الزواج و العمل و بناء الأسرة

6 0 0
                                    

(1) أنا طالبة بالمجال الطبي، ولا أعرف كيفية التفكير بمستقبلي: سفر، زواج، أم العمل وحسب؟ ماذا أفعل؟ (فتاة)

ج / تجاهلي ما يفكّر فيه الناس وينصحون به.
وأيًّا ما كان اختيارك كوني على استعداد لتقبُّل التبِعات التالية:
نصيحتي إليك: فليكن مسعاك ومقصدك ما هو أفضل لدينِك وآخرتك.
لا تتبعي هراء "سافر حول العالم، وعِش حلمك".
بافتراض أنكِ مسلمة بالطبع.

........

(2) نعم، أنا مسلمة. ونصحتني صديقتي بالاهتمام بحياتي العملية وترك الزواج، لكنني أشعر أنني أرغب في تكوين أسرة صغيرة، فهل هنالك تعارُض؟

ج / طيب
أول جزء من الإجابة هيكون موجه للبنات اللي بتكلمك دي، وتاني جزء هيكون موجه ليكي ولبقية البنات.
.
الجزء الأول:
يا جماعة الخير، لو أنتِ ليكي تفضيل معين في حياتك، مليش دعوة وصلتيله إزاي أو هو صح أو غلط، أنتي مستعدة تتحملي نتائجه وتعيشي تبعات اختيارك، فده جميل وكويس وكل حاجة، بس بالله عليكي بلاش تفرضيه على الناس، بلاش تتكلمي بيه وتنصحي بقية البنات، وتعتبري أن اللي ما وصلتش لنفس نتيجة القرار بتاعك ضعيفة ياعيني أو ساذجة أو عبيطة أو قرارها غلط، في حين أن ممكن يكون قرارك أنتي اللي غلط، فبلاش نثق في نفسنا لدرجة أننا ندي نصائح في حاجات مالناش فيها أدنى خبرة..
هتسأليني "طيب أعرف إزاي الحاجات اللي ما عنديش فيها خبرة؟" وهأجاوبك " طالما سألتي سؤال زي ده يبقى ما عندكيش خبرة، وطالما ماجربتيش الحاجة يبقى ما عندكيش خبرة، وطالما مش مدركة الفروق الشخصية، وما عندكيش اعتبارات دينية واجتماعية مبنية على حقائق يبقى ما عندكيش خبرة، إحساسك مش مهم، تربيتك مش مهمة، صاحبتك اللي تعرفيها من بعيد وحكتلك مش مهمة، أقولك؟ اعتبري نفسك ما عندكيش خبرة في أي حاجة خااااالص :D".
ممكن تتكلمي عن تجربتك الشخصية، لو أنتي تزوجتي واتطلقتي، بعدين تزوجتي وعيشتي حياة سعيدة= اتكلمي عن تجربتك.
لو أنتي سافرتي وفشلتي، بعدين سافرتي ونجحتي= ابقي اتكلمي عن تجربتك..
وتتكلمي وأنتي عارفة كمان أن دي تجربة سيادتك الشخصية وغير ملزمة إطلاقًا لحد تاني.. وممكن شخص تاني يرفضها بسهولة وهيكون له كل الحق، ومفيش لحضرتك أي وجه للاعتراض.. لأنها تجربتك الشخصية..
.
للبنات العادية بقه اللي بجد مسحولين في الدوامة القذرة دي، خلونا نبدأ بالبداية خااااالص:
في الأول ربنا خلق الأرض.. وبعدين.. أقولك؟ لا خلينا نقدم شوية بتاع كام مليون سنة كده :D
في القرن العشرين.. حلو القرن العشرين.. نشر فرويد نظريته عن نفس الإنسان والحاجات اللي بتتحكم في دوافعه، اللي هي كانت باختصار أن الإنسان فيه ٣ جوانب لشخصيته "هو - أنا - أنا أعلى".. ده طبعًا بإخلال فظيع علشان مش ده المهم عندنا دلوقت..
في الوقت ده كانت العالم خارج من الحرب العالمية الأولى وأمريكا الحالة معاها كانت إشطة أوي ومزقططة، المصانع شغالة وبتنتج، الثورة الصناعية اللي كانت في القرن السابق خلت آلات بتعمل اللي كان بيعمله الإنسان بصعوبة ووقت طويل في وقت قصير جدًا.. والناس كانت بتشتغل وتشتري والدنيا زالفل..
بس كان فيه تخوف كبير من الناس اللي شغالة في الاقتصاد.. لما الشعب كله يوصل أن يكون عنده عربيات، وبيوت، وهدوم.. مين هيشتري إنتاج المصانع المستمر ده؟ المصانع دي هتعمل إيه لما الناس تبطل شراء لأنها استكفت؟ -خلوا بالكم أن الناس لحد الوقت ده كانت بتشتري الحاجة لأنها "محتاجاها" مش "عاوزاها".
جه واحد ظريف قريب من فرويد من ناحية الأم "ابن أخته".. وقال طيب ما احنا نغير تفكير الناس.. نخليهم ما "يحتاجوش".. نخليهم "يعوزوا يشتروا"..
وبدأ حاجة اسمها progragnda. يغير بيها فكر الناس، وبدأ يعمل الحملات الإعلانية، ويروج للحاجات بأسلوب مختلف شوية.
مثلًا: السجائر كان اللي بيدخنها الرجال فقط، يعني نص السكان بس، صاحبنا جه بفكرة شيطانية أنه يخلي تدخين السجائر هو رمز لقوة الرجل، وبعدين في فعالية كبيرة في الولايات المتحدة، اتفق مع مجموعة من البنات الأرستقراطية أنهم ييجوا في وسط الفعالية ويطلعوا سجائر ويدخنوها كلهم وهم ماشيين، وتاني يوم كانت الصحف بتقول أن البنات دي كانت بتعمل كده كرمز للتحرر.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 30, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رقائق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن