يقول حكيم المملكة: سيدي الضابط .. ألا ترى أننا يجب أن نتمهل قليلا قبل ارسال جنودنا في تلك الحملة؟
نظر له روبرت دون أن يجيب ..
أكمل الحكيم: أنت تعرف بالتأكيد أن ملكهم قابع في هذا القصر هذه الأيام .. وأي مساس بملكهم لن يتهاونوا فيه .. سيكون انتقامهم شديدا .. لن يكون لديهم ما يخسروه فسيأتون على الأخضر واليابس ..
ابتسم روبرت في سخرية وقال: هل أنت خائف أيها الحكيم؟
قال الحكيم: بالطبع .. من لا يخاف من آثار حملة كهذه هو غافل أو معتوه .. ومهمتنا بصفتنا مسئولين مع الملك عن أمن شعبنا، أن نفكر ألف مرة قبل الاقدام على أي شيء من شأنه تهديد هذا الامن ..
قال روبرت في غضب: إذا ما أنا؟ .. غافل أم معتوه؟
قال الحكيم في سرعة: لا شيء منهما بالطبع .. أنت رجل وطني يا سيدي، ولكنني أخشى من أن حماسك الوطني الشديد قد يتفوق على بعض الحذر الواجب ..
قال روبرت: أتتشكك في قدراتي أيها الحكيم؟
ابتسم الحكيم وقال: بالطبع لا .. أنت اختيار الملك وبالتأكيد ملكنا لن يضعك في هذا المنصب الخطير دون التأكيد من قدرتك وحسن بصيرتك وإحكام تخطيطك..
قال روبرت: إذاً لماذا أنت هنا؟
اكتست ملامح الحكيم بجدية يشوبها مسحة من الخوف وقال: سيدي .. أنا حكيم المملكة .. على عاتقي أحمل مسئولية كل قرار يؤخذ داخل هذا القصر .. ربما يقتصر دوري على النصح والاقتراح .. لكنني لا استطيع أن أوافق على ما يمكن أن يسفر عن نتائج خطيرة على هذه المملكة ..
ثم أضاف بلهجة خاصة: حتى لو كان الأمر سيؤدي بي للسجن ..كان روبرت يفكر فلم ينتبه لجملة الحكيم الأخيرة، قال: حسنا .. قل لي ما الذي تخاف منه..
أخذ الحكيم نفسا عميقا وقال: الحملة على قصر ملك العدو -بغض النظر عن الخسائر التي سنتكبدها في كل الاحوال- لها نتيجتان لا ثالث لهما .. الاولى هي أن تنجح، نقبض على الملك او يقتله احد جنودنا في خضم المعركة، وقتها لن يكون هناك خيار لدى جيشهم سوى الانتقام مننا بأي شكل وفي أي مكان وبدون خطوط حمراء .. هذا الانتقام لن يكون موجها فقط لجيشنا بل للمدنيين في شعبنا أيضا .. الفلاحين الذين لا حول لهم ولا قوة .. وأيضا لن يستثنوا هذا القصر وهذه القلعة من انتقامهم، بل أخشى أنهم سيستهدفوننا هنا للوصول للملك، سيحاولون أن يكون مصيره كمصير ملكهم، أيا كان ..
سكت قليلا ثم اضاف: أو النتيجة الثانية .. أن يهزموننا .. وقتها سنكون قد ضحينا بقوة جيشنا الضاربة في حملة واحدة خاسرة .. الحملة بتلك الشكل ستسحب الكثير من الجنود من حول القصر هنا، فتقل الدفاعات التي تحمي ملكنا بشكل خطير، ولا أبالغ أن الطريق سيكون مفتوح أمامهم للوصول للملك أو على الاقل احتلال هذا المكان، إن استطاع الملك الهروب ..
فكما ترى يا سيدي .. الأمر خاسر في كل الأحوال .. لهذا لم يحاول أحد قادة الجيوش السابقين فعل هذا .. الأمر سيكون كشخص يشعل النار في جدران بيته من لأنه يشعر بالبرد ..كان روبرت يستمع له بوجه جامد، ثم قال: يبدو لي أنك لم تتقلد منصب الحكيم من فراغ .. عقلك يحسب حساب كل الاحتمالات بالفعل ..
انحنى الحكيم نصف انحنائة وقال: أشكرك يا سيدي .. والآن .. هل تتكرم وتؤجل هذه الحملة قليلا ريثما نعيد الحسابات ونتوصل لأفضل وأأمن الحلول؟
ابتسم روبرت في هدوء وقال: أنت قلت أن أحدا من قادة الجيش السابقين لم يفكر في ذلك .. اتفق معك في هذا .. ولكن السبب ليس لأن الأمر كما تقول، بل ببساطة لأن أحدهم لم يمتلك الشجاعة لفعلها .. ستكون هذه هي المعركة التي تنهي جميع الحروب .. المعركة التي سيعيش بعدها الشعب بالكامل في سلام وسعادة .. ستكون هذه هي المعركة الأخيرة ..
يقول الحكيم: ولكن يا سيدي..
يقاطعه روبرت ويقول: لقد قلت رأيك أيها الحكيم .. وهكذا انتهى دورك .. يمكنك أن تغادر الآن ..
ابتلع الحكيم سخطه وشعوره بالإهانة والغضب .. ثم استدار وسار مبتعدا .. وقبل أن يغادر غمغم في صوت كان يعرف أن روبرت سيلتقطه: ستكون المعركة الأخيرة بالفعل...
أنت تقرأ
الأسيرة 🔞 {مليون ونصف مشاهدة}
Adventureيتم القبض على الأميرة وتقع أسيرة في قبضة أعدائها المتعطشين لدمائها .. وجسدها .. ولكن في الأسر تجد ملاكها الحارس الذي يغير حياتها ..