الاقتصاد الاسلامي !!

0 0 0
                                    

أي حد قاري شوية في الإقتصاد وفي العلوم الشرعية هيعرف إن مفيش حاجة اسمها اقتصاد إسلامي.. لا الإسلام أسس لمنظومة اقتصادية ولا الإقتصاد ينفع يتعامل معاملة العلوم الشرعية.. لكن مع ذلك.. الإسلام حط "أخلاقيات" و ضوابط ومحاذير - زي ما عمل في كل حاجة في حياتنا - تخلينا ناخد من كل شيء ما ينفعنا دنيا ودين ونسيب إللي يفسد علينا ديننا ودنيانا..

طيب إيه؟
الناس فصلت الدين عن الإقتصاد زي ما فصلوا الدين من قبليه عن السياسة.. وبقى الاقتصاد بيخضع لنفسه.. وإحنا بقينا خاضعين للاقتصاد.. وبما إن الإقتصاد حاليا بيحكم العالم.. وبيحكم السياسة.. فبقت الهيمنة الاقتصادية لنظام زي الرأسمالية مثلا بتتجاوز كونه نظام.. ده بقى إله في حد ذاته "والعياذ بالله"..

إحنا حتى كشعوب عربية تم استدراكنا لما يُسمى أكل العيش والجري وراه .. ومن أكل العيش اتمسكنا كلنا من رقابينا لغاية ما بقينا أسرى في قبضة منظومة فارضة سطوتها بشكل لا يمكن مواجهته.. منظومة أدواتها بسيطة.. أنظمة حكم فاسدة تابعة خاضعة ولائها كله للرأسمالية.

أبسط الأمثلة مثلا..

الإسلام مثلا بيشوف الاجير ( الموظف - العامل - الخادم -...) معاملة متكافئة... المعيار الوحيد فيها هو التراضي.. ونهى النبي ﷺ بأن أي رب عمل يقهر أو يستقوى أو يبخت حقوق المأجورين.. فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُوفِهِ أَجْرَهُ ".

الرأسمالية النهاردة بتتعامل بمبدأ العرض والطلب.. والعرض والطلب مش بيحركهم التراضي.. بيحركهم الاحتياج.. و الاحتياج بيولد القهر والذل.. كل الوظايف دلوقتي بقت بمناقصات.. المرتب الأقل والجهد الأكبر.. هتقوللي محدش بيضرب حد على ايده.. لا.. هو يمكن مبيضربوش على ايده فعليا بس بيضربه على ايده نفسيا.. رب العمل عايز يتربح 95٪ ويسيب 5٪ للي تحته وإللي تحت بيقبل وهو مجبر بالفتافيت لأنه لو مقبلش هيموت من الجوع.. والناس بدل ما ترجع لأخلاق الإسلام في إن كل الأعمال تكون مرضية والاجور تكون عادلة.. اتمسكت بالنظام إللي الغني فيه هيزداد غنى والفقير هيزداد فقر.. والرأسمالية هنا مسيطرة بنسبة 100٪  على مفاصل حياتنا ومش مديانا فرصة حتى نسأل عن الحلال والحرام.

تاني مثال.. الإسلام بيحضنا على ترشيد الاستهلاك من كل شيء.. وعدم الإسراف في أي شيء.. الماية.. الأكل.. الزينة.. حتى إن الثروات في الإسلام خاضعة لصدقات وذكاة مال.. المسلمين إيمانهم بيخليهم ياخدوا من أي حاجة قدر حاجتهم بس.. على قدهم بس .. لأنهم المفروض عارفين إن ربنا هيسألهم على كل نعمة زيادة وكل لقمة بعد شبع وكل طمع بعد حمد..

الرأسمالية متحبش التوفير.. تحب الاستهلاك.. تحب الناس متبطلش shopping ومتبطلش تشتري عروض ومتوقّفش جري ورا المنتجات ولو كانت منتجات ثانوية.. هامشية.. زايدة من الأساس عن احتياجاتنا.. وبالتالي اتحولنا كلنا لناس شرهة.. بتجري ورا الحياة بنهم.. عايزين نجرب كل حاجة لحد ما نشبع.. وده طبيعي بيتعارض مع فكرة إن الدنيا دي كلها دار عمل ودار اختبار.. الرأسمالية بتحولها لدار ملزات ومتع.. بنتمسك بيها.. بنحبها.. بنتعلق بكل تفاصيلها إللي بتزيد يوم عن يوم..

آخر مثال.. هو إن الرأسمالية اقنعت الناس إنها كنظام هي إللي بتوزع الأرزاق.. وبعدين اقنعتهم إن ما بهم من نعمة فمن أجتهادهم وسيفيهاتهم وشغلهم 12 ساعة في اليوم..

رغم ان الموضوع محسوم عندنا وهو باب كامل في العقيدة.. إن الرزاق هو الله ﷻ.. بس تقول لمين.. ما أنا بقول إننا كلنا خاضعين ومستسلمين واتحولنا لمجرد تروس صغيرة في ماكينة الرأسمالية العملاقة.. بدل ما كان مطلوب مننا إحنا كمسلمين نمشّي العالم بشريعة الله بقينا إحنا نفسينا إللي ماشيين بشريعة الرأسمالية..

طبعا انا ممكن أتكلم للصبح في الموضوع ده..
بس كفاية كده.. لأني كل ما بتكلم فيه وبفكر نفسي بطبيعة وشكل حياتنا في ظل الرأسمالية دي.. بيصعب عليا نفسي أوي وبحس إن الإسلام خرجني من عبادة الأصنام وأنا روحت بكل ارادتي أعبد الرأسمالية تحت مسمى "أكل العيش".

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن