تربية

1 0 0
                                    

بالمناسبة يا شباب، تربية أمهاتنا لينا -كشباب- في موضوع الخدمة والاعتماد على النفس: تربية خاطئة.
الحب الزائد -وإن شئت فقل الدلع الماسخ- قضى على صحة الأمهات مبكرًا.

خلونا صرحاء مع أنفسنا.
فكرة إن الأم -من فرط حنانها وحبها لابنها- تربيه على أنه لا يفعل شيئا على الإطلاق، وتفعل هي "كل" شيء، دون مطالبته أو تعويده على الحد الأدنى من الاعتماد على النفس: أمر غير صحيح شكلا وموضوعًا.

تربية أتعبت الأمهات جدا، لا تكاد ترى امرأة تقترب من سنّ الـ٦٠ إلا ومعها أربعة أو خمسة أمراض مزمنة، وهذه نتيجة طبيعية، فقد قضت زهرة شبابها في دلع أولادها، وحاليا بناتها، ومبقاش في حد بيعرف يعمل شيء من غيرها، لكن ما علينا.

هذه التربية جعلت الأولاد يعتمدون على النساء في "كل" شيء، سواء كانت أما أو أختا أو زوجة أو بنتا، والشاب الذي لم يجرب الغربة والسفر أصبح يعتمد اعتمادًا كليا على غيره حتى في أبسط الأمور كصنع كوب شاي، وممكن يفضل عطشان لو مفيش حد يجيب له ماء من المطبخ.

أصبح الطبيعي هو عدم إجادة شباب الجيل الاعتماد على أنفسهم، سواء في مأكل أو ملبس أو ترتيب مسكن، واللي بيعمل لنفسه وجبة غداء "شكلها حلو" بيصورها وينزلها على جروبات الأكل وتاخد ٤٠ ألف لايك لأنه صنَعَ إنجازًا بمقاييس العصر.

وبالتالي:
بلاش تربي ابنك على إن أخته خادمة له، أو مكلفة بكل شؤونه، وقسِّم الأدوار بين الأبناء جميعا، لكن فكرة إن الأم أو الأخت تشتري وتطبخ وتُطعِم وتغسل وتمسح وترتب، والولد باشا يأكل ويشرب ويخرج مع أصحابه، فهذا ليس عدلا ويفسد الشخصية والطباع.

طيب الأب وبنقول طول النهار في العمل، والأمهات يتفهمن ذلك جزاهنَّ الله خيرًا، طيب ماذا عن الأخ؟! لماذا تخدمه أخته في أمور يقدر هو عليها؟!

مفيش أي مانع تقول لابنك روَّق سريرك يا حبيبي محدش هيروقه لك، ونظف غرفتك ومكتبك، وانت قايم بعد الأكل خد طبقك ومعلقتك معاك، لما تشرب في كوب وديه المطبخ واغسله كويس، واشتري لأمك الطلبات مينفعش هي أو إخواتك البنات ينزلوا وانت قاعد... المهم بلاش تحسسه إنه باشا الله يكرمك.

عشانه هو في المستقبل مش عشان حد تاني.

٢٧/١١/٢٠٢٠

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن