٥٢

24.5K 298 2
                                    

استيقظ في الصباح التالي ليجد نفسه وحيدا .. ولكن هناك نار مشتعلة بجانبه .. هل كان يحلم؟!

ڤاليري تخرج من الكوخ بجلبابها البسيط الساحر .. تجلس بجانبه مبتسمة وتناوله الخبز والجبن ..

تقول: عندما استيقظت لم أكن أشعر بيديّ وقدميّ من البرودة .. أشعلت بعض النار لتبقيك دافئا .. تعلمت ذلك منك .. أقصد إشعال النار ..

أومأ لها برأسه وقال: شكرا لكِ..

هل تُصبِح أكثر جمالا في الصباح؟ .. مهلا .. هل سيعود لهذا مرة أخرى؟! ..
كطلقة مدفع عادت له كل أفكار الليلة السابقة دفعة واحدة .. كل إشراقات الصباح تلاشت فجأة لتحل محلها تلك الغيمة المؤلمة ..

ڤاليري تنظر له .. تمد كفها وتمسك بكفه .. ينظر لها في تعجب .. لا تتكلم .. تريح رأسها على صدره في صمت ...

بعد قليل تقول: ماكس .. ما حدث لم يكن بسببك..

لم يحتج أن يسألها عم تتحدث .. أجاب: لولاي لكانت حية الآن .. لكانت تمشي .. لكانت تضحك ..

اشتدت قبضة ڤاليري على كفه وقالت: لا .. لولاك لكانت أسيرة الان .. ف مملكتي .. أنت تعرف ما يُفعَل بالأسيرات .. انظر لي .. على الاقل انت انقذتني مما هو أسوأ .. هناك، لم يوجد ماكس آخر لينقذها .. هل كنت تفضل أن تكون تصير أسيرة؟

صمت ماكس .. لم يجب بشيء ..

تقترب فاليري منه أكثر حتى يلتصق جسمها به .. تقول: ماكس .. لقد فعلت ما في وسعك .. لقد حاولت أن تضحي لأجلها بحياتك .. بكرامتك ، وأنا أعرف أن الكرامة لديك هي الأثمن .. لقد قدمت كل ما تملك للحفاظ عليها .. هل كان لديك شيء اخر وانت امتنعت عن تقديمه؟

بعد تردد، هز ماكس رأسه دون كلام..

أكملت: ماكس .. لم يكن هذا ذنبك .. بل هو ذنب هؤلاء الأوغاد .. لقد استحقوا ما فعلته بهم .. بل يستحقون القتل ألف مرة لقاء ما فعلوه .. هم المذنبون لا أنت .. هم السبب .. هم وتلك الحرب الشنيعة بين مملكتينا .. إنما ليس أنت .. أنت لم تختطف أي شخص .. لم تعذب أحدا .. لم تؤذ بريئا .. هم فقط المجرمون ..

سالت دمعة من جانب عين ماكس .. رفع يده الحرة ومسحها في خجل ..

ظلا صامتان لفترة .. ثم قالت ڤاليري في النهاية: ماكس .. هذه الدنيا قاسية .. هناك أشياء تحدث .. لا نستطيع التحكم في كل شيء .. أعرف أنك قائد قوي وشجاع .. ولكن حتى أنت هناك أشياء لا تستطيع عملها .. حتى أنت لا تستطيع تغيير الماضي .. حتى أنت لا تستطيع إعادة من رحلوا ..

بعد قليل نهضت .. نظر لها ماكس فقالت: تعال معي ..

ثم جذبت يده فنهض بالرغم منه .. ركضت ساحبة يده فوجد نفسه يركض خلفها .. شعر أنه طفل صغير تجره أمه من يده .. إلى أين تأخذه؟!

الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن