كنت بتناقش مع والدتي - إللي بتقاطع كل المنتجات الفرنسية من أول يوم - إن المقاطعة مؤثرة جدا ولسه مؤثرة حتى يومنا هذا.. وبحكيلها عن كارفور وتوكيلات توتال.. قالتلي بس ممكن ناس غلابة تضرّ من المقاطعة.. وهما ملهومش ذنب.
ناهيك عن إن إللي بيرزق ربنا مش البشر.. بس ده هيحركنا ناحية واحدة من أهم المعضلات الفلسفية إللي بتسيطر على حياتنا مش بس على فكرة المقاطعة أو كام فكرة مهمة في حياتنا .. وهي "trolley dilemma" أو معضلة القطار..
المعضلة باختصار إن لو في أيدك تنقذ 5 من القطار في سبيل انك تضحي بحد.. هتعمل ايه؟
تنقذ الخمسة وتضحي بواحد ولا تقول مش هاخد القرار أصلا فالخمسة يموتوا؟بالمثل بيجيلك شحات من اياهم.. إنت شخص محب للصدقات بس لما تكون في محلها.. فمش هتدي الشحات - وهو واحد - عشان تمنع استغلال مئات من الناس لمهنة التسول.. مع العلم إنه لو صعب عليك واديتله فهتبقى بتساعد في ازدهار منظومة التسول..
وبالمثل.. بتتعامل مع موظف وأنت عارف إنه مرتشي.. لو اتقيت ربنا حتى لو مصلحتك اتعطلت هتنضر.. بس هتكون ساهمت في مكافحة الفساد والرشوة.. أما لو قولت مليش دعوة وهعمل زي ما بيعملوا هتبقى كأنك بتدوس بنزين أكتر عشان القطر يدوس الخمسة أسرع.
العامل الغلبان ده هيخسر يومية أو مرتب.. هو وأسرته هيعانوا نتيجة لموقفك في المقاطعة.. بس في أمة مكونة من 2 مليار مسلم هيبقى ليهم كرامة وعزة وغيرة على دينهم إللي محياهم ومماتهم من أجله وفداه..
انت نفسك ممكن تضطر تاخد قرارات مصيرية تضرك عشان المصلحة الأعم.. وكام من أب أو رب أسرة اخدوا قرارات صعبة عليهم في سبيل راحة الأسرة كلها..
نعمة انك صاحب قرار وليك تأثير مهما كان بسيط دي نعمة عظيمة ربنا سخّرها لينا عشان يشوف مدى إيمانا بيه ومدى إيمانا بنفسنا وقدراتنا إللي ربنا وهبهالنا.. متجيش انت تقول انا مش مهم.. مجتش عليا.. أو حتى تقول وذنب الراجل البسيط إيه إللي هو في الحالة دي عمالة مصرية شغالة في توكيلات فرنسية..
دايما القرارات الصعبة بيكون فيها تضحيات وبيكون فيها شجاعة.. التضحية انك تخسر مؤقتا في سبيل مكسب كبير في المستقبل.. مفيش سبيل انك تحمي كل الناس.. يا هتدوس خمسة يا هتدوس واحد..
فمتبقاش من إللي بيقول مليش دعوة.. ويدوس الخمسة.
أنت تقرأ
رقائق
Non-Fictionمقولات، حكم، خواطر، نصائح، عادات، عبادات، علوم .. الخ كل شيئ اعجبني لم تكتبه يدي بل رأيته أضعه هنا فالشكر لقائلها/لقائلتها 💜