٧٢

383 18 12
                                    

ف نفس الليلة في بيت أشرقت .. كان والدها أعد كل ما طلبه منه الشيخ أحمد .. كانت الأجواء بالمنزل صعبة للغاية علي الجميع فلا أحد يعرف كيف يتصرف ف هذا الموقف ! بمجرد ما سمعت ندي الرقية للمنزل بالصوت العالي كانت تصرخ بصوت عالي يكاد يصل للجيران في الشارع المقابل .. كان الوقت تجاوز منتصف الليل آنذاك .. مع سكون الليل في الشارع وأجواء الشتاء والهدوء يخيم ع المكان ، مما زاد من حدة الصوت وزاد الموقف صعوبه ..
ندي : اطفي الزفت ده هقتلها لو سبته شغال انت سامع بقول اي هقتلها .. عم محمود: مش هطفي حاجه واعمل ال تعمله لو تقدر .. ندي: براحتك انت ال اختارت ..
كانت ندي تختنق وتسعل واحمر وجهها ولا تستطيع التنفس .. كان الجميع بجانبها .. أحلام ببكاء : انت عملت اي ف بنتي ي محمود بنتي بتروح مني ..
عم محمود : نظر لها ولم يرد .. بل أسرع بمهاتفة الشيخ أحمد كما طلب منه إذا استصعب عليه أمر ما ..
عم محمود: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ي شيخ أحمد ندي دلوقتي بتتخنق ووشها أحمر وبتكح ومش عارفه تاخد نفسها .. الشيخ أحمد : ..  بسرعه اديها الفون بس حط فيه سماعه وسيبها .. متقلقش يعم محمود مفيش حاجه ..
بعد أن وضعوا السماعات بأذن ندي كان علي الجانب الآخر الشيخ أحمد يُأذن بصوت عالي .. استمر هكذا يكرر الآذان حتي أفاقت ندي وكأن شيئاً لم يكن ..
ندي : خلاص ي شيخ أحمد مفيش حاجه . الشيخ أحمد : الحمد لله اي بقي ال حصل ؟! ندي : بعد ما بابا شغل الرقيه بنص ساعه اتعصبت حدا لوحدي كده وحسيت حد بتكلم جوايا وبيزعق وبيقول هقتلها لو مش هتطفوها .. كان بيتكلم كأنه أنا بس م أنا .. مش عارفه اشرحلك ازاي ؟ الشيخ أحمد : مش مهم انا فاهم ..وبعدين .. ندي : بعدين بابا قاله مش هطفي حاجه وبعدها حسيت حد بيخنقني ومش عارفه اتنفس وبس .. الشيخ أحمد: ماشي . اديني عم محمود.
ايوه يعم محمود لو اتكرر الموقف ده متتكلمش معاهم تاني .. عم محمود: متكلمش مع مين مش فاهم ؟؟ الشيخ أحمد: ال كان بيزعق ده وبيقولك هقتلها ده مش ندي ده خضور من الجن بسبب انه اتأذي من الرقية ال كانت شغاله وده شئ طبيعي جدا .. ف انت متتكلمش معاه خالص ولا ترد عليه تاني .. عم محمود: لا حول ولا قوه الا بالله.. طب مينفعش تمنع الحضور ده .. الشيخ أحمد: صعب جدا ده شئ خارج عن إرادتي ف الوقت الحالي

لو الموقف اتكرر محدش يكلمه وشغلها الآذان مكرر سبع مرات وبس .. ممكن الليلة دي متشغلش الرقيه وشغل الآذان بس مكرر وان شاء الله خير لغايه ما احددلكم معاد ..
مرت تلك الليلة بصعوبه ع الجميع بلا استثناء ..
ظلت أحلام طوال الليل مع ندي ابنتها .. وكانت معها بالفعل أشرقت وأخوهم الصغير محمد .. ظل الجميع بجانبها حتي صباح اليوم التالي .. أما والدها (عم محمود) كان بغرفته الليل كله يفكر فيما حدث ومن الذي يمكن أن يكون تسبب بهذا لابنته ولماذا ؟؟ هو لم يأذي أحد قط فلماذا هذا الانتقام وعلي ماذا؟! كان قلبه وعقله يحترقان من كثرة التفكير ..
كانت ندي تعاني كثيراً .. وتشعر بآلام كثيرة ف جسدها بأكمله والعصبيه مسيطرة عليها ... ودت لو قلبت المكان رأساً ع عقب .. ولكن كان يمنعها شئ ما بداخلها مجهول الهويه ..
أما أشرقت: ليست بحال أفضل .. هي أيضاً كانت تشعر بآلام بأكمل جسدها لا تعلم مصدرها ؟ وحالة من العصبية مسيطرة عليها .. وصداع مستمر وكأن رأسها يغلي من الداخل .. لم تعرف جفونها النوم في تلك الليلة كعادتها ف باقي الليالي ..
كان الوحيد الذي بحال جيده هو محمد صاحب الاثني عشر عاماً .. نام ف تلك الليلة من التعب والسهر ..
* بعد يومين من تلك الليلة .. جاء الشيخ أحمد للمرة الثانيه وكانت معه ندي ووالدها فقط ..  بدأ الشيخ أحمد بتوجيه التعليمات لندي ..
الشيخ أحمد: بصي ي ندي ي بابا غمضي عيونك واوعي تفتحي أبدا مهما حصل .. ندي : ازاي طيب ممكن افتحهم غصب عني . الشيخ أحمد: هجيبلك حاجه تغمضي بيها مش مشكله . ثم طلب من والدها بإحضار شئ ما تربط بها رأسها وحول عينيها حتي تمنع أن تفتحهم بغير قصد .. الشيخ أحمد: مش عايزك تخافي لو شوفتي أي حاجه .. الرؤية هتبقي زي الحلم كده مش كل حاجه هتبقي واضحه بس حاولي تركزي ومتخافيش .. اعتبري نفسك بتتفرجي ع فيلم رعب .. ندي : ماشي. الشيخ أحمد: متسكتيش وانا بقرأ ركزي ف ال بقوله واذكري الله أو صلي علي النبي في سرك . براحتك أي ذكر او حتي لو قرأتي قرءان .. بس المهم تكوني مركزه معايا .. ندي : حاضر ..
ثم  بالآذان مباشرة  مكرر سبع مرات .. ومن بعدها بدأ بتلاوة آيات متفرقه من القرءان الكريم وأغلبها آيات للسحر ف البداية كان كل شئ علي ما يرام .. حتي بدأت ندي بالصراخ مرة أخري وكان يصدر منها أصوات غير بشريه تماماً .. كان الجميع يشعر بالخوف عليها .. وصل الحال بأن والدتها ارتدت عباءتها سريعاً وتزلت لتري ابنتها .. أما أشرقت : كانت لا تعلم ماذا تفعل .. حتي هي الأخري كان يصلها صوت الشيخ وهو يقرأ بصوت عالي .
وعادت الآلام لجسدها بأكمله ... لم تجد حل لهذا المأزق سوي غلق باب غرفتها وارتدت سماعة الأذن وبدأت للاستماع لسورة طه بصوت الشيخ ناصر القطامي .. دائما ما تُشعرها براحه نفسيه وجسديه .. وبالفعل بدأت بالتحسن قليلاً .. ولله الحمد كان محمد حارج المنزل ف هذا الوقت ..
أما ندي ازداد صراخها وكانت تتفوه بكلام ليست هي من يقوله.. اطلع برا بقولك .. الشيخ أحمد .. أكمل قراءته وکأنه لم يسمع شيئاً .. وهذا الشئ يزداد ف التهديد والوعيد .. انت فاكر انك هتقدر عليا . انت متعرفش انا هنا من زمان جدا اصحي كده وشوف انت بتتعامل مع مين .. ال بتعمله ده هيأذيك ومش هسكتلك .
امشي أحسنلك انت مش قدي ولا قد ال معايا .. والشيخ أحمد يستمر ف القراءة.. حتي سكت ذلك الشئ عن التهديد وبدأ في الصراخ بصوت عالٍ .. ثم اختفي صوته فجأه ... وظل هكذا قرابة الساعه ونصف .. وأنهي الشيخ أحمد جلسته بالآذان كما بدأها ..
الشيخ أحمد لندي ، خلاص فتحي .. ها شوفتي اي ؟!
ندي بصعوبه في الكلام .. شوفت تعبان اسود كبير وحواليه تعابين كتير بس حجمهم أصغر وفيهم مخطط بألوان .. وشوفت حاجه مدفونه في مكان كأنه قبر .. الشيخ أحمد : حاجه زي اي ؟ ندي: مش عارفه مش باينه .. وشوفت كلب بس شكله مش زي العادي . شكله مفترس وأسنانه كبيرة جدا وطالعه لبرا كده وبيبرقلي بشكل مخيف ونظرته كلها تهديد .. وبس باقي الحاجات مش ظاهره كويس .. الشيخ أحمد: طيب حسيتي باي؟ ندي : مش فاهمه ازااي؟! الشيخ أحمد: يعني سقعه سخونه عرق تنميل ألم كده يعني!! ندي : حسيت بألم زي ابر كده ف جسمي كله وألم في المعدة وصداع .. الشيخ أحمد: بس كده ؟ ندي: اها بس ..
الشيخ أحمد : تماام هاتي الفون بتاعك هبعتلك رقية تسمعيها أربع مرات في اليوم لغاية ما اجي مرة تاني .. ندي ماشي ...
أخذت ندي رقيتها ثم عادت لغرفتها وبقيت والدتها ووالدها مع الشيخ أحمد.. عم محمود :طمني يبني . الشيخ أحمد:خير يا عم محمود ان شاء الله.. أحلام :خير ازاي وال حصل ده ..
الشيخ أحمد: كل أقدار الله خير .. ده ابتلاء زيه زي أي مرض جسدي بل أمٓر وما علينا إلا الصبر..
عم محمود: طيب وال بيحصل ل ندي ده .. ده مش بتنام الليل كله .. الشيخ أحمد: عشان الأسحار الكتير ال عندها ي عم محمود طبيعي كل ال ساكن الجسد يتعذب بسبب الرقيات ال بتسمعها وال شغاله ف البيت ... ليهم سنين داخل الجسد وأول مرة يتعذبوا بالشكل ده .. أحلام : طب وكده مش خطر عليها ؟ الشيخ أحمد: خطر ازاي مش فاهم؟ أحلام : كل شوية يحضر حد منهم ويهددنا انه يقتلها لو مش هنوقف ال بنعمله .. الشيخ أحمد: لا سيبك منهم ده مجرد كلام . أحلام : مجرد كلام ازاي؟؟! ولو البنت حصلها حاجه؟ الشيخ أحمد: مش هيحصل ان شاء الله.. آخرهم تهديد لو حد يقدر يعمل كده كان عملوا من زمان .. متقلقيش يحجه ان شاء الله مش هيحصلها حاجه وحشه .. عم محمود : ان شاء الله.. الشيخ أحمد: أهم حاجه بس الصلاة والقرءان والذكر زي ما قولت من البداية .. دول سلاحنا الوحيد ال بنحاربهم بيه ..

احم احم .. جماااعه أنا ال بحب سورة طه بصوت القطامي مش أشرقت 😁😁
اسمعوها جميلة جداً بتاخد قلبكم لعالم ملئ بالراحة النفسية والجمال 💙🦋
قولولي لو بتخافوا ولا عادي جامدين ؟!

أحببتُ شيخاً حيث تعيش القصص. اكتشف الآن