عدت أيام الامتحانات ومكنتش بنزل كتير .. كنت بتعمد لو نزلت الشارع ياسين ميكونش موجود فيه .. بحاول اتعود ع غيابه كلها الترم التاني والسنة تخلص والله أعلم هشوفه تاني امتي .. كنت بتألم في كل يوم بشوفه واقف ف الشارع وانا مش بحاول حتي انزل وهو موجود .. بل اني كنت بتعمد لو موجود انزل من غير ما أقف ولو ثانية واحده قدامه . كنت بنزل وحدي وبحط سماعتي وأسمع قرءان واتمشي .. لاحظت نظرته وكأنه بيسأل هو انتي يعني من الأول بتنزلي عشان تتمشي وبس ؟؟ لكن ف يوم حصلت حاجه غريبة جدااا وفضلت فترة كبيرة مش مستوعبه ال حصل ! كانت ليلة امتحان عندي وكنت مخنوقة جدا يعني بسبب قلة النوم والكوابيس وضغط الامتحانات فقلت هنزل أتمشي شوية برغم إني مكنتش خلصت مذاكرة . بس اشطا مش مهم .. كنت هنزل لوحدي بس لقيت منه بتقولي هنزل معاكي . وفعلا نزلنا بس طبعا تعمدت أنزل وياسين مش موجود ف الشارع . نزلنا كانت الساعه 8 بالليل وكان خلاص السكن باقيله ساعه ويقفل . لقيت بنات من السكن طلبو مننا حاجات من السوبر ماركت نجيبها ف روحت أنا ومنه عادي .. الغريب بقي واحنا خارجين من السوبر ماركت كان فيه 3 شباب واقفين واحد فيهم أول ما شافني قال بصوت عالي ايوا وضحك .. اتعصبت جدا جدااا كان نفسي اتخانق بس أكيد مش هقف اتخانق مع شباب ف الشارع ! طنشت كده وبصيتلهم بقرف . لكني اتصدمت لما شوفت الولد ده وأنا بقول لنفسي أنا شوفته قبل كده بس معرفش فين !! بعدين افتكرت ان ده محمود صاحب ياسين وأعرفه بسبب الكومنتس بينهم ع صفحة ياسين . استغربت من رد فعله وهو ماله بيا ويعرفني ازاي ده؟ اذا كان أنا أول مرة اشوفه !! المهم أنا ومنه قلنا عادي يعني محصلش حاجه ورجعنا السكن عشان حاجة البنات واحنا خارجين تاني عشان نتمشي لقيت محمود ده واقف ع أول الشارع وبيضحك وبيتكلم ف الفون وبيقول ايوه ايوه يعم اخلص بقي يلا وكان مركز نظره معايا ..
منه: هو ماله العبيط ده ؟ أشرقت : معرفش بس حاسه بيكلم كرلوله . وربنا لو كان بيكلمه بجد وبيزعق فيه كده مش هسكتله بعدين .. منه: يشيخة اتنيلي دلوقتي .. بصي احنا نمشي وكأن مشوفناش حاجه . أشرقت : وده ال هيحصل فعلا أنا مالي بيه أصلا !!
يدوب مشينا خطوتين ببص ورايا لقيت محمود ماشي ورانا . أشرقت :يادي النيلة هو ده ماشي ورانا ليه . منه: معرفش والله ما يمكن ماشي عادي يعني . أشرقت :لااا حاسة ف حاجه غريبة وانه بيكلم ياسين عشان ينزل . بس ال محيرني هو يعرفني ازاي أصلا ولا مرة كان بيجي المسجد مع ياسين . أدهم بس ال بيجي معاه . منه: معرفش ممكن كان ف مرة مع ياسين ولاحظه من نظراته ياستي ده البلد كلهم ملاحظة جات عليه يعني .. أكيد بما انهم صحاب ومن بلد واحدة ف بيحكو لبعض وكده . أشرقت :ممكن .. امشي بسرعه بقي خلينا نتمشي شوية قبل معاد السكن .. وقفنا عند الصيدلية جبت برشام صداع ويادوب خارجه من الباب لقيت ياسين وأدهم جايين علينا .. ياسين كان بيعدي ناس كتير قدامه كده عشان يمشي من جنبي وفعلا لأول مرة ف حياتي ابقي قريبة منه جدا كده مشي جنبي خالص وهو مبتسم .. كنت هموت من التوتر ومش مستوعبة ال بيحصل ده بجد!!
أشرقت : يا لهوي هو ياسين اتهبل ف دماغه ولا اي ؟ شوفتي كان بيعدي وسط الناس ازاي عشان ف النهاية يمشي من جنبي .. منه: شوفت ياختي شوفت 😂😂 وربنا شكله مسخرة وهو ماشي بسرعه عشان يعدي جنبك وهو مبتسم .. أشرقت : وانتي فرحانه وانتي بتقوليها كده !! منه: وأزعل ليه ؟ أشرقت : اومال أنا متعصبة لييييه؟؟ وقفنا ع جنب انا ومنه بنتكلم والناحية التانية كان ياسين وأدهم واقفين برضو جنب سوبر ماركت ..
أشرقت : شوفتي ال بيعملو يعني واحد يشوفني ويرن ع الأستاذ ياسين وينزل ويمشي ورانا ف الشارع هو وأدهم ويعملو فيها عبط وكأنهم مش عارفين محمود. وياسين يبصلي وبيضحك لااا وبيمشي جنبي كمان .. الله الله ع الفضايح ف نص الشارع لا ده عبيط بقي هو مش عامل حسابه انه لو حد شاف ال بيحصل هيفتكر فيه حاجه غلط .. كنت واقفة وبتكلم وأنا متعصبة ولما بتعصب بعمل حركات كده غبية مازالت فيا من وأنا طفلة وتقريبا كل ال بيشوفني وأنا متعصبة بيضحكو ع أسلوبي .. منه : يا بنتي اهدي والله شكلك مسخرة بصي كده ياسين واقف هيفطس من الضحك .. بصيت عليه لقيته بيضحك فعلا ف استفزني أكتر .. فقولت لمنه احنا هنمشي كتير يكش نوصل للسيد المهم أنا مش هرجع السكن وهو فنفس الشارع .. يلا نمشي كده وبشاور بايدي ع الطريق ف ياسين افتكرني بشاور ع السوبرماركت ال هو واقف عنده واني رايحة لعنده .. ف بسرعه مسك كيس شيبسي وعمل نفسه هيشتريه .. ولما شافني مشيت أصلا سابه وهو متعصب كده وكنت سامعه أدهم بيقله يلا يعم خلاص يلا ..
منه: والله انتو الاتنين أهبل من بعض .
أشرقت : امشي وانتي ساكتة دلوقتي.
ع الجانب الآخر :
أدهم : ارتاحت يعم العاشق الولهان ؟ يكش تكون ارتاحت وانت منزلنا ف ليلة الامتحان .. ياسين: يعم اتنيل قال يعني المذاكرة مقطعة بعضها . أدهم : اتكلم بأدب يا ولد احنا ف هندسة يعني أصعب كلية ف مصر ... ياسين: طبعا طبعا ايواا.. طب يلا بقي يا بشمهندس ع كتابك . كفاية تضيع وقت بقي كفاية استهتار . اتعلموا الاجتهاد بقي .. أدهم : ده أنا !!!؟
رجعنا السكن ومكنتش مستوعبة ال حصل كنت فرحااانه جداااا جدااا بس فنفس الوقت اضايقت .. هو اه معتقدش حد هيركز بس أستاذ ياسين ليه معجبات كتير من السكن وأي واحدة لو شافت هيطلع علينا كلام كدب كتيييير .. منه: ما خلاص بقي يا أشرقت .. أشرقت : يبنتي والله ما مصدقة تحسي ياسين مش ياسين ده عمره ما عمل كده وجاي ع آخر سنة يمشي ورايا كده فكل شارع ؟ منه:عشان بيحاول يوصلك فكرة إنه فعلا معجب بيكي وكأنه بيقولك يعني تستنيه وكده بعد ما يتخرج ويشتغل .. أشرقت : عارفه .. لاحظت في عيونه النظرة دي جدا يمكن عشان بنزل لوحدي كتير فكنت بلاحظ ده بجد أكتر من مرة لاحظته بيجي ناحيتي كده ومركز نظره عليا وساكت تماما مش بيتكلم كأنه بيوعدني إنه مش هيسيبني وبعدين بيبص بابتسامة كده ويمشي .. بس ال معصبني البنات الملزقين ال مركزين معاه وانتي عارفه طبعا حقد البنات وممكن يألفوا كلام محصلش .. منه: سيبك منهم انتي معملتيش حاجه مش انتي ال بتمشي وراه ؟؟ محدش ليه حاجه عندكم.. وهو ع فكره مش ف وعيه اوي يعني .. هو بس شايف الوقت بيعدي بسرعه والسنة بتخلص ومش عارف يوصلك فكرة انك تستنيه ازاي .. يمكن عشان لسه طالب ولسه محتاج يكون نفسه ولسه الجيش والشغل وليلة كبيرة فمش هيعرف يتقدم دلوقتي ف بيحاول يعمل أي فعل يثبتلك انه عايزك بجد .. أشرقت : ربنا يعدي الأيام ع خير ويجمعنا ع حال يرضاه عنا.. ويغفر لنا زلاتنا .. منه: آمين يارب . يدبر الأمر اطمني أنا متأكدة إنه بيحبك يقمر انت ومش هيسيبك أبدا . أشرقت : اممم مش يمكن صدفة !!😂😂 منه:قومي يابت من قدامي ..
ذاكرت شوية ونمت ساعتين وصحيت أكمل مذاكرة لغاية قبل الامتحان بشوية . امتحاني كان الساعة 12 الضهر . نزلت متأخر كالعادة كانت الساعه 12 إلا عشرة . وشوف البرود ياخي روحت الجامعة مشي وكنت طول الطريق حاطه السماعه وبسمع قرءان بصوت ياسين .. كان ريكورد من صلاة الفجر . كنت بحب الريكورد ده جدااا فيه آية (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) كانت بتطمني جدا وبتخليني أدخل الامتحان وكلي ثقة ف الله انه هتعدي بلطفه وفضله مهما كانت المادة صعبة ..
ال حصل بقي اني شوفت محمود تاااني وانا ف الطريق ونفس الحركه ال عملها بالليل كررها تاني وياسين كان وراه وبرضو كان بيعدي الناس ال ف الشارع عشان يمشي جنبي 🤭 طبعا عملت نفسي مش شايفه حاجه ومشيت عادي😎 بس من جوايا كنت مبسوطة جدا اني شوفته تاني وفرحت أكتر لما عرفت انه راجع من امتحان يعني هو كل ال عمله بالليل ده وكان عنده امتحان أصلا الصبح ..
*بعد مرور شهرين*
منه: كل عام وانتو بخير انهارده أول صلاة تراويح وأخيرا جاء رمضان . أشرقت : وانتي بخير وصحه وسعادة من الله . ندي: وانتي طيبة يا منه .. ، انتو هتقعدو ف السكن ف رمضان؟ أشرقت متسرعة: ايوا طبعا .. احم قصدي عشان مبعرفش اذاكر ف البيت انتي عارفه وبعد العيد هنمتحن الترم التاني .. منه: اااه .وانتي يا منه؟ منه:أكيد هقعد مع أشرقت الايام دي مش هتتعوض تاني . إنما بتسألي ليه؟ هو انتي مش هتقعدي معانا ولا اي؟ .
ندي:لا مش بحب أبعد عنهم ف البيت ف رمضان مش متعودة ع كده . أنا هنزل بكره الصبح ان شاء الله .. أشرقت : سلميلي ع بابا اوي .. ندي :حاضر ..
مش عارفه أوصف فرحتي وأخيرا دعوتي استجابت ورجعت صلاة التراويح ف المسجد من تاني بعد الكورونا . وأخيرا رمضان ده ياسين هيبقي موجود عكس رمضان ال فات .. قلبي طاير من الفرحة ومش مستنية الساعتين ال باقيين ع صلاة التراويح . وأسمعها بصوت ياسين والأجمل ازدحام المسجد بالناس والصلاة ف الشارع بتعمل أجواء رمضانية ولا أروع .. بكون فخورة اوي ب ياسين وهو واقف امام كده وبيصلي بكل العدد ده . رمضان والتراويح بصوته مفيش أفضل من كده . وخشوعه ولا الدعاء ال بيكون ف آخر ركعه ده ياااه يارب الوقت يعدي بسرعه مش قادرة استني ..
منه: يا بنتي اقعدي بقي ليكي ساعه واقفة ف البلكونه ! أشرقت : ولو عشر ساعات كمان . متعرفيش انتي منظر الناس ف صلاة التراويح ده بيعمل فيا اي ؟؟ منه: الناس برضو ؟ أشرقت : اه والله الناس !! الوقفة نفسها بعدد كبير ف التراويح بيحسسك برمضان وبجمال رمضان وبجو جميل كده مش زي الأيام العادية . المنظر نفسه جميل بيدخل السرور ع قلبي .. منه: امممم بس ؟ اشرقت: لا يظريفة مش بس .. وأكيد يعني ياسين وصوته ده حتي الله أكبر ال ف بداية الصلاة بصوته أجمل من أي شيخ سمعته. ودعاءه . بحب جدا اشوفه وهو واقف بيصلي والناس دي كلها وراه . ربنا يتقبل منه يارب ويجعل العمل ده شفيع ليه يوم القيامة . منه اللهم آمين .