ازاي تداوم علي الطاعة

2 1 0
                                    

السؤال:
عندي سؤال محيرني وتقريبا حياتي كلها معتمدة عليه:

ياترى ايه الحاجة إللي تخليني أصحى الصبح أفكر في العبادات وتحصيل الحسنات من (صلاة فجر - صيام - قرآن - صدقات - بر والدين - صلة رحم - حسن جوار - إحسان في العمل .. الخ)
وما أصحاش الصبح أدور على (الفطار - الشغل - الغداء - الفسحة - البيت - الزوجة - العيال - اللعب - الأفلام - القهوة - تضييع الوقت ... الخ)

يعني ازاي يكون همّي في الحياة من ساعة ما أصحى حتى أنام هو عبادة ربنا بس وأي حاجة تانية تبقى رقم ٢ ؟

ياترى هل حد عنده إجابة عملية ؟

الجواب:
سؤال جميل في الحقيقة، ونعتذر عن التأخر في الجواب،
وفي رأيي، أن أكبر محفز على ذلك هو: القرآن الكريم وطلب العلم الشرعي الشريف..

القرآن الكريم يضبط نمط الحياة بشكل كبير جدًا، خصوصا لو ضممت إليه شيئا من التفسير والعلم بالمعاني وأسباب النزول، القرآن يرتب للإنسان أولوياته، ويعلمه ما هو المهم، وما هو الأهم، وما الذي ليس له قيمة أصلا!

يعطي الجسد طاقة، والذهن نشاطا، والقلب نورًا، ويحفز الإنسان على فعل الخير والصلاح.

يشغل وقتك بالحفظ، والمراجعة، والتلاوة، ومعرفة المعاني والمقاصد، وكثرة السماع والترديد، وانتظار لقاء الشيخ، والتنعم بنعيم مجالس الإقراء.

عالم تاني في الحقيقة. القرآن يصنع الإنسان -روحا وقلبا وعقلا-.

وبعدما تستقر في حفظ القرآن الكريم ومراجعته وكثرة تلاوته، ابدأ في دراسة بعض مبادئ ومداخل العلوم، مثل الفقه والحديث والسيرة والتاريخ وعلوم التربية والأخلاق..

صدقني: ستختلف حياتك جدًا إن شاء الله تعالى، العلم يصنع الإنسان من جديد، وأعظمه العلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكامه وتفسير ومعاني كلامه.

مع العلم بأن هناك أمورا مما ذكرتها في رقم ٢ يُنهى عنها وعن فعلها، إما لأنها حرام أو قد تجر إلى الحرام (مثل: الأفلام والجلوس على المقاهى وتضييع الوقت)،

وبعضها مهمة بل ضرورية (مثل: الإفطار والعمل والزوجة والأولاد...) وبقليل من ضبط النية، قد تتحول هذه العادات أو الالتزامات إلى عبادات عالية الأجر والثواب لا مجرد عادات يومية أو روتينية، ومعلوم أن العادة قد تتحول إلى عبادة لو أحسن صاحبها توظيف نيته، وانتوى بعمله الطاعة والامتثال لأوامر الله تعالى والإصلاح في الأرض.

لكن فكرة السؤال من حيث المجمل جيدة، كيف تكون العبادات والطاعات في المقام الأول في حياتنا وقلوبنا قبل أعمال الدنيا، ومن كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة.

وفقك الله تعالى لكل خير، وفتح بيننا وبينك وبين القرآن الكريم فتحا مبينا.

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن