اليوم العالمي للمرأة

0 0 0
                                    

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، خلينا نتكلم شوية عنها.

على مدار التاريخ، المرأة كانت بتشكل عمود لا يمكن الأستغناء عنه بأي شكل من أعمدة الحضارة، سواء إتفقت معايا او لا، الحضارة الإنسانية ككل بكل جوانبها قامت على أكتاف الmرأة.

و ده في الواقع يرجع لشئ مهم جدا، وهو إنها كانت الأم الي بتربي أجيال الرجال، الي بتربي الفاتحين، الي بتنمي العباقرة، و الي بتحتضن الأنبياء و ترعى بيضة الدين.

فكان ممكن من مكانها ده تقود الإمبراطوريات و الدول، تساهم في إنهيار حضارات و صعود أخرى، تشارك في أعظم ملامح الفتح و البطولة.

لكن بطبيعة العالم، الفساد دايما موجود، و الشر أوقات كتير بيتمكن من التأصل في قلوب البشر، و كان من أهم وجوه الشر الي قدر يتمثل في عالمنا، وجه تسليع المرأة.

على مدار نفس التاريخ، و في نفس الوقت الي كتير من الحضارات كانت بتقدس آلهة الأمومة الإنثوية، كان بيتم تحويل النساء لسلع يتم التعامل بيها وسط الرجال و النساء بردو.

عندنا مثلا في بابل القديمة، كان بيتم إجبار الفتيات على الوقوف أمام معبد الآلهة الأنثوية عشتار علشان يختار الكاهن فتاة يمارس معاها الجنس في المعبد، وبعد الإنتهاء يرمي عليها عملة باسم الإلهه عشتار، و كان بيتم إختيار الجميلات بسرعة اما الغير جميلات فممكن ينتظروا أمام المعبد لشهور على حسب هيرودوت.

و بعدين عندنا في روسيا منذ قديم الأزل، كان لما قائد القبيلة يموت يتم إختيار إحدى الجواري علشان تموت معاه و ترافقه في رحلته للحياة الأخرى كبقية ممتلكاته، و بعدين يجتمع حواليها الجنود و يتوالوا في طعنها وهما بيكتموا أنفاسها وصراخها علشان يمنعوا صوتها من الوصول لبقية العبيد.

ثم عندنا مصر عنوان الحضارة و الرقي، لما بيموت أحد الفراعنة المبكرين كانوا بيدفنوا معاه الجواري و العبيد مع باقي ممتلكاته، مجرد سلع بلا حياة، و مكتوب لها تغادر الحياة مع سيدها.

تسليع الmرأة و معاملتها كجماد كان شر متوارث على مدار التاريخ.

لكن حتى في عصرنا الحالي، و بعد سنين طويلة من إنتهاء العبودية، تخرج لنا الراس مالية بشكل جديد لتسليعها، و تزرع داخل كل إنسان و داخل كل رجل إن الmرأ مجرد سلعة و وسيلة جذب.

لو فتحت التلفزيون أو قعدت عالنت، هتلاقي تقريبا إعلانات كل شئ ممكن تستخدمه في حياتك، و تقريبا في كل إعلان هتلاقي بنت جميلة يا إما بترقص او بتغني او بتعرض جسدها و مفاتنها.

متفهمش إيه علاقة السيارات بالنساء، إيه علاقة كروت الشحن بالنساء، إيه علاقة الموبايلات بالنساء، ده حتى ملابس الرجال الداخلية إعلاناتها فيها نساء بترقص.

و هنا بتظهر الحقيقة جلية كالشمس، العبودية لم تنتهي، تسليع النساء لم يندثر، بل الرأس مالية حولته من صوره لأخرى فقط، ودلوقتي بقت بتزرع داخل كل إنسان إن الmرأة مجرد أداه لجذب شريحة المال المستهدفة.

ثم متلاقيش الموضوع وقف عند هذا الحد، بل تلاقيه بيتم تسويقه بشكل أبشع في السينما و الدراما و الأغاني، و تلاقي المغني الوسيم وهو بيتغزل في مفاتن الفتاة الراقصة قدام الناس و ممكن يلمسها و يتحرش بيها عادي، بس طبعا هي مجرد سلعة لجذب الجمهور لاغنيته.

و غيره تلاقي البطل الهمام في المسلسل و لا الفيلم النساء كلها هتموت عليه، و ممكن يلمس أجسادهم بدون رضاهم و يتحرش بيهم عادي زي صاحبنا الي كلنا عارفينه، بس طبعا لإنه البطل الهمام النساء بتوافق بعدين على ممارساته.

في الحقيقة في ناس كتير جدا وقفوا و قاتلوا و حاربوا زراعة العبودية بهذا الشكل، لكن في الاخر كان بيتم أتهامهم بإنهم معاديين لحقوق الmرأة وإن طبعا من حقها تطلع و تغني و يتم استغلالها كسلعة من الشركات الرأس مالية.

لدرجة ان ممكن تلاقي نفس الناس الي ساهموا في زراعة مفهوم تسليع النساء في الميديا بيتم توظيفهم في دعاية جمعيات حقوق الmرأة.

و هديك مثال مضحك الحقيقة، من فترة بعيدة شوية كانت ظهرت قضية المتحرش احمد بسام زكي تقريبا للنور، و إحدى الجمعيات الحقوقية جابت الكوميدي و المذيع المشهور باسم يوسف علشان يدي الناس درس في الاخلاق و إن الmرأة إنسان وليست جماد او سلعة.

المضحك بقى إن نفس الباسم يوسف ده برنامجه كله زمان و في كل حلقة هتلاقيه معتمد في المعظم عالنكت و الإيحاءات الجنسية في إطار برنامج المفروض إنه "عائلي" و نكته دي كلها مجرد تحرشات لفظية بالنساء، بل برنامج فريقه كله المسمى ب Saturday night live كوميديتهم كلهم قايمة على النكت الجنسية أصلا.

و بعدين هنروح بعيد ليه، عندنا علي غزلان الي لما صاحبته سابته راح قدام بينها بمكبر صوت علشان يشتمها و يقول قدام متابعيه انها حجمها زيادة، منزلنا أغنية عن حقوق الmرأة من قريب.

فالموضوع كله على بعضه متناقض بشكل كوميدي لدرجة ان الحقيقة واضحة فيه زي الشمس، تسليع النساء مش هينتهي أبدا مهما حاربناه لانه متجذر حتى فيهم نفسهم

#internationalwomensday2021
#اليوم_العالمي_للمرأة
#محمد_جمال_فرانك

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن