رقائق

كلمني بالعربية

صباح الخير

أنا رجلٌ عربيّ.. وأهلي عرب.. والكتاب الذي أؤمن به أنه كتاب الله تعالى نزل بلسانٍ عربي... والنبيّ الذي أؤمن به وأتّبعه عربيّ، صلى الله عليه وسلم..  وأعيش في بلدٍ عربيّ.. بل في بلد الأزهر الشريف الذي صدّر علوم العربيّة والإسلام للعالم أجمع..

-فلمّا أدخل مطعم أو "كافيه" أو "مول" وألاقي قائمة الطعام والمشروبات بالإنجليزية.. وجُل أسماء المحلات بالإنجليزية..
-وأسمع إن في مدرسة تمنع الحديث فيها بغير الإنجليزية..
-وأدخل بنك أو شركة فألاقي التعليمات والأوراق وغيرها مكتوبة بالإنجليزية، ده إذا الموظّف نفسه لم يُحادثني بإنجليزية مرصّعة بكلمات عامّية..
-وأدخل نشاط طلابي كل الي فيه عرب ولكن اسمه بالإنجليزية، ومراسلاتهم الرسمية بالإنجليزية..
-وأُرسل استفسار من أستاذ جامعي عربي مُسلم فيجيبني بالإنجليزية..
-.
-- حتى البيانات والرسائل العربيّة التي تصدر من شركات كُبرى -كشركات الاتصالات مثلا- أجد فيها أخطاء فادحة! الي هو لم يكُلفوا أنفسهم بمراجع لُغوي واحد يراجع كلامهم! متخيل مدى الاستهانة؟

فلا أفهم من ذلك إلا أن هؤلاء غارقون في بحر من التخلّف والجهل والانهزام النفسي والحضاري بشكل مقرف!
.
يا أهل الخير..
تعلّم اللغات الأجنبية ضرورة شرعية وحضارية..
والحديث باللغات الأجنبية له احتياجات وسياقات مفهومة..
وتسرّب بعض المصطلحات الأجنبية إلى لغتنا الدارجة -عن غير قصد- لشيوعها وشهرتها = فذلك أيضًا مفهوم مُقدّر.
.
إنما التعلّم باللغات الأجنبية، وتحويل نمط الحياة بالكُلية إلى اللغات والثقافات الأجنبية ما هي إلا خطيئة حضارية وشرعية وفساد وإفساد وعلامة على تخلّف وانحطاط وفساد مفاهيم تلك الأمة لا تقدّمها وتحضّرها ورُقيّها.
.
يا ريت لو دخلت أي مكان بعد كده وحد كلّمك بلغة أجنبية -دون ضرورة- يا ريت تبص في عينيه كده بمنتهى الثقة والثبات وبلهجة جادة وتقوله:

إنت بتكلمني بالإنجليزي ليه؟؟ وليه مفترض أصلا إني المفروض أكون بفهم الإنجليزية بالبداهة؟!
مش حضرتك عربي وأنا عربي ودي بلد عربي؟ الإنجليزي بيعمل إيه هنا دلوقتي؟
من فضلك كلمني واشرح لي بلُغتي.

يا ريت ماتسمحش لحد إنه يعوج لسانه عليك!
ولا تسمح لحد يستهين ويُحقّر من لغة عظّمها الله تعالى في عليائه.
ولا تستحي من أن تقول لا أفهم، وأن تطلب الشرح بلغتك بعزة نفسٍ ونبرة واثقة دون أن تُتبعه بأي اعتذارات!
.
بل أحيانا أفعل ذلك قاصدًا رغم أني أفهم ما كُتب وقيل، من باب حفظ مقام العربيّة وتصحيح المفاهيم المنتكسة (بالمناسبة بيكون تدريب واختبار لطيف على مدى اعتزازك بما عندك).
.
الكوميكس الي بتتعمل على قائمة المشروبات في الكافيهات والمطاعم الشهيرة الي الناس مابتفهمش منها حاجة = جايز تضحّكنا في الأول، بس والله هو ضحك فيه مرارة الخبل والتخلف والانهزام الذي نعيشه.
.
يا ناااس... الذي لا يُجيد التحدث بالعربيّة كالرجال، ولا يُحسن أن ينطق الحروف العربيّة كما يبنغي، ولا يستطيع أن يتلو آية من كتاب الله دون لحنٍ -ولا يعرف ما معنى اللحن أصلا- ويتكلّف عوجة لسانٍ يحاكي بها لسان قومٍ لا ينتمي إليهم ولا علاقة له بهم = هو الذي يجب أن يخجل من نفسه، ويطأطئ رأسه ويغض الطرف حرجًا.. ويركض ليتعلم ما يُقيم به لسانَه!

فأتمنى والله ننشر الكلام والثقافة دي، ومانتكسفش نقول بصوت واضح #كلمني_بالعربية ، ويبقى تريند عليه القيمة، ونطالب كل مؤسسة/شركة/مدرسة/مطعم إنها تحترم الناس ولغتهم وثقافتهم.. أو نُطالبهم -بلغة أهلنا البسيطة- أن تعيش عيشة أهلها.

#كلمني_بالعربية