٥٣

22.2K 268 3
                                    

عندما توقفت لم يستطع منع نفسه من الابتسام .. قال لها: هل النهر هو إجابة كل شيء بالنسبة لكِ؟

تنظر له بابتسامة مشرقة وتقول: بالتأكيد ..
تشير له أن يجلس، ثم تفلت يدها من يده وتقول: انتظر قليلا ..

تركض نحو الاشجار مرة أخرى .. يصيح بها: إلى أين تذهبين؟
لا تجيبه ..

تعود بعد قليل وفي يدها بعض الأشياء .. تجلس بجانبه على حافة النهر ..
تضع بعض اعواد الشجر الصغيرة بجانب بعضها ثم بعض الاعواد الاخرى متعامدة عليهم .. تأخذ من الطين الذي على حافة النهر وتثبت الأعواد معا ..
ينظر لها ماكس في دهشة ويسألها: ماذا الذي تفعلينه؟
تقول: انتظر..
تمسك بتفاحة كانت معها، ثم تمسك عودا مدببا وتنقش عليها شيئا ثم تعطيه التفاحة في يده ..
ينظر للتفاحة فيجد مكتوبا عليها (إيڤا) .. يعود لينظر لڤاليري في تساؤل ..

تبتسم في حنان وتقول: ألا تتمنى أن تقابل إيڤا مرة أخيرة وتتحدث معها؟

يعقد حاجبيه في ارتباك ..

تكمل: إن كانت هذه هي إيڤا .. ماذا كنت ستقول لها؟

يهز رأسه ويقول: هذا جنون ..

تربت ڤاليري على كتفه وتقول: وما المشكلة في الجنون؟ .. دعنا نجرب .. ماذا سنخسر؟ .. لا داعي حتى لنطق الكلمات .. يمكنك أن تخاطبها بذهنك فقط إن أردت ..

كان يفكر .. هل فقدت ڤاليري عقلها؟! .. هل تريده أن يخاطب تفاحة لمجرد أن عليها اسم إيڤا؟!

تقول ڤاليري مشجعة: هيا ..

يهز رأسه في استسلام .. يبدو أن ڤاليري لن تتوقف .. لم لا يريحها حتى تتوقف عن الإلحاح؟! ..

رفع التفاحة أمام عينيه .. الاسم منقوش عليها .. تذكر تلك المرة التي قالت له أن اسمه منقوش علئ قلبها .. كم كانت تحبه، ربما أكثر مما أحبها هو .. كانت لطيفة .. حادة الذكاء .. خفيفة الظل .. كانت .. كانت رائعة في كل شيء ..
كم يتمنى لو كانت أمامه بالفعل .. لو كانت هنا لكان احتضنها .. لكان أخبرها كم يفتقدها .. لكان قال إنه يتذكرها كل لحظة .. لكان أخبرها عن هذا الخنجر الذي انغرس في قلبه برحيلها والذي ظل حتى الآن وسيظل للأبد ..

لسانه يقول: إيڤا .. أنا اسف .. اشعر بالحزن الشديد كل يوم أستيقظ فيه ولا أجدك .. اشعر أنني خذلتك .. لم أحمك كما كان ينبغي علي .. كنت أتمنى لو نكمل حياتنا معا .. او حتى أن تكملي حياتك أنت وأذهب أنا .. إيڤا .. هل تسامحينني؟ .. أتمنى أن تسامحينني ..

يد ڤاليري تحتضن يده .. تمسك بيده وتضع التفاحة على الأعواد التي صنعت بها طوفا ضئيلا .. ثم ناولت الطوف وفوقه التفاحة لماكس وقالت: هيا .. ضعه في الماء، وقل لها وداعا .. لم يكن الوداع في المرة السابقة مناسبا .. يمكنك أن تودعها بشكل لائق الآن ..

أمسك ماكس الطوف .. وضعه بحرص على سطح الماء .. أخذ نفسا عميقا ثم تركه .. ابتسم في حزن والتيار يأخذ الطوف والتفاحة التي عليه بعيدا ..
قال بخفوت: وداعا يا إيڤا .. وداعا ...

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن