٥٢

663 30 2
                                    

وديت العَشا ل ندي وخدته مني وهي مبتسمة .. وكمان عرضت عليا آكل معاها بس انا قلتلها اني كلت والمرة الجاية هبقي آكل معاها.. فرحت جداً لأول مرة أحس ان ندي فعلاً بدأت تحبني .. حتي نفسيتها بقت احسن الحمد لله .. الأمور بقت أفضل بيني وبين ندي وبقت تنزل الشقه عندي انا ومنه وبتاكل معانا ومعظم الوقت بتقضيه معانا وأحياناً بتنام عندنا كمان .. حسيت بفرحة كبيرة وأخيراً بعد كل السنين دي ندي بقت قريبة مني وحسيت انها أختي فعلاً.. عرفت عنها حاجات كتير بس لسه مش عارفه اعرف منها ليه بنات السكن ال كانت فيه كانو بيعاملوها بالشكل ده .. هي متكلمتش معايا ف الحوار ده فانا مكنتش حابه اضايقها.. من ناحية الوضع مع ندي كان تماام . لكن مع كرلوله العكس.. كل يوم بحاول ابعد عنه اكتر من ال قبله .. حتي بحاول مرة ولا اتنين بس ف الأسبوع ابص عليه وهو جاي للصلاة .. شكله وهو جاي ومشيته بتحسسني بالسعادة وبحس الخير ال ف الدنيا كله جاي عليا بمجرد ما اشوفه .. معرفش ازاي بقيت كده وجوده فارق معايا جداً جداً.. جوايا حزن كبير جداً ع القرار ده بس أعمل اي؟ شئت أم أبيت احتمال الدراسة تتأجل تاني وحتي لو مفيش تأجيل دي آخر سنه ليا وليه وهنتخرج يعني مش هيبقي موجود كل يوم. مش هعرف ابص عليه وهو جاي للصلاة وانسي همومي زي كل يوم . مش هعرف استمتع بصوته وترتيله ف صلاة الفجر زي كل يوم .. حزني لا حدود له والله وبنام كل يوم معيطة .. بشغل نفسي بأي حاجه وقت الصلاة عشان يمشي وملحقش اشوفه ..ولا حتي يشوفني ف الشباك عشان ميكونش عنده أمل إني موجودة ويفضل مستني ف الشارع.. بس منه كانت كل يوم بتبص من شباك اوضتنا .. وتلاقيه واقف في الشارع قدام المسجد لوحده لفترة طويلة .. كنت بتحجج واقولها اكيد مستني حد . بس مكنش فيه حد بيجي وبيمشي وهو مضايق وباين الحزن ع وشه .. وأحياناً كان بيقعد جوا المسجد بعد الصلاة لفترة طويلة . معرفش كان بيقعد وحده جوا يعمل اي . بس طبيعي جوا المسجد فأكيد بيقرأ قرءان .. حاولت اني ابينله اني حزينة ع القرارات دي بس بطريقة غير مباشرة ف كتبت بوست ع الفيسبوك وانا مش في بالي هيرد عليه بحاجه او لاء اكتر ما يهمني انه يفهم غصب عني .. انا من جوايا احساس قلبي بيقولي انه اكيد بيشوف البوستس عندي زي ما انا بشوف كل حرف بيكتبه .. كتبت بوست وكان كالآتي ..
الفترة دي من أصعب فترات حياتي .. حاجات كتير وناس معينه وجودهم ف حياتي فارق جداً وجودهم ف حياتي بيزيدني أمان .. الحياة مخيفة واتعودت كل حاجه وكل شخص بتعلق بيه بعد فترة لازم أتذوق مرارة فقده. يُؤسفني جداً اني بتعلق بسرعه بالناس ال بحبهم . بتعلق بشخصيتهم وصوتهم ومشيتهم وكل حاجه تخصهم .. أحياناً بتجاهل خوفي من انهم يمشوا زي كل حاجه بحبها بتروح .. بحاول ابعد بنفسي بدل ما يجي الوقت ال ابعد فيه غصب عني . لكن ده قرار صعب ومش سهل أبداً عليا وقلبي مليان حزن . أكتر حد اتعلقت بيه ف حياتي وعمري ما هعرف اتخطي مرارة فقده . أمي الغالية .. وحشتني جداً كل يوم بيعدي عليا من بعد فراقها عذاب .. هي اكتر حد حبيته فحياتي . اكتر حد مكنتش متخيلة ساعه واحدة بدونها .. كنت فاكرة هصحي كل يوم الصبح الاقيها مشغلة اذاعة القرءان الكريم وبتصحيني عشان اروح المدرسة وهي مجهزه كوباية الشاي بلبن ال بحبها من ايديها .. كنت متخيلة كل عمري هرجع من برا الاقيها ف البيت واول ما بدخل بنادي عليها وأحضنها حتي لو مش عايزة حاجه منها .. وجودها كان أمان لحياتي . كنت فاكرة هتفضل كل يوم تشجعني نصلي جماعه مع بعض ونتنافس انا وهي علي ختمة التلاوة .. كنت متخيلة هتفضل معايا ع طول تصححلي أخطائي. ف القرءان وتعلمني الصح . بس فجأة وبدون أي انذار راحت مني .. بس مازالت عايشة جوايا .. فراقك صعب يا أمي .. حالياً رجعت لنفس الشعور مع أشخاص قريبين لقلبي .. بقيت احاول ابعد عن كل الناس بإرادتي .. عشان كده كده الحياة هتبعدهم غصب عني .. يمكن الحاجه الوحيدة ف الحياة اللي بتصبرنا ع كل حاجه وحشة القرءان والصلاة .. مش بننسي فراقهم بس القرءان بيهون علينا كتير 💙 واحدة من أقرب السور لقلبي ف الحالة دي سورة مريم .. كل ما بسمع كلمة فناداها من تحتها ألا تحزني بحس انها ليا انا كمان بحس ربنا بيقولي ألا تحزني .. وبفتكر ان الحياة دي دار ابتلاء وبندفع ثمن الجنة بشوية ابتلاءات في الحياة .. قول الله سبحانه وتعالي (هو عليّ هين) بتغسل قلبي من أي يأس جوايا .. تخيل تكون بتتمني حاجه مهما كانت بعيدة وبرغم استحالة الأسباب ربنا يقولك (هو عليّ هين) القرءان جميل لو تدبرنا معناه مش هيبقي جوانا حزن يسيطر علينا .. حقاً لولا القرءان لهلكنا ..
كتبت الكلام ده بالليل مش متذكرة كانت الساعة كام بالظبط بس المهم كان قبل الفجر وبعد ما كتبته قومت صليت قيام وقرأت ورد القرءان وقفلت الفون حاولت انام بس للاسف مش عارفه انام .. أمي وحشاني جداً واحشني صوتها ف القرءان . كنت أتمني يكون عندي ليها لو ريكورد واحد بس كنت هسمعه كل شوية كان هيهون عليا فراقها .. فقدت أغلي انسانه في حياتي . عدت سنين وللاسف مش بنساها ولو لحظة .. الحمد لله ع نعمة التخيل .. بغمض عيوني وأتخيلها معرفش ازاي بشوفها قدامي كل ما اغمض عيوني وافكر فيها . بشوفها كأنها قدامي فعلاً برغم اني صاحية مش نايمة . بشوف ابتسامتها الجميلة . ونظرتها ليا لما بنسي آية وهي بتسمعلي قرءان . ونظرة الفخر والشجاعة في عيونها لما أختم جزء جديد حفظ . أحياناً مش مجرد بشوفها بس .. انا كمان بسمع صوتها معرفش ازاي .. بسمع صوتها كأنها بتكلمني بجد وبتطمن عليا . كان وجودها ف حياتي هو أماني الوحيد .. حتي بعد ما راحت مازالت عايشة جوايا وبشوفها وبسمعها كل يوم .. من بعد فراقها بقيت أخاف اتعلق بأي حد تاني .. انا لسه مفوقتش من صدمة فراقها عشان اقدر ع فراق عزيز تاني .. معظم الوقت كنت بحاول ابعد كتير عن منه .. انا بحبها جداً وخايفه من فراقها . ببعد عن ياسين . عن محمد أخويا من بابا .. ببعد عن ندي.. ببعد كل كل الناس عشان ميجيش اليوم ال اتصدم فيه ..مش لازم الفراق يكون موت.. الحياة بتلهينا عن بعض وبتبعدنا المسافات .. كنت عايزة اعيط وصوتي مخنوق ومنه نايمة مش عايزة اصحيها .. طلعت ع السطح وفضلت اعيط كتييير واكلم ربنا واشكيله من نفسي .. ودعيت كتير لماما واستغفرت كتير ليها لعل استغفاري ليها ودعاءي ليها طول السنين دي يرفع مكانتها ف الجنة .. وقفت في بلكونة السطح عند المكان ال اتعودت اقف فيه واستني ياسين . المره دي مكنش في بالي الساعه كام ولا بصيت ع الساعه أصلاً كنت مشغلة قرءان بصوت مشاري العفاسي وكنت بسمع سورة مريم عشان تهون عليا .. كنت عامله تكرار للسورة كل ما تخلص تعيد من الأول .. وقفت بكلم ربنا وبناديه نداءاً خفياً وبطلب منه سبحانه يُصلحني ويُصلح فساد قلبي ويُقربني إليه ويبعد عني كل شئ يُغضبه .. ويُعيني عن البعد عن ياسين عشان مندخلش في علاقة حرام حتي لو مش بنتكلم ولا نعرف حاجه عن بعض .. مش عايزة اتعلق بيه اكتر من اي حاجه ف الدنيا وربنا بعدها يحرمني منه .. قلتله يارب انت عارفني عمري ما كلمت شباب والطريق ده بفضلك ورحمتك بيا بعدته عني .. مش عايزة اعمل حاجه تغضبك مني انا يارب اللي علقني بيه صوته ف القرءان .. واهتمامه بحزني برغم جهله سبب حزني . سعيه الدائم انه يفرحني حتي لو ميعرفش سبب حزني ايه .. الاهتمام ال فقدته من زمان من بعد ما فقدت أمي .. يارب أصلحني وأصلحه فنلتقي صالحين .. ودعيتله كتير ربنا يثبتنا ويقربنا لبعض لو كان خير لنا .. حسيت بألم ف قلبي وانا بقول وان كان شر فأصرفني عنه وأصرفه عني .. يارب انا كل مرة بجيلك وأكلمك وأطلب منك سبحانه توضحلي لو هنكون لبعض ف النهاية . أي حاجه يارب توضحلي وأحس ان دي اشارة فعلاً منك ياالله .. اشارة واحدة منك يا سيدي تطمئن قلبي .. وعيطت كتير بعد مناجاة الله .. تنهدت وبمسح دموعي في نفس اللحظة لقيت ياسين جاي ووصل لتحت البلكونه بالظبط وفنفس الوقت سمعت آيه (هو عليّ هين) جسيت براحة جوايا.. اول ما لمحت كرلوله اتفاجئت .. مكنش فيه حد ف الشارع كله غيره هو وبس .. كان مركز معايا وعيونه فيها نظرة كأنه بيطمني .. لما لاحظ اني شوفته عمل نفسه مش واخد باله ومش بسرعه بعد ما كان ماشي بطئ . استغربت ليه موجود في الشارع دلوقتي والفجر لسه ؟ بصيت في الساعة لقيت فاضل ربع ساعه ع آذان الفجر . ياسين فتح باب المسجد وقعد جوا لغاية آذان الفجر وأحلي حاجه حصلت من اكتر من سنه هو اللي أذن الفجر . بحب صوته في آذان الفجر جداً جداً.. طول الفترة الطويلة ال عرفته فيها مفيش غير مرة واحدة بس أذن فيها الفجر .. صوته ف الآذان جميل يشبه جمال صوت تكبيرات العيد . وأخيراً رجع أذن من تاني 💙

أحببتُ شيخاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن