٦٧

24.9K 242 4
                                    

يقول روبرت: هناك أمر يجب علينا مناقشته قبل رفع المجلس إذا سمحتم لي.

يرفع حكيم المملكة عينيه له ويسأله: وما هو أيها الضابط؟

يبتسم روبرت ويقول: كما تعلمون أيها السادة أن المجرم ماكس بعدما اغتال ملكنا الراحل .. قد هرب آخذا معه الاميرة التي أسرناها .. زوجة ولي عهد الأعداء .. ولا شك أنه سيتجه إلى العدو ليبوح بكل اسرارنا اليه .. وهذا معناه أن الاعداء أصبحوا يعرفون كل أسرار جيشنا .. ولن يمر وقت طويل قبل أن نجدهم على أبوابنا، بل أقول في وسطنا أيضا .. بالاسرار التي عرفوها من روبرت سنجدهم في مخادعنا ليقتلونا في نومنا .. كما فعل الخائن بملكنا الفقيد .. إذا .. ليس أمامنا سوى اختيار واحد لفعله ..

نظر له قائد الجيش الملكي عاقدا حاجبيه وسأله: ما  الذي تقصده أيها الضابط؟

ينهض روبرت .. يتحرك وهو يهز كتفيه قائلا: أن نسحب منهم عنصر المفاجأة .. أن نهاجمهم قبل أن يهاجمونا .. نجرد كل قوتنا لنهاجم قلبهم .. قصرهم الملكي ذاته .. هجمة واحدة كاسحة، فنقبض على ملكهم وابنه ونعدمهم ..
ثم أشار للملك الجالس على رأس المائدة وأكمل: وهكذا تخضع مملكتهم لملكنا العظيم ويتغير وجه التاريخ .. يكون الملك چون الخامس هو الملك الذي استطاع توحيد القطر تحت ذراعه القديرة..

ارتسمت ابتسامة ساخرة على فم قائد الجيش وقال: بهذه البساطة؟!

لم يبد على ملامح روبرت أي ارتباك .. أجاب: نعم يا سيدي .. لدينا فرصة للفوز بالحرب وإنهاء معاناة شعبهم الذي يرزح تحت حكم ملكهم المستبد .. لا أستطيع تخيل فرحة شعبهم عندما يعرفون أنهم أصبحوا تحت رعاية وحماية ملكنا القوي ..
وأشار ناحية الملك وحنى جسده نصف انحنائة وأضاف: الملك چون الخامس .. مغيّر التاريخ ..

يقول قائد الجيش وقد تسرب لصوته بعض الغضب: هل تمزح أيها الضابط؟ .. هل تتخيل أن الحرب المستمرة منذ سبعة عشر عاما ستنتهي عندما نقوم بحملة على قصرهم؟! .. هل تتصور أنك أتيت بما لم يأت به أحد قبلك؟!

تتسع ابتسامة روبرت ويقول: ولم لا يا سيدي؟ .. في الحملة السابقة كدنا نوقع بهم لولا انهم هربوا في اللحظة الاخيرة .. حتى اننا استطعنا القبض على زوجة ولي عهدهم .. يمكننا في....

يقاطعه قائد الجيش: في المرة السابقة كانت الخطة من وضع ماكس ذاته .. ولولا حنكته لما كانت ستنجح .. حتى هو نفسه ادرك فيما بعد أنهم تركوا زوجة ولي العهد عن قصد كوسيلة لإلهائنا وليس لأننا باغتناهم ..

يقلب روبرت كفيه لأعلى ويقول: هل تقول يا سيدي أن ليس لدينا قادة في كفاءة ماكس .. الخائن؟

ينهض قائد الجيش ويصيح في غضب: نعم .. ماكس كان أفضل قائد لدينا بدون شك .. الغبي وحده هو من ينكر هذا ..

رفع حكيم المملكة يده وقال: فلتهدءا أيها السيدان .. أيها الضابط .. خطة ماكس تم مناقشتها هنا في المجلس قبل تنفيذها .. ماكس لم يستهدف أبدا الملك نفسه، بل كان يستهدف ولي العهد وزوجته لنستطيع أن نستخدمهما بعد ذلك كورقة للضغط على العدو لنستعيد مناطقنا المسلوبة، وتتوقف الحرب .. لم يكن في نية أحد القبض على ملك العدو او قتله .. كان هذا ليؤجج الصراع لا يخمده .. إذا قُتل ملك على يد جيش عدوه، فمن شأن هذا أن يجلب موجات من الانتقام لن يستطيع أحد تفاديها .. من الجانبين .. هذه الخطة ليس فيها فائز .. الطرفان سيصيران خاسران ..

تتضاءل ابتسامة روبرت ويقول: جيشنا يستطيع التغلب على جيشهم ألف مرة .. الجميع يعرف هذا .. أم أن قائد جيوشنا غير واثق من قدرات جنوده ..

نظر له قائد الجيش نظرة نارية وقال: احذر تماما لكلامك أيها الضابط .. لا تنس أنني أفوقك رتبة وخبرة وسنا .. لا تدع لسانك يهذي بحديث لا تستطيع احتمال عواقبه ..

رفع روبرت حاجبيه وصاح: هل تهددني؟! .. هل تهدد قائد حرس الملك؟! .. ألا تعرف أن كرامة الملك من كرامة حراسته الخاصة؟! ..
ثم ينظر للملك الجالس علئ رأس الطاولة ويقول: أليس كذلك يا مولاي؟

يرتبك الملك الصغير .. لم يكن يظن أن روبرت -او اي أحد- سيشركه في حديث الكبار هذا ..

يومئ چون برأسه ويقول بصوت متحشرج: بالطبع .. بالطبع .. كرامتي من كرامة ال.. .. كرامة حارسي من كرامتي .. كما يقول الضابط روبرت ..

ينظر الحكيم ناحية الملك نظرة طويلة نوعا .. ثم يرفع يداه مرة أخرى لتهدئة الحاضرين ويقول بنبرة حاول أن يضع فيها كل اللطف الذي عنده: بالطبع يا مولاي .. كرامتك فوق كل اعتبار .. لا أحد يستطيع أن يمسها .. بل أجزم أن قائد جيشك يضحي بحياته هو وجنوده قبل أن تُمَس حتى .. الأمر وما فيه أن ما "يقترحه" الضابط روبرت ليس أمرا بسيطا .. مهاجمة قصر الملك الاخر هو شيئا يتعدى كل الخطوط الحمراء .. على مدار قرون لم يقدم أحد على خطوة كهذه .. هناك ميثاق غير مكتوب باحترام حياة الملوك حتى في أشد فترات الحرب سوءا .. لأن الجميع يعرف أن المساس بحياة أو حرية الملك سيحول القطر بأكمله لقطعة من جهنم .. حدث كالذي يفكر فيه الضابط روبرت سيخرج مارد الهمجية والوحشية من عقاله .. وأكرر .. من الجانبين .. لأننا حتى وإن نجحنا في القبض على الملك، من قال أن جيشه لن يهاجمنا ليحرره؟! .. وإن قتلناه، من قال أن جيوشه لن تنتقم لمقتله؟ .. الانتقام لن يشمل جنودنا فقط، بل سيشمل المدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة ..

ثم نظر إلى الملك وقال: فلا أظن أن مولاي الملك سيوافق على فكرة لم يتم دراسة أبعادها المخيفة على رعاياه الطيبين .. أليس كذلك؟

انتبه الملك ان الحكيم يوجه حديثه له فقال في ارتباك: نعم نعم .. بالطبع .. يجب دراسة كل شيء ..

مط الحكيم شفتيه وقال: إذا نشكر الضابط روبرت "حارس الملك" على تشريفه لنا بالحضور في مجلسنا اليوم، وأنا واثق من أن قائد جيشنا صاحب الخبرة الجبارة سيدرس تلك الفكرة وإن كان بها خير للمملكة سيضعها موضع التنفيذ .. فلا هم لأي منا سوئ سلامة وخير المملكة، ومولاي الملك ..

ثم أردف قبل أن يقول أحدهم شيئا: والآن أرجو من مولاي السماح لنا بفض المجلس لتأخر الوقت وحتى لا نعطل ملكنا العظيم عن مسئولياته الجسيمة .. هل تسمح لنا يا مولاي؟

نظر له الملك للحظة دون تركيز ثم قال بسرعة: بالطبع .. بالطبع .. يكفي هذا اليوم ..

نهض الملك فنهض الجالسين وانحنى كل منهم انحناءة سريعة له وهو يمر أمامهم .. ثم خرج الملك من الغرفة ووراءه روبرت .. وقبل مغادرة روبرت حانت منه التفاتة ناحية قائد الجيش .. نظرة صامتة لم يلحظها أحد ....

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن