٤٣

25.2K 303 10
                                    

ڤاليري ترتدي ملابسها الرجالية ولكنها تغطي جسمها بالملاء المطوية كشال فوق كتفيها .. ماكس يقف بجانبها وعيناه تدوران في كل اتجاه..

يقول لها: قلت لك أنها فكرة سيئة..

ابتسمت وقالت له: ماكس .. اهدأ .. الوقت لا يزال مبكرا .. لم يبدأ الناس في التوافد بعد .. هل ترى أحد حولنا يبيع شيئا؟

لم يجب .. كان عقله مشتتا للغاية ..
كان يعتبر فكرة ڤاليري سخيفة للغاية .. إنها قرية .. لن يشتري أحد منهم بعض الفواكه التي جمعوها من أشجار الغابة .. إنها قرية .. مهنتهم الزراعة .. هم يزرعون هذه الاشياء لا يشترونها كالمدن..
بالاضافة لذلك، فالأمر خطير للغاية .. ربما يتعرف عليهما أحد .. رجل وامرأة غريبان في قرية بعيدة .. على الأقل سيثير وجودهما بعض الاسئلة لدى سكان القرى الفضوليون..
الأكثر أنه كان يشعر بالحرج البالغ .. لأول مرة كان في موقف ينتظر من أحدهم أن يتكرم ويعطيه بعض النقود .. يشعر أن ما يفعلونه هو نوع من الشحاذة المقنعة .. هم لا يبيعون شيئا يحتاجه الناس وفي نفس الوقت يطلبون منهم النقود ..

يقطع أفكاره صوت ڤاليري وهي تقول: ها قد بدأ المشترون بالتوافد .. إن نجحت هذه الفكرة يمكننا أن نكررها ونصير أغنياء ..

ابتسم لسذاجتها .. كل ما يرجوه هو أن يرحلا بسلام من هنا فقط .. يعرف ان فكرتها برغم بساطتها واحتمال فشلها الكبير، لا تزال هي اخر حل ليستمرا معا .. بضعة أيام أخرى .. كان يعرف انها لن تنجح ولكن كان هناك جزء منه يتمنى بالفعل أن يقابلا فلاحين اغبياء للدرجة التي يشترون فيها فواكها لديهم مثلها في حقلهم ..

كان الناس يمرون من أمامهم دون أن يلاحظونهما .. ومن يلاحظهما ينظر لهما في دهشة كأنهما من عجائب السيرك .. حسنا .. يبدو انه الفشل ..

عندما انتصف النهار ولم يبيعوا أي شيء ، نظر لڤاليري في يأس وقال: اعتقد ان لا أمل هناك .. دعينا نذهب.. غدا صباحا سأوصلك لأقرب نقطة كما قلت لك..

نظرت له في عناد وقالت: ليس بعد .. لن تتخلص مني بهذه السهولة يا سيد ..

ثم نظرت حولها، والتقطت عودا خشبيا رفيعا من الأرض، ثم اقتربت من طفل صغير يمسك بجلباب أمه، وقالت له في رقة: أهلا .. ما اسمك؟

اختبأ الطفل بين ثنيات جلباب أمه التي نظرت لفاليري وقالت في غلظة: ابتعدي.. ماذا تريدين؟

ابتسمت فاليري وقالت: لا شيء .. فقط كنت أسأل صديقي الصغير هذا عن اسمه.

نظرت لها الأم في شك وقالت: لماذا؟

نظرت فاليري بطرف عينها للطفل وقالت: لا شيء .. كنت فقط سأنقش اسمه على هذه التفاحة واعطيها له..

قالت لها المرأة في دهشة: هل تعرفين الكتابة؟

اتسعت ابتسامة فاليري وقالت: قولي لي اسمه وستعرفين وقتها..

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن