الموضوع مش وليد اللحظة.. هما بقالهم سنين بيدسوا السم في العسل للأجيال الجديدة.. من 10 سنين كنت تلاقي كل فترة فيلم أو اتنين فيهم شخصية شاذة جنسياً.. ولازم الشخصية دي تبقى مثالية.. يعني بتبقى كل طباعه حلوة، مفيش غلطة في شكله ولا جسمه، متفوق في دراسته أو شغله، دمه خفيف، بيحب كل الناس.. ومع ذلك مضطهد وكل الناس جايين عليه! فـ بيخليك تتعاطف معاه في اللاوعي، أو على الأقل ماتكرهوش..
دلوقتي بقت الشخصيات دي لازم منها في أي حاجه، وشرط عشان الفيلم ياخد جوايز إنه يكون فيه تنوع جنسي، وكنت قريت قبل كدا مقال عن الموضوع دا بالمناسبة.. مفيش فيلم ولا مسلسل بيتعرض حالياً إلا لازم يكون فيه على الأقل شخصيتين شواذ جنسياً، أو ترانس أو أي حاجه من الحاجات الغريبة اللي بقينا بنسمع عنها دي..
ودلوقتي بقى هو ماعدش محتاج منك حتة التعاطف دي.. هو عارف خلاص إنك مش رافض الفكرة.. هو بيرسخها في دماغك مش أكتر.. فـ بتطلع برضو الشخصية مثالية وكل حاجه، لكن أهله وصحابه وزمايله بيحبوه، والمجتمع متقبله والدنيا في اللذيذ.. فـ غصب عنك بتحبه وتتقبله انت كمان خصوصاً لو كان اللي بيعمل الشخصية ممثل انت بتحبه..
فـ اللي بيعملوه على مدار السنين اللي فاتت مش إنهم بيقنعوك بالشذوذ دايركت، عشان دا مستحيل يحصل.. هما بيخلوك تتقبل الفكرة واحدة واحدة.. يخليك تتعلق بالكورة وتستميت في تشجيع فريقك وبعدين تلاقي كل اللعيبة نازلين الملعب لابسين شارة دعم الشواذ.. يحط لعيالك شخصية مؤنثة في الكارتون بتحب صاحبتها وبتقرف من الولاد، يخليك طول الـ 12 موسم بتوع المسلسل متعلق بشخصية ويحببك فيها لدرجة إنك تحط صورته خلفية على موبايلك وتسمي ابنك على اسمه، وفي آخر حلقتين يخليه يطلق مراته ويقولها معلش أصلي بحب چون صاحبي.. بيربوا في العيال على السوشيال ميديا إن اسمها مثلية أو تنوع، وإن كلمة شذوذ دي تنمر عشان كل واحد حر في اختيار ميوله..
بيفضلوا على المنوال دا لحد ما يخلوك متقبل الفعل دا ضمنياً.. بمعنى إنك لما تلاقي الشخصية دي في المسلسل بتكمل المسلسل عادي، فـ كونك كملت المسلسل بعد ما عرفت إن فيه شخصية شاذة دا معناه انك مش معترض على الفعل.. لما تلاقي فريقك نازل بالشارة بتاعة الرينبو بتكمل الماتش عادي وبتروح تتفرج على الماتش اللي بعده برضو من غير ماتعترض..
ودا وإن كان بيحصل مع جيلنا.. لكن على الأقل بينا وبين بعضنا بننسب الفعل لأصحابه وبنبقى قاعدين بنتفرج على الماتش وبنشتم فيهم واحد واحد وفي أي حد بيدعمهم، وبنبقى واعيين للي هما عايزين يوصلوه؛ وبنرفضه..
إنما المشكلة في الجيل اللي طالع إن فيهم كتير مش فاهمين، ومنهم كتير مدعين إنسانية.. تلاقي بت في تانية اعدادي تقولك أنا نباتية، وجدو دا راجل ظالم ومفتري عشان بيدبح الخروف في العيد.. والتاني يقولك كل واحد حر في ميوله، ويعملوا اللي هما عايزينه مادام مش بيضرونا.. والتالت يقولك إسرائيل بتدافع عن نفسها وبتوع فلسطين هما اللي ضربوهم في أرضهم.. عارف انت العيال الأندر إيدج المجوفين بتوع الإنسانية الأوڤر دول؟ اهو هما دول الجيل اللي طالع..
فـ الحقيقة انا لما سمعت كلام أبو تريكة، كنت متوقع ردة الفعل دي من الشباب الصغير.. متوقع إنهم ينتقدوه ويقولوله انت مش بتتقبل الآخر ومش بتحترم حرياتهم وانت ازاي في 2021 وهوموفوبيك.. والناس بره طلعت القمر وانت لسه بتتكلم عن الجنس..! وايه علاقة الجنس بالأخلاق..! وبلا بلا بلا..
ودا للأسف غلط أهاليهم اللي مش مفهمينهم يعني ايه تقبل آخر.. مش معرفينهم امتى تتقبل اللي قدامك بغض النظر عن دينه وشكله ولونه وجسمه وعقليته وجنسه وجنسيته، وتقف جنبه لو أي حد اتنمر عليه.. وامتى تنبذه من المجتمع بسبب إنحرافه، وتبقى انت شخصياً من المتنمرين عليه لحد ما يتظبط ويرجع لفطرة ربنا..
وعموماً انت لو ماعملتش كدا مع عيالك يبقى ماتستغربش لما ابنك ييجي في يوم يقولك حسام صاحبي طلع مثلي، وقالي إنه بيحبني وانا كمان حاسس إني بحبه، وبعد اذنك يا بابا ماتتدخلش في اختياراتي عشان دي ميولي وحريتي الشخصية!
ساعتها لو انت مربيه على الحرية وتقبل الآخر بغض النظر عن اللي بيعمله، يبقى لازم انت كمان غصب عنك تتقبله.. وإلا هيقولك انت بتخالف اللي انت مربيني عليه وهيديك بالجزمة..احنا اه جيلنا ماكنش كويس اوي.. بس كان عندنا خطوط حمرا محدش بيتعداها، الجيل اللي جاي لو أهاليهم ماقرصوش عليهم شوية وتابعوهم زي ما أبو تريكة قال.. صدقوني كمان 10 سنين البلد دي هتبقى مفحشة.. ربوا عيالكم يا جماعة، وحاربوا اللي عايزين يفسدوهم..
هيقعدوا يقولوا دي حرية شخصية وربنا اللي خالقنا كدا.. وهنفضل نقولهم إن دا انحراف أخلاقي بحت والناس كلها بتتولد على الفطرة..
وبالمناسبة آخر دراسات مدياهم على دماغهم وقايله إن مفيش چين مسؤول عن الشذوذ، وإن كلها عوامل بيئية هي اللي بتخلي الإنسان يشذ عن الطبيعي..فـ خلي بالك عشان العوامل البيئية دي ماتأثرش على عيالك.. مفيش واحد بيتربى في أسرة سوية على خلق، مع صحاب صالحين، وتلاقيه جاي في يوم وليلة يقول لأ معلش أنا ميولي ومش ميولي..
الواحد متربي طول عمره في الأزهر وسط آلاف الشباب.. وكنت قاعد في المدينة الجامعية 6 سنين مع شباب زي الورد بينزلوا يملوا مسجد المدينة في صلاة الفجر زي صلاة الجمعة، وعمرنا ما سمعنا مجرد سماع عن واحد وسطنا بيقول أنا ميولي لكذا!
وفي المقابل مجتمع تاني فاسد تلاقي فيه اللي ميوله للرجالة واللي ميوله ثنائية واللي ميولة للأطفال واللي ميوله للحيوانات، واللي ميوله لـ مش عارف ايه من السبعتلاف ميل جنسي الموجودين اليومين دول اللي بيزيدوا كل يوم!
هل دا صدفة؟ أنا شخصياً مؤمن إنه انحراف اخلاقي وإن أي حد شاف بربع جنية تربية بيطلع طبيعي ومش بيفكر في أي حاجه من القرف دا..
أنت تقرأ
رقائق
No Ficciónمقولات، حكم، خواطر، نصائح، عادات، عبادات، علوم .. الخ كل شيئ اعجبني لم تكتبه يدي بل رأيته أضعه هنا فالشكر لقائلها/لقائلتها 💜