٨٢

17.4K 231 7
                                    

صاح في خوف: ماذا تفعلين هنا؟ .. لماذا لم تهربي؟ .. إنهم لن يتركون القصر سوى أنقاض .. اذهبي قبل فوات الأوان..

صاحت: فليذهب القصر إلى الجحيم .. لن أذهب إلى أي مكان وأتركك..

قال: وما الفائدة من جثتين .. يكفي جثة واحدة ..

قالت: بل جثتين أفضل .. إن كانتا أنا وأنت ..

بالرغم منه اختلج قلبه بالسعادة .. قال في نبرة خافتة: أيتها المجنونة ..

سمع صوتها المغتاظ وهي تقول: إن كنتَ أمامي الآن لكنت أريتك الجنون حقا ..

قال في رفق: ڤاليري .. القصر لن يصمد .. أنا أعرف ذلك .. سيهرب الجنود .. لا أريدك إن نجوتِ أن تقعي في يد النورمان تحت أي ظرف .. فلتذهبي .. من أجلي ..

سمع صوتها وهي تجلس أرضا وتسند ظهرها لباب الزنزانة الخارجي ثم تقول: لا .. لن أطيعك هذه المرة .. سنواجه الموت معا ..

سكت ولم يعرف كيف يجيبها .. كان خوفه عليه يأكله ، بينما سعادته بما تفعله تغمره غمرا ..

أردفت: في كل الأحوال لا تقلق .. معي سكين صغير سأغمده في قلبي إن جاء جنود النورمان .. لن أترك نفسي لروبرت المجنون مرة أخرى .. سمعت من جنود استطلاعنا أنه من يقود هذه الحملة ..

سألها في دهشة: روبرت؟! .. هل أنتِ متأكدة؟

قالت: نعم .. للأسف ..

قال في خفوت: هذا يفسر كل شيء..
ثم انتفض جسده في رعب .. هذا يغير كل شيء أيضا .. لا يمكن أن يسمح أبدا بوقوع ڤاليري في يدهم..
وكأن الرعب قد شحذ ذهنه فجأة ..

صاح في سرعة: ڤاليري .. هل السكين التي معك مدببة؟

قالت في تردد: نعم .. لماذا؟!

قال: حسنا .. ادخليها في رتاج الباب وحركيها كما أقول لك..

صرخت ليعلو صوتها فوق صوت القصف: هل تمزح؟! .. هل تعني أنه كانت لديك طريقة لفتحه كل هذا الوقت ولم تقل؟!

قال في عجلة: دعينا نحاول فتحه أولا ثم لوميني كما تريدين لاحقا ..
ثم وصف لها طريقة التحايل على الرتاج، حاولت ثلاث مرات ونجحت في الرابعة .. اندفعت إلى الداخل واحتضنته في شوق .. ثم ضربته في صدره وقالت في غضب: أنا مجنونة؟!

كتم ضحكته لأن الموقف لا يحتمل .. كان السقف قد بدأ في التشقق .. يجب عليهم استغلال كل لحظة ..

قال لها: اسمعيني جيدا .. ضعي أحد دبابيس شعرك في كفي اليمنى ..

انتزعت الدبوس في سرعة وفعلت كما طلب .. نهض ليستند على ركبتيه ليعطي معصمه بعض الحرية، ثم أمال رسغه بأشد ما استطاع وأدخل طرف الدبوس في قفل قيده الحديدي .. أخذ يعبث قليلا حتى انفتح القفل .. تحررت يده اليمنى .. صفقت ڤاليري في بهجة .. ولكنها قفزت في هلع عندما سقط جزء من السقف خلف رأسها مباشرة .. الوقت يداهمهما  .. إن لم يسرعا فستكون هناك جثتان بالفعل تحت الأنقاض ..
برغم آلام معصمه، إلا أن ماكس أسرع بالدبوس لقفل معصمه الأيسر .. كان القفل صدئا وعنيدا .. المكان يرتج في عنف والغبار يكاد يطمرهما .. ڤاليري تنظر للسقف المتصدع في رعب ..
أخيرا انفتح القفل ..
قبل أن تصفق ڤاليري كان هو يمسك بها ويدفعها خارج المكان .. سقط السقف بكامله ودفن الزنزانة بما فيها .. ولكنهما كانا قد خرجا .. في اللحظة الأخيرة ...

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن