خدت فترة كبيرة وانا تعبانه حوالي شهر وشوية . حرفياً المدة دي قضيتها كلها ما بين رايحة المستشفي عشان تعبانه سواء الجرح جات عليه مايه وحصلت مضاعفات او ضغطي واطي بسبب البرشام ال باخده ومش باكل وكان لازم بحتاج محلول ... مكنتش بروح الكلية طبعاً مكنتش قادرة حتي اروح اتوضي ولا كنت عارفة أصلي بسبب رجلي . كنت احياناً بصلي وانا قاعدة وأحياناً تاني مبصليش اصلا . بسبب اني مش حاسة دي صلاة ومكنتش قادرة .. عارفة ده مش مبرر ودي حاجه لوحدها خلتني اضايق من نفسي .. محاضرات كتير راحت عليا . ولما خفيت كنا ف نص شهر 12 والامتحانات خلاص اول شهر 1 . كنت خايفة جدا اني ملحقش اخلص المواد ال معرفش حاجه عنهم غير اسمهم بس .. لكن بدأت ارجع للكورس من تاني والمستر كان مقدر ال انا فيه جداً ولما بحتاج حاجه كان بيشرحهالي مرة واتنين وتلاته لانه عارف اني مش بكسل واني شاطرة معاه من سنه أولي ... نكنتش قادرة حتي اني ارجع البيت طبعاً الموضوع صعب جداً وأكيد عشان المواصلات وكده هتعب أكتر ده غير أحلام وال بتعمله فيا . كانت قعدتي ف السكن واني مقولش لحد في البيت ع ال حصل خالص هي الحل الوحيد ..كنت مفتقدة جداً انزل أتمشي بالليل مع صوت القرآن.... حاجات كتير كنت مفتقداها الفترة دي . بس أكتر حاجه كان الكيرلي . طول الفترة دي وانا مبعرفش اشوفه . بس ال كان مهونها شوية انه كنت بسمع صوته ف الصلاة . صحيح مكنش بيجي دايماً يعني ساعات يجي صلاة العشاء بس او الفجر بس وكان ساعات مبيجيش بالاسبوع .. بس المهم انه كل فين وفين بسمع صوته ولما مبيجيش كنت بسمع التسجيلات ال عملاها بصوته . اكتر حاجه كنت حساها الفترة دي انه هو حزين او في حاجه مضايقاه كنت بلاحظ كده ف نبرة صوته .. نبرة صوته بعرفها لو كان مضايق او فرحان او عادي .. متستغربوش ازاي بعرفها رغم انه دي صلاة يعني وهو مجرد انه بيقرأ قرآن بس !! لكن كنت بعرفها . مثلا لو كان فرحان بيقرأ بصوت عالي كده وخشوع جميل وتلاوته نفسها تحسسك بالسعادة . أما لو مضايق بتبقي نبرة صوته حزينه جداً جداً وغالباً ف الوقت ده ما بيختار آيات مؤثرة عشان يبكي من الخشوع .. بحس انها دي الحاجه الوحيدة ال بيخرج كل حزنه فيها .. أما لو كان عادي فبتبقي نبرة صوته هادية وعادية جداً . لما كنت بحس صوته حزين كنت بتمني اعمل اي حاجه تفرحه رغم اني معرفش اصلاً سبب حزنه .. بس كنت عايزة اشوفه مبسوط وخلاص . كنت كل فين وفين ابص عليه من الشباك بتاع أوضتي أصلاً الشباك فوق السرير بتاعي يعني يعتبر مكنتش ببذل مجهود عشان اتحرك . لكن الوقفه نفسها كانت بتتعب رجلي المفروض رجلي تفضل مريحة ع السرير ومفروده طول الوقت . بس الحمد لله الفترة دي عدت ع خير وروحت فكيت الغرز .. متوقعتش فكهم صعب للدرجة دي بس الحمد لله عسي ان يجعل ربنا الالم ده سبب في غفران ذنوبي .. الدكتور وقتها اتعصب جداً من طريقة الخياطة بتاعت الدكتور ال قبله وقالي الجرح عميق فعلا بس مش لدرجه خمس غرز .. كان كفاية تلاته بس .. بس خلاص يعني قدر الله وما شاء فعل .. خلصت الفترة دي ورجعت تاني انزل واتمشي وعايشة طبيعي زي الاول . كنت بنزل اشوف الكيرلي بس مش دايماً وكل مرة بنزل فيها عمري ما قدرت ابص عليه . انا مازلت معرفش ملامح وشه والله عمري ابداً ما قدرت ابص عليه مبعرفش خالص بتكسف بغباء وبخاف ف نفس اللحظة الاقيه باصص عليا هو كمان.. مكنتش اعرف ملامحه نهائي بس هيئته دي حافظاها صم طبعاً عشان بشوفه من الشباك .. هيئته ومشيته وطريقته وهو ماسك الجلابية بتاعت الصلاة . ههههههه شكله بيبقي برئ كده زي الأطفال . معرفش بيمسكها كده ليه وهي قصيرة عليه اصلاً يبني انت طويل اساساً يعني عمرها ما هتلمس الأرض . بس ما علينا بحب الحركة دي جداً . شكله وهو ماشي كده لوحده بهدوء او لما حد يوقفه يسلم عليه .. او وهو بيسلم ع أطفال أب جايبهم معاه للصلاة .. أو شكاه اما يشوفني ويتوتر ويعمل نفسه بيسرح شعره بايده او يهرش ف جبهته او يطاع الفون من جيبه ويعمل نفسه باصص فيه او بيكلم حد ...تفاصيل كتير فيه محدش غيري تقريباً بيلاحظها .. كل يوم عن ال قبله ربنا بيزود حبه ف قلبي . حاجه غريبة بجد وعمري ما عرفتلها تفسير طب ده حصل ازاي . بقعد مع نفسي افكر . يبنتي دنتي متعرفيش شكله حتي حبيتيه ازاي . طب ده حتي عمرك ما سمعتي صوته وهو بيتكلم غير ف الصلاة . كنت كل ما اروح الماركت عند عمو فتحي وهو موجود هناك بيكون بيتكلم معاه لكن اول مانا ادخل بيسكت خالص يدوب بيرد السلام وبصوت يادوب مسموع وبيبان عليه التوتر جداً يبني اتكلم نفسي اسمع صوتك طيب . شيرين كانت بتغيظني انها لما بتروح من غيري بيكمل كلام عادي وبيكون طبيعي جداً حتي منه برضه يعم طب اشمعنا انا بتسكت !! بس الحاجه الحلوة انه انا بس اللي بيرد عليا السلام بصوت مسموع . لكن منه وشيرين لاء . اكيد اه بيرد ف سره بس انا بس ال بيرد عليا السلام بصوت مسموع . معرفش اي العبط ده بس دي حاجه بتفرحني جداً بتحسسني ان انا عنده غير أي حد تاني ..