سافروا

1 1 0
                                    

اكتر مكان مبهج و مفرح على أرض مصر - تلك البقعة المظلمة على الكوكب الأزرق -  هو" المطار " بلا منازع..  المطار عامل زي الثقب الدودي اللي هيخدك إلى الناحية التانية من الكوكب -لأن طبيعي مصر في ناحية لوحدها- ... 
و انت في المطار هتحس أن رجلك جوه البلد و الرجل التانية بره و سواء هتستقبل حد او هتودع حد هتلاقي أن كل الناس فرحانة   ..  هتلاقي اللي بيودّع ده شخص عاش 20 سنة من عمره عشان اللحظة دي و يعمل زي "بلباصور"  و يتطور بقى و يرتقي لكونه انسان و يروح يتولد من جديد في اي مكان تاني..  و الناس كلها بتباركله و بتتمني تعيش اللحظة اللي تكون مكانه فيها
و اللي لسه جاي اهو على الأرجح جاي و ماشي تاني..  أصله خلاص الراجل مسك اول الخيط..  و الناس جاية مش عشان تستقبله قد ما جاية عشان تشوف الحياة بره مصر حولته لإنسان زي ما بنشوف كده في التلفزيون و بيحكوا عن حاجات استغفر الله العظيم اسمها إنسانية و عدل و مساواة و قانون و نظام و الحاجات الكتيرة اللي مش عندنا دي.؟

غير بقى أحضان المطارات اللي تقطع القلب..  الاحضان اللي الأرواح بتتلاقي و تتفارق فيها..  و كأن لسان حالها " يلعن الغربة اللي تحرمني من حضن زي ده..  بس يرجع يستغفر ربنا بسرعة و يقول يلعن البلد اللي تجبرني على الغربة اللي تحرمني من حضن زي ده... 

سافروا ابوس أيديكم..  سفّروا الناس الحلوة قبل ما يتحولوا لكائنات زومبيز و وطاويط و شفاشيح ارجوانية..  شدوا بعض..  انقذوا بعض..  محدش يسافر و ياخد السلم معاه فوق..  مفيش يابني نص كوباية مليان..  في ناس هنا شربة الكوباية كلها و هتفضل تشرب كل النصاص المليانة و مش هيسيبولك غير الكوباية..  مش هتعرف حتي تمصمص فيها عشان هما هيبيعوا الكوباية عشان  هتطلع بتاعة السعودية في الاخر ..
محدش يسافر و ياخد السلم معاه فوق ..

سافروا و سفّروا بعض..  سافروا و سفّروا بعض

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن