٢١

25.5K 318 3
                                    

مر الان ثلاثة أيام .. الأميرة لم تستعد وعيها بالكامل ولكن حالتها علئ الاقل لم تتدهور .. هل الاعشاب التي اعطاها لها فعالة؟ .. لا يعرف .. ولكنه بذل أقصى ما في وسعه ..
يعود الان الى الكوخ ببعض الطعام والاعشاب .. مخزونه من المال ينقص ولا يعرف كم سيكفيه .. هل سيضطر ان يتسول؟ .. الموت جوعا سيكون أكثر كرامة .. على الاقل سيموت وهو مازال القائد ماكس وليس الشحاذ ماكس ..

يفتح باب الكوخ ليبدأ تحضير الطعام .. هنا تجمد مكانه .. الأميرة غير موجودة ..
دار بعينيه في ارجاء الكوخ .. كان كوخا صغيرا وخاليا ولا يوجد أصلا ما يمكن أن يخفي إنسان كامل وراءه ..
خرج خارج الكوخ في سرعة .. اخذ يبحث عنها في قلق .. هل عرف الجنود مكانهما وأسروها مرة أخرى؟ .. هل وجدها قطاع طريق وأخذوها ليطلبوا فدية من زوجها ولي العهد؟ .. هل دخل الكوخ حيوان مفترس وجرّها إلى حيث يلتهمها مع قطيعه؟ .. كادت رأسه ان تنفجر من الأسئلة .. امتطى جواده وحثه ليسرع .. يبحث في كل اتجاه .. ظلام الليل لا يساعده ولكنه يحاول ..
فجأة رآها .. كانت حية .. كانت واعية .. كانت تسير ناحية الكوخ .. تعتصر شعرها المبتل ..
وقف مكانه .. لا كلمات على لسانه ..
اقتربت منه مبتسمة وقالت: أهلا ..
في ذهول يقول: أأنت حية؟
ضحكت وقالت: لا .. انا شبح..
ينظر لها في شك ثم ينفض الفكرة السخيفة من ذهنه، يقول: متى استيقظتي .. وكيف؟

تهز كتفيها وتقول: استيقظت منذ قليل .. أما كيف فلست أدري، ربما بسبب هذا الشراب الذي لا يزال طعمه البشع في حلقي..

يسألها: ولم هربتي؟

تبتسم وتقول: لم أهرب .. بحثت عن نهر قريب و ذهبت لأستحم ..
ثم أكملت في لوم: لم أستحم منذ أن قبضتم عليّ

قال: ولكن هذا خطر جدا .. ماذا لو رآك أحد واخبر جنود القلعة؟

قالت: لا تقلق .. تأكدت جيدا من انعزال المكان وبعده عن اي طريق بشر .. وأنا بالتأكيد لا أريد أن يراني أحد وأنا استحم..
ثم اضافت: هل سنقضي باقي الليل هنا؟ .. الجو بارد وجسدي لا يزال مبتلا ..

قال في استسلام: حسنا ايتها الاميرة .. لنعود للكوخ..

دخلوا الكوخ واغلقوا الباب .. قالت له: هل يمكنك ان تشعل النار كما كنت تفعل

بدأ في اشعال النار ثم سألها: هل كنتِ تشعرين بالنار المشتعلة؟

قالت: لا ادري .. اعتقد ذلك .. ذكرى الايام الفائتة مشوشة تماما في ذهني .. في الحقيقة انا لا اعرف كيف جئت هنا، والأهم لماذا جئت هنا .. لا افهم لماذا يهرّب قائد القلعة أسيرة هامة مثلي .. أعتقد ان هذا يعتبر نوع من خيانة الملك ..

نفخ في النار لتشتعل اكثر وقال: لم يعد هناك ملك .. لقد مات .. وجدوا سيفي مغروسا في قلبه ..

رفعت حاجبيها وقالت: قتلت ملكك؟! .. لماذا؟ .. لحظة، هل انت جاسوس لنا أرسلك زوجي لتنقذني من الأسر؟

قال غاضبا: جاسوس؟! .. أنا؟!

تراجعت في خوف وقالت: اسفة .. فقط لا ادر لماذا قتلت الملك .. ولماذا كنت تنقذني من براثن هذا الوحش المدعو روبرت .. ظننت ان هذا التفسير المنطقي الوحيد ..

وضع الطعام في القدح على النار وأخذ يقلبه ، ثم نظر لها في لوم وقال: كنت أرفض ما يفعله روبرت لأنه ليس من الاخلاق ان نعذب أسرانا، ولا سيما الأميرة زوجة ولي العهد .. وأنا لم أقتل الملك، ولكن شخص ما قتل الملك و لفق لي التهمة .. هربت لأنه لم تكن هناك وسيلة أخرى لأنجو بحياتي ..
أضاف في أسف: خسرت كل شيء كنت قد حصلت عليه طوال عمري .. الان انا طريدة هاربة وحيدة تحاول الاختباء من كلاب الصيد ..

ساد الصمت تماما .. لم تعرف ما تقول له .. اقتسم معها الطعام وبدأوا يأكلون بدون كلمة أمام النار ..

بعد قليل قالت له: ماكس .. انا آسفة لأجلك .. حقا .. أنت من أكثر من رأيتهم احتراما وشجاعة .. ولكن احيانا الاحداث السيئة تحدث للرجال الجيدين أمثالك ..

استمر بالتحديق للنار في صمت ..

بعد قليل قالت: هل يمكنني أن أسألك سؤالا؟!

نظر له وأومأ برأسه

قالت: ولماذا أخذتني معك؟ .. أقصد انني لو كنت مكانك لم أكن لأفكر في أي شيء سوى أن أنجو بنفسي ..

قال وهو يواصل التحديق في النار: لم أكن لأتركك فريسة لروبرت وأهرب .. كنت ستموتين في خلال أيام .. بأشنع الطرق الممكنة ..

ارتجف جسدها علئ الرغم منها وتذكرت ما الذي فعله بها روبرت عندما كانت تحت يده ..

أنهى ماكس طعامه فنهض بدون كلمة واحدة وخرج خارج الكوخ ..

لم تعرف الاميرة هل تشعر بالحزن ناحيته أم تشعر بالفرح لنجاتها من يد الأعداء .. بالطبع هي لا تزال بجانب واحد منهم، ولكنها لا تعتبر ماكس من الاعداء بالفعل .. في الحقيقة هم يبحثون عنه ويريدون الانتقام منه مثلها بالضبط، وربما أكثر ..
لولاه لكانت أشلاء مقطعة في زنزاتها الآن أمام روبرت ويداه ملطختان بدمائها .. انتفضت أكثر لمجرد تخيل الفكرة .. حمدت الله انها نجت .. ولكن .. هل نجت بالفعل؟

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن