قضى ماكس ليلته خارج الكوخ .. لم ينم .. لم يستطع .. كانت تعتمل داخل نفسه آلاف الأفكار .. أفكار بالغضب من هذه الأميرة التي تظن نفسها ذكية .. أفكار بالندم على كل لحظة كان سعيد فيها وهو يلمس جسدها .. أفكار بالحسرة على حاله، من قائد و بطل حرب إلى شخص مطارد منبوذ، بلا مأوى، بلا عائلة، بلا نقود .. إنه الآن واحد من رعاع المملكة الذين كان يشفق عليهم ويحاول مساعدتهم من آن لآخر بما يسد رمقهم .. هل سينتهي به الحال متسولا؟! .. هل سيرى في عيون المحسنين نفس نظرات الشفقة التي كان ينظر بها إلى شحاذي المملكة؟ .. الموت أهون عليه من هذا .. سيقتل نفسه إن وصلت الأمور لهذا الحد .. ولكن مهلا .. الأمور بالفعل كادت تصل لهذا الحد .. نقوده لن تكفيهما لأكثر من أسبوع آخر .. ستعود الاميرة لزوجها ومملكتها ويظل هو وحيدا .. لن يستطيع الذهاب لمملكة الأميرة لأنهم سيعتبروه عدوا .. ولا يستطيع العودة لمملكته لأنهم سيعدموه .. لم يعد فارسا .. انه مجرد إنسان على الهامش .. مجرد كتلة بلا قيمة من اللحم والعظام، إن مات اليوم فلن يشعر به أو يهتم أحد .. وجوده أصبح بلا معنى .. لم يعد شخصا بل صار مجرد شيء..
لم تتركه الأفكار طوال الليل .. ولا طوال النهار .. لم يتحرك في جلسته أمام الكوخ .. لولا تنفسه لظن أي عابر أنه جثة جالسة .. لم يشعر بالبرد أو الجوع .. لم يشعر بشيء سوى سكاكين الأفكار التي تنغرس كل لحظة في عقله ..
لم ينتبه سوى مع دخول الليل مرة أخرى .. انتبه ان له يوم كامل تقريبا في مكانه .. يوم مر دون أن يفعل شيء ذا أهمية .. ربما ستكون كل أيامه المقبلة هكذا؛ بلا أهمية ..
ولكن الآن ميعاد مرهم الأميرة .. تحامل على نفسه ونهض .. طرق على باب الكوخ ودخل .. كانت الأميرة جالسة في أحد الأركان المظلمة .. شعر بالذنب إذ نسى إشعال النار اليوم .. جلس دون كلام وأخذ يضرب الصخور حتى اشعل النار في منتصف الكوخ ..
قال للأميرة: سيدتي .. نحتاج لدهان المرهم الآن ..التفتت ناحيته ولم تجب ، ثم نهضت وأدارت ظهرها له .. ما أن بدأت خلع ملابسها حتى أدار ظهره هو أيضا ..
سألها: هل أستدير الآن؟
لم تجب .. ولكنه كان يعرف انها رقدت في وضعها من توقف حركة الظلال العاكسة لحركة جسمها .. استدار وجلس بجوارها .. أخذ المرهم على أصابعه وأخذ يفعل ما يفعله كل يوم .. ولكن هذه المرة لم يشعر بأي شهوة تجاهها .. كان أثر محادثتهما الليلة الفائتة لا يزال يخيم على ذهنه .. أثر أفكاره وحسرته يلغي كل تفكير في أي شيء آخر .. أو أي شخص ..ابتدأ يدهن من عند أقدامها، مرورا بساقيها ثم فخذيها ثم مؤخرتها .. عندما بدأ بتمرير أصابعه على ظهرها شعر به يهتز قليلا .. كاد يهتف بها أن تتوقف عن الاهتزاز حتى ينتهي من مهمته السخيفة .. ولكنه لاحظ أن اهتزاز ظهرها لم يكن عن قصد .. كان سببه أن الأميرة تبكي .. أو -بصورة أدق- تكتم بكاءها ..
لم يكن ليجزم بهذا إلا عندما رأى قطرات تسيل من جانب عينها ..
توقف .. هو متأكد أنه لم يضغط بيده على جروح جسدها أكثر من أي مرة فاتت وهو يدهن المرهم، إذاً فلمَ تبكي؟ .. أم أن غضبه منها جعل أصابعه أكثر ثقلا او حدة؟ ..
أزال يده .. تردد قليلا ثم سألها: هل أؤلمك؟
لم ترد .. لم يعرف ماذا يفعل .. هل يكمل أم يتوقف؟ ..
قال مرة أخرى: حسنا .. لم أقصد إيلامك .. لكن يجب علينا المتابعة حتى لا يتأخر شفاء أي منطقة، وسأحاول أن أجعل أصابعي أخف قليلا ..ثم أكمل دهان المنطقة الباقية من ظهرها بأخف ما استطاع .. ثم نهض وخرج من الكوخ ..
كان قد شعر ببعض الحزن من أجلها ، ولكن الشعور تبخر سريعا وسط نيران غضبه ويأسه .. سيقضي ليلته هنا .. لا يريد التواجد معها .. وبالتأكيد لا يريد النوم بجانبها ..
جال قليلا وأحضر بعض الصخور واعواد الاشجار الجافة، وأشعل نارا لنفسه خارج الكوخ .. سينام هاهنا هذه الليلة .. وكل ليلة .. حتى ينتهي هذا الكابوس .. ربما لن ينتهي كابوسه الخاص وستصير حياته كلها نوما في العراء بعد ذلك، ولكن على الأقل حتى ينتهي كابوس وجود تلك الأميرة معه .. عدة أيام تكون الأمور قد هدأت قليلا ويأسوا من البحث عنه، حينها سيعيدها لأقرب حدود مملكتها ويتركها هناك .. لتعود لزوجها وقصرها ..
لا يعرف كيف سيقضي حياته بعد ذلك ولا ماذا سيفعل ، ولكنه علئ الأقل سيكون قد تخلص من حمله الثقيل ..بعد قليل سمع صوت باب الكوخ يُفتَح .. لم يلتفت ولا يريد أن يلتفت .. ربما هي خارجة لقضاء حاجتها أو شيء من أمور النساء التي لا يفهمها ..
سمع خطواتها تقترب منه .. تتوقف الأميرة بجواره لافة الغطاء حول جسدها .. ثم تجلس بجواره .. ودون كلمة واحدة تسند رأسها على كتفه ...
أنت تقرأ
الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}
Pertualanganيتم القبض على الأميرة وتقع أسيرة في قبضة أعدائها المتعطشين لدمائها .. وجسدها .. ولكن في الأسر تجد ملاكها الحارس الذي يغير حياتها ..