا في طبق واحد والعيال بتتنطط حواليهم وأبوك وأمك قاعدين يزعقولك عشان زعقت لابنك أو خليته يعيط.. وتبقى قاعد مع اختك أو اخوك تفتكروا الأيام اللي كنتوا بتتخانقوا فيها مين اخد قلمي الرصاص ومين خد مصروف أكتر من التاني.. ودلوقتي قاعدين تقولوا بس يا واد وبس يا بنت .. ده الإحساس إللي بيجيلك وتقول لنفسك بااااااااس هو ده الجواز فعلا..

- انا سرحت مع حكاويه فعلا.. و اندمجت وقعدت أتخيل.. لدرجة إني اتحمست يعني وقاطعته وبقوله
- "قصدك إني اتجوّز في أسرع وقت أول ما ابقى جاهز؟"
قاللي لا طبعاً.. قصدي انك متتجوزش خالص لا دلوقتي ولا بعدين..