٢٤

24.2K 291 4
                                    

جلالة الملكة..
تسمع الملكة النداء فترتجف .. برغم قرارها السابق كان صوته لم يفقد تأثيره عليها بعد..
كان روبرت يقف أمامها في أحد ممرات القصر بملامح عابسة .. تحاول أن تتمالك نفسها..
تسأله: ماذا هناك أيها الضابط روبرت؟
يلقي نظرة على الحارسين المرافقين لها ويقول: أطلب التحدث على انفراد فالأمر سري يا مولاتي.

تبتلع ريقها وتقول وهي تحاول وضع كل كبريائها وقوتها في نبرة صوتها: إن كان هناك أمر سري يمكنك مناقشته مع مجلس الحكم أو مع الملك شخصيا..

ينظر لها وعيناه تشعان بالغضب، يقول: ولكن يا مولاتي..
يقترب منها أكثر ويتابع بصوت أعلى: لم يردني خبر بشأن الأمر الذي تحدثنا عنه..
توتر الحارسان وأمسكا بمقبضي سيفيهما بصورة غريزية..

بملامح جامدة وعينان تحاول الحفاظ على ثباتهما تقول له: خطوة واحدة أخرى أيها الضابط وسآمر حارسيّ باعتقالك ووضعك في أحد الزنازين .. هل نسيت أنك تتحدث لملكتك؟

تلحظ لمحة من الدهشة في عيناه، يتجمد وجهه لثانية أو أقل .. ثم يتراجع وظهره منحني قليلا وهو يقول بنبرة هادئة: معذرة يا مولاتي، لم أقصد أي شيء ينم عن قلة احترام .. وإن كنت قد تسببت في غضب جلالتك فإنني استحق أي عقاب ترينه عادلا ..

داخلها شعور بالانتصار .. أخيرا استطاعت ان توقفه عند حدوده .. للمرة الأولى جعلته يدرك أنها الملكة .. للمرة الأولى لا تشعر بالخوف منه ..
بل ربما أيضا ترثي له .. بالرغم من كل ما فعله بها فهو لا يزال روبرت .. الضابط القوي واسع الحيلة .. تشعر ببعض الذنب لأنها خاطبته بهذه اللهجة وخصوصا أمام حارسين قليلي الشأن ..

سيطرت على كل انفعالاتها الداخلية .. ثم نظرت لروبرت بنظرة محايدة وقالت: سأتسامح هذه المرة أيها الضابط ..
ثم أردفت بلهجة خاصة: ولكن إن تكرر هذا الفعل أو أي فعل آخر منك، سيكون مصيرك لا السجن بل الموت .. وبلا رحمة ..

ثم بدون انتظار أي رد، تحركت وتبعها حارساها.. وكان روبرت في وقفته الخاضعة نصف المنحنية هو آخر ما رأته عيناها قبل مغادرة الممر..

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن