٦٨

581 38 24
                                    

15/6/2021
رجعت البيت خلاص .. مش هقول زعلانه لا والله راضية بكل ما قسمه الله .. بالعكس جوايا حماس أشوف حياة ما بعد التخرج دي ولو إني حاسة إنها مش هتبقي لطيفة جنب أحلام مرات بابا .. خططت لحاجات كتير منها وأول حاجه إني لازم أرجع أحفظ قرءان زي زمان .. كنت بحفظ ف ابتدائي ف مسجد جنبنا كان الشيخ هناك بيحبني جداً أنا أكتر واحدة ف الأطفال ال بتحفظ . عشان كنت أسرع واحدة بحفظ وحفظ بإتقان . كان دايماً كل حلقة يقولي أشرقت تعالي سمعي انتي الأول أستفتح بيكِ .. كانت الجملة دي الأفضل ع الإطلاق . بعدين الشيخ حصلت ظروف لبنته وتعبت وبطل يحفظنا ووقفت فترة كبيرة وبعدها ف أولي اعدادي حفظت مع شيخ تاني. بس كنت حاسة نفسي كبرت ومش مرتاحة أحفظ مع شيخ (رجل)  ومكنش وقتها متاح معلمات قرءان أو يمكن كان فيه بس أنا مكنتش أعرف .. ف قدر الله إني أوقف حفظ من أولي اعدادي لغاية ما اتخرجت . الفترة دي لما كنت بحفظ كنت وصلت ل ربع ياسين .
والحمد لله لقيت دار للقرءان أطفال وسيدات وكل المعلمات ال فيه سيدات .. كنت محتارة ابدأ من فين ومتحمسة أوي أختم . ونفسي أوصل لكل السور ال بحبها . كان عندي حلم كبير إني أوصل لسورة مريم وطه . بس معرفش ابدأ من فين ! الورد اليومي ال ملتزمة بيه من أولي ثانوي فرق معايا جداً ف مواصلة القرءان بأحكام التجويد كمان أصبح القرءان سهل حفظه مش زي الأول . طبعاً القديم كله اتنسي ومحتاج مراجعة ف كانت أقرب مجموعه ف سورة الفتح دخلت معاهم وفضلت فترة بحفظ .. كنت ف الأول مبسوطة جداً جداً وبحفظ كويس جداً .. لكن مرة واحدة لقيتني مش بعرف أحفظ خالص وبتغيب من الحلقات بشكل كبير وبدون سبب مقنع وكأن من جوايا بهرب ! بس ليه ؟؟
كنت بحس بخنقة مش طبيعية اليوم ال بيكون عندي حلقة تاني يوم الصبح + الأرق بيزيد بشكل مش طبيعي . بدل ما كنت بنام مثلاً تلات ساعات ف اليوم . بقيت منامش أصلاً !! وارهاق وتغيب دماغي والحفظ فيه مشقة كبيرة عليا .. كنت بستغرب شعوري ده ومش عارفه السبب أنا جوايا متحمسة لختم القرءان ومن ناحية مش قادرة أحفظ حتي وجه واحد!! ممكن أفضل خمس ست ساعات بحفظ وفي الآخر مش عارفه أفتكر آيتين ع بعض !! كنت بحس عليا ضغط كبير مش بس بسبب حفظ القرءان .. لا أنا سحلت نفسي ف أكتر من حاجه منها بدأت أدي درس انجليزي لطلبة ابتدائي واعدادي عندي ف البيت + قدمت ع الخدمة العامة ودي سنة اجباري بعد التخرج زيها زي الجيش للشباب . بس أنا اخترت أصعب حاجه وهي إني أبقي مُدرِسة وكمان مكنتش عايزة أي مَدرَسة من ال كنت فيهم أيام زمان . كنت عايزة أكون ف مكان جديد تماماً مفيش حد يعرفني ولا عايزة أعرف حد .. كنت بحاول أخلي يومي مليان حاجات كتييير عشان مش عايزة أسيب نفسي للاكتئاب والكوابيس والخنقة .. أي حاجه تخليني مسحولة اليوم كله وأرجع أنام .. ولكن هيهات ... كأنه أصابتني لعنة عدم النوم مهما كنت تعبانه صعب جداً أنام ..
الأسبوع كان متقسم يومين لدار القرءان ال أصلاً كنت بغيب منه كتييير + ثلات أيام في المدرسة + حصص الإنجليزي طول الأسبوع متقسمه مجموعات . حرفيا يومي من الصبح لغاية العشا مفيش وقت فاضي وده كل يوم ما عدا الجمعة ..
الأيام كانت بتعدي بصعوبة شديدة وكل يومي حالتي النفسية والجسدية بتسوء أكتر وأكتر وكوابيس أكتر ومش فاهمه ازاي بيحصل ده وأنا الحمد لله محافظة ع الصلاة والقرءان والذكر طول اليوم !! حتي مش بعرف أنام غير والسماعة ف وداني وبسمع قرءان من تسجيلات ياسين .. يا الله معرفش أعمل اي ف ال بيحصل ده ... هحاول أطنش كل الأحداث دي عشان مش ناقصة ..
                    * بعد  مرور أسبوع*
كانت أشرقت تجلس ف غرفتها وحيدة بعد أداء فريضة العصر في يوم الجمعة وكانت تحاول جاهدة حفظ وِردها من القرءان ولكنها كانت تعاني كثيراً لتحفظ .. أحياناً المسكينة كانت تبكي بدموع حارقة لصعوبة تركيزها وهي لا تفهم ما يحدث معها ؟ . فجأة قطع حزنها صوت دقات ع باب غرفتها وقبل أن تأذن للطارق بالدخول أتاها صوت صديقتها وهي تقول .. الله الله يا ست أشرقت مطنشاني خالص انتي . قلت آجي اسأل عنك .. أشرقت : منه تعالي تعالي . منه: ها القمر ماله مختفي ليه؟ أشرقت: مفيش والله عادي .. منه: لا مش عادي . ليكِ فترة مش تماام مالك يسطا وشكلك لسه معيطة كمان . باين ع عيونك وماتنكريش . أشرقت: ليا فترة حاسة إني مخنوقة طول الوقت . وحتي حفظ القرءان أصبح تقيل ع قلبي . اهو ليا أكتر من ساعتين قاعدة بحفظ ف صفحة ولما جيت أسمعها لقيتني مش حافظة ولا عارفه أحفظ ف عيطت من ضعفي .. وكل يوم كوابيس صعبه  والأرق بيزيد بشكل مش طبيعي ومعدتش فاهمه اي ال بيحصل .. منه: ياربي طب والكوابيس دي من امتي ؟ أشرقت: من زمااان جداً تقريباً من وأنا ف أولي ابتدائي .. منه: يا الله طب وساكته ليه ي أشرقت ما كده أكيد فيه حاجه ! ليه محاولتيش تشوفي شيخ ؟ أشرقت: حاولت زمان وقت ما كانت ماما الله يرحمها عايشة . كنت بحكيلها ع الكوابيس دي وبقولها أكيد فيه حاجه مش تماام حتي بسمع أصوات وبشوف حاجات ف البيت . لكن هي مكنتش عايزاني أصدق كل ال بيحصل كانت تقولي مفيش حاجه احنا عمرنا ما ظلمنا حد عشان يأذينا ماتشغليش بالك .. وبس بطلت أحكيلها . رغم كانت الفترة دي ف اعدادي كانت صعبه عليا جدا . منه: كان بيحصل اي؟ احكيلي انتِ عمرك ما اتكلمتي معايا ف الحاجات دي . أشرقت: ولا اتكلمت مع حد ... بخاف محدش يصدقني . منه: لا طبعاً أكيد هصدقك.. أشرقت: بصي باختصار . الفترة دي كل حاجه صعبه بدأت . كوابيس كتير بتتكرر منها بلاقي جاموسة أو بقرة ف شارع وسادة الشارع وأنا خايفة أعدي وكانت الجاموسة دي تمسكني حرفيا بتعجني ضرب وكنت بصحي أحس جسمي كله مكسر . أو أحلم بشارع معين كنت بمشي فيه كتير . الشارع كان يبقي مليان أفاعي كبيرة . حرفياً الأرض مش باينة من كتر الأفاعي وهما أشكال وألوان ال لونه اسود وال لونه أبيض وال أصفر  وال أحمر وال مشكل .. ده غير كابوس بيت كبير محبوسة فيه وشبه المتاهه كده وكل ما أحاول أهرب ألاقيني رجعت لنفس المكان ونفسي بيتكتم وبتخنق .. منه: يا الله كل ده ليه واي السبب ده حتي انتي بتصلي وبتقرأي قرءان .. أشرقت: ما ده ال هيجنني يعني أكون نايمة ع وضوء وقرأت الأذكار وبرضو أشوف الكوابيس دي .. بحاول أتناسي عشان مش عايزة أركز معاهم .. لكن كتير منهم بيتكرر. وأكترهم بشوف مريم وهي تعبانه وحد بيعذبها وماما كمان ..
*هنا لم تتمالك أشرقت نفسها وأجهشت بالبكاء فاحتضنتها صديقتها في محاولة منها لتهدأتها*
منه: خلاص يقلبي اهدي طيب والله هتعدي . أشرقت: مفيش حاجه بتعدي ي منه . كل حاجه بتبقي اسوأ . خسرت ماما وخسرت مريم وبقيت وحدي بتعذب ف اليوم ألف مرة  أنا حتي بحاول أبعد عن الكل كل ال بحبهم بيمشوا ويسيبوني وحدي . حتي انتي بحاول أبعد عنك معرفش يمكن يجي يوم وأخسرك انتِ كمان  بقيت أخاف أحب شخص ويمشي ويسيبني ... منه: ربنا اختارهم جنبه وهما أكيد ف مكان أحسن من هنا ادعيلهم وادعي ربنا يربط ع قلبك . استغفري كده واهدي أنا معاكِ وعمري ما هسيبك أبداً..
*ظلت منه تواسي صديقتها وتطمئنها أن كل مُر سيمر . وإن مع العسر يسرا . وظلت تذكرها بالله وأن الدنيا دار ابتلاء وكلنا مؤجورين ع هذا الحزن بداخلنا وظلت معها حتي هدأت*

منه: أشرقت ممكن اسألك سؤال ؟ أشرقت: أكيد قولي ! منه:هي مين مريم ؟ عمرك ما حكيتي عنها!!؟ *تنهدت أشرقت بعمق ثم قالت: أختي الصغيرة .. اتوفت وهي عندها 15 سنة .. كانت مريضة بأمراض كتير .. من وهي ف ابتدائي كانت تتعب دايما وجالها أمراض كتير كانت بتتعالج من الغدة الدرقية و كهربا ف المخ والسكر و أمراض ف الكلي .. حبيبتي اتعذبت كتير ف حياتها . حياتها كلها كانت ف المستشفيات . وماما كمان زيها واتوفت بسرطان ف الدم بعد ما اتوفت مريم .  ماما بعدها بشهرين اتوفت كمان . مقدرتش ع فراقها وسابوني لوحدي بعاني من الفقد والفراق ومعرفش أنا عايشة لغاية دلوقتي ليه ..
*ثم بدأت أشرقت ف البكاء مجدداً .. فأسرعت منه باحتضانها قائلة: لا حول ولا قوة الا بالله متقوليش كده . لكل أجل كتاب . هما أكيد ارتاحوا من كل العذاب ال كانو فيه . بس أنا متأكدة إنه كل ال كان بيحصل ده مش طبيعي . يعني مريم الله يرحمها أكيد ف حاجه مش طبيعية حصلت . ازاي فجأة تصاب بكل الأمراض دي ؟  ومامتك كمان أشرقت: أنا واثقة إنه في حد كان بيأذنا كلنا بس معرفش مين وليه ؟ منه: طب كان بيحصل اي تاني ؟ انتي قولتي بتسمعي أصوات  وبتشوفي حاجات ف البيت !! أشرقت: اها مرة كنت ف أولي اعدادي وكان ف الشتاء كنت سهرانه بعد نص الليل كنت بذاكر قبل امتحانات الترم الأول.  فجأة حسيت حد واقفلي ع باب أوضتي . بصيت لقيته بابا بس كان شكله غريب وراسه مايلة كده وواقف مش بيتحرك ولا بيتكلم وبقوله ي بابا عايز مني حاجه ! طب أنت صحيت ليه ماما فيها حاجه؟ وهو ولا هنا باصص عليا ومش بيرد !! والغريب كان لابس فانله والجو تلج .. للحظة حسيت ده مش بابا وعملت نفسي مش واخدة بالي وعملت نفسي بذاكر وخبيت وشي بإيدي عشان مش عايزة أشوفه .. ومفيش ثانتين وكان اختفي من قدامي !! دماغي كانت هتنفجر من التفكير ازاي بابا لابس خفيف كده ؟ وازاي خرج من أوضته بدون ما أسمع صوت الباب! ده أوكرة باب أوضته صوتها عالي جدا لما بتفتح مستحيل مكونش سمعت الصوت وأنا قاعدة لوحدي والجو هادي . حرفياً تسمعي صوت عقارب الساعه !!؟ اتشجعت وقومت اتأكد لقيت باب الأوضة مقفول فعلاً . روحت الحمام قولت ممكن يكون دخل الحمام . بس الباب كان مقفول والنور مطفي ومفيش حد جوا ! هنا أدركت مستحييييل ده بابا وأكيد ده حد من العالم الآخر . اترعبت ودخلت أوضتي وقفلت عليا وشغلت قرءان لغاية ما نمت .. منه: يا لهوي كل ده !!؟ طب حكيتي لحد منهم وقتها ؟ أشرقت: الصراحه لا .. منه: لييييه يبنتي ليه!!! أشرقت: عشان أنا كنت وما زلت بسمع أصوات كتييير بتتكلم ف دماغي .. كأني واقفة ف شارع فيه 100 شخص مثلاً وكل شلة واقفين بيحكو مع بعض وأنا عارفه وسامعه كل واحد أو واحدة فيهم بل كمان كنت بردد الكلام معاهم ف نفس الوقت برغم إنه كل شوية فيهم بيتكلموا ف مواضيع مختلقة .. كنت بسمعهم بيضحكو ويقولولي انتي اتجنيتي خلاص ومحدش هيصدقك .. فكنت أيقنت إنه عقلي راح ومحدش هيصدقني فعلاً الأصوات دي بتستمر معايا بالساعات لدرجة كنت بخبط دماغي ف الحيط عشان أسكتهم وهما مش بيسكتوا !!!
منه: لا حول ولا قوة الا بالله.  لا بقي كده فيه حاجه بجد ولازم نتصرف . طب الحاجات دي لسه مستمرة؟؟؟ أشرقت: اها وأكتر بكتير من الأول كمان ..
*بينما كانت أشرقت ومنه يفكرون فيما يحدث ويحاولون إيجاد حل لتلك المصائب . دخلت عليهم ندي*
ندي: انتو كل ده قاعدين هنا . قلت أسيبكم مع بعض شوية وعملتلكم عصير مانجا طبعاً ده عشانك ي منه عشان بتحبيه . وعملت فشار عشانك ي أشرقت وعزمت نفسي أقعد معاكو شوية ...
* أنا عيطت وأنا بكتب البارت ده 😢💔 نكمل بعدين بقي 🥰

أحببتُ شيخاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن